صحافة دولية

فيديو مسرب لمحمد سلطان يحمل أوباما مصيره

محمد سلطان - يوتيوب
محمد سلطان - يوتيوب

نشر مساء الثلاثاء مقطع فيديو جديد، يظهر فيه محمد صلاح سلطان، الأمريكي المصري الذي يبلغ من العمر ستة وعشرين عاماً، والمعتقل في أحد السجون المصرية منذ ما يقرب من مائتي يوم تقريباً، والمضرب حالياً عن الطعام.
 
وبثت مقطع من الفيديو مقدمة البرامج في السي إن إن كريستيان أمانبور، ويظهر فيه سلطان متحدثاً إلى الكاميرا وهو يناشد الرئيس الأمريكي أوباما والمجتمع الدولي بشكل مباشر.
 
وكانت "ميدل ايست اي" قد حصلت أيضاً على نسخة من شريط الفيديو، والذي يظهر فيه الشاب المصري - الأمريكي مناشداً أوباما بذل جهد أكبر لضمان تحريره من الأسر.
 
يقول سلطان في مقطع الفيديو: "إذا كنت تشاهد هذا التسجيل فهذا يعني إما أنني أقبع في العزل الانفرادي في زنزانة ما حيث يتعذر علي التواصل مع العالم الخارجي أو أنني أرقد في سرير في المستشفى لأن الإضراب عن الطعام الذي بدأته يوم 26 يناير نال مني أو أنني قد قضيت نحبي. إذا لم أزل على قيد الحياة فإنني أسأل حكومتي، حكومة الولايات المتحدة الأمريكية، ألا تعني حياتي شيئاً بالنسبة لكم؟ هل أصبحت حياة المواطنين الأمريكان بلا قيمة أم لأن اسمي محمد؟"
 
ويضيف الشاب المتخرج من جامعة ولاية أوهايو: "لقد حركت حكومتكم الجبال وأرسلت طائرة خاصة لتنقل شركائي في المواطنة الأمريكية من ذوي الشعور الشقراء والعيون الزرقاء الذين كانوا معتقلين لدى نفس العسكر في مصر عام 2012، فما الذي يجعلني مختلفاً عنهم؟ هل لأن والدي ليس واحداً من أعضاء الكونغرس الأثرياء الذين تربطهم علاقة متينة بعلية القوم في البلاد؟ أم لأن والدي عالم إسلامي أو أكاديمي إسلامي؟ أم لأنني، يا سيدي، مثلك أحمل اسماً عربياً" 
 
ووقع بث الفيديو في اليوم الثاني من انتخابات الرئاسة المصرية، ومن المحتمل أنه سيضع مزيداً من الضغوط على الإدارة الأمريكية في تعاملها مع السلطات المصرية.
 
وألقي القبض على سلطان بعيد مجزرة رابعة عام 2013 في مصر التي تعرض فيها أنصار مرسي للقتل والاعتقال الجماعي بعد الانقلاب الذي أطاح بالرئيس السابق محمد مرسي. وكان سلطان قد أصيب بطلق ناري في ذراعه قبل أيام قليلة من اعتقاله، ويقول بأنه حيل بينه وبين الرعاية الطبية اللازمة داخل السجن، حيث اضطر -حسب قوله- إلى الاعتماد على أحد النزلاء معه ليجري له جراحة يعالج بها إصابته دون توفر الحد الأدنى من المتطلبات الصحية أو الطبية.
 
وعلى الرغم من أنها حليف لمصر، إلا أن السلطات الأمريكية أعربت مؤخراً عن قلقها إزاء التطورات الحادثة هناك، بما في ذلك أحكام الإعدام الجماعية التي صدرت بحق المئات من أنصار جماعة الإخوان المسلمين، فقد وصفت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية أحكام الإعدام بأنها "غير معقولة". وجاءت تصريحاتها صدى لتصريحات مشابهة، كانت قد صدرت عن وزير الخارجية جون كيري، في مارس الماضي.
 
وكان جون كيري قد قال: "أنا منزعج بشدة للقرار المفاجئ وغير المسبوق لمحكمة مصرية إصدار أحكام مبدئية بإعدام 529 مواطناً، بعد محاكمة جماعية سريعة. إنها ببساطة تجافي كل منطق".
 
وناشد "السلطات المصرية المعنية بتصحيح هذا الوضع"، مضيفاً أن القرار لا يعكس القيم والأهداف التي كانت الحكومة الانتقالية تتطلع إليها وتطمح إلى تحقيقها.
 
في حديث خاص لـ"ميدل ايست أي" قال مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية بأنهم "يسعون بشكل دوري إلى ترتيب زيارات للسيد سلطان في معتقله، من قبل موظفي القنصلية الأمريكية في القاهرة، وبأنهم رتبوا له زيارة من طبيب من خارج السجن لمعاينة وضعه. نحن مستمرون في رصد حالته ونحن على تواصل مع عائلته ومع فريق المحامين المكلف بقضيته، لإخبارهم أولاً بأول بالتطورات".
 
وقال المسؤول إن موظفاً من القنصلية الأمريكية اجتمع بسلطان يوم 5 مايو وحضر جلسة محاكمته يوم 11 مايو وقال "ونحن مستمرون في إثارة هذه القضية مع المسؤولين المصريين على أعلى المستويات".
 
وتزايد القلق بشأن حالة سلطان الصحية المتدهورة خلال الأسابيع القليلة الماضية جراء استمراره في الإضراب عن الطعام منذ 121 يوماً.
 
ويشرح سلطان في شريط الفيديو المسرب له لماذا اختار بدء الإضراب عن الطعام والاستمرار فيه، حيث يقول: "لقد بدأت الإضراب عن الطعام لأنني نشأت إنساناً حراً، ولذا قررت أن أتحدى الطغيان بشكل سلمي تام. بمعنى أنه حتى لو تمكن عساكر مصر من سجني وأصرت حكومة بلادي على التخلي عني، فأنا مازلت أملك التحكم في مصيري. نعم، مازلت أتحكم في مصيري، وذلك بالنسبة لي هو معنى أن يكون الإنسان حراً وهو كل ما يعنيه لي أن أكون أمريكياً".


التعليقات (0)