مقالات مختارة

«داعش» وبشار.. حب من بعيد

مشاري الذايدي
1300x600
1300x600
كتب مشاري الذايدي: حلفاء بشار الأسد الذين نعرف، هم النظام الخميني في إيران، وروسيا، والصين، ومن الجماعات المحترفة للإرهاب حزب الله وكتائب أبو الفضل العباس، الشيعية العراقية، وجماعة الحوثي في اليمن، وشيعة من باكستان وأفغانستان، وغيرهم، وقد رصد - على ذكر أفغانستان - أخيرا تدفق مقاتلين من الشيعة «الهزارة» الأفغان لصالح بشار، ونشرت المعارضة صورة لقناص يعتقد أنه أفغاني شيعي قتل على يد المعارضة وكشفوا وثائقه وصوره المخزنة في هواتفه وجهاز «اللابتوب».

ومن الأنظمة السياسية لدينا دعم صريح من نوري المالكي في العراق، ودعم شبه صريح من النظام الجزائري لبشار.

كل هذا معلوم، لكن جماعة «داعش» التي تدعي أنها الممثل الأنقى والأمثل للإسلام السني تعتبر، بشكل موضوعي غير ذاتي، سندا للنظام الأسدي، فعمل هذه الجماعة على الأرض السورية يصب لصالح رواية بشار وإعلام بشار وإعلام حسن نصر الله ونوري المالكي، وعتاة اليسار والقوميين العرب. فمجرد نشاط وعمل مجرمي «داعش» يعزز شرعية النظام وأنه يحارب جماعة إرهابية مجرمة تقتل على الهوية. والضحية في هذا كله هو الشعب السوري الذي «انطحن» بين سندان الأسد ومطرقة «داعش».

البعض يرى أن التحالف بين «داعش» والأسد، عبر أجهزة مخابراته ومخابرات حلفائه، هو تحالف واع وواضح لـ«داعش» وتمارسه عن قصد ووعي، ولكني لا أعتقد الأمر بهذا الوضوح، فيجب أن نقر أن هناك بيئة للتطرف وقابلية للعنف الديني موجودة، ويتم استثمارها وتوجيهها من أطراف لها مصلحة معينة، كما يجب أن نلاحظ أن «فجور» آلة القتل الأسدية طيلة سنتين من عمر المأساة السورية، وخذلان العالم للسوريين، بحد ذاته، مثير للاستفزاز والجنون حتى، وخالق للرغبة في الثأر والانتقام، بأي شكل، للمساكين السوريين العاجزين.

إذن لدينا قابلية للتطرف، وجاذبية أسدية له في سوريا، حيث تحول بشار إلى «مغناطيس للإرهاب»، كما اعترف وزير الخارجية الأميركي، كيري، بعد خراب البصرة.

هذه هي طبيعة العلاقة النفعية الغرائبية غير الواعية بين «داعش» والأسد، ومن هنا نفهم الخبر الذي نشرته صحيفة «الرأي» الكويتية أن أمير تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) في مدينة منبج بريف حلب أقسم أن بشار الأسد أشرف من هؤلاء الكلاب.

وقالت الصحيفة إن أمير «داعش» ظهر في مقطع فيديو، متحدثا بحضور عدد من أهالي المدينة وأعضاء من التنظيم، وقال فيه: «والله إن بشار الأسد لم يفعل مثلما فعل هؤلاء الكلاب (في إشارة إلى مقاتلي المعارضة السورية الذين يحاربون على جبهتين، ضد نظام بشار وميليشيا حزب الله، وضد داعش في آن)»، متسائلا: «من أجل ماذا فعلوا هذا؟».

وتقول الصحيفة إن لهجة المتحدث أظهرته بأنه ينتمي إلى إحدى دول المغرب العربي.

نشاط «داعش» في الأساس وحسبما نرى ونسمع موجه للمنافسين من معارضي الأسد على الساحة السورية، وهذا يخدم مباشرة الأسد، الذي لو لم يجد داعشا لخلقها من العدم.. إنه تحالف الأشرار.

(عن الشرق الأوسط)
التعليقات (1)
هشام خريسات
الخميس، 05-06-2014 05:44 م
صاف واستنادا الى حقائق وثوابت. كان تنظيم الدولة ما قبل الصدام مع الجبهة الإسلامية وجبهة النصرة كان ينتشر على مساحات واسعة من الاراضي السورية، وقبل ان يسحب قواته الى الرقة ودير الزور وغيرهما من المناطق الشرقيه الشمالية وبعد اشتعال المعارك بينه وبين الجبهتين النصرة والإسلامية سرت شائعات كثيرة بعلاقة بين تنظيم الدولة والنظام وان هناك تنسيق بينهم في ساحات المعارك ، الا ان الإنصاف والموضوعية تتطلب ان نكون حياديين ولا يمكن على الإطلاق ان يكون هناك اي تنسيق أمني او عسكري او اي كان بين النظام والدولة الإسلامية في العراق والشام، وسوف نوضح الأسباب في النقاط التالية : اولا عقيدة تنظيم الدولة لا تؤمن بالأوطان بقدر ما تؤمن بوحدة المسلمين ولا ادل على ذلك من قول ابي مصعب الزرقاوي بان الامريكي المسلم اقرب له من ابن امه وأبيه ان كان كافرا ، فهم والنظام لا يلتقون عقيدة ولا منهجا ولا فكرا واختلاف الهدف ولو كان هناك تنسيق لانهار التنظيم من الداخل، فلو صح الهدف لانهار التنظيم من الداخل فورا وذلك على اعتبار ان من يلتحق فيهم على اساس مقاتلة الشيعة والعلويه وإقامة دولة الخلافة. والحقيقة ان النظام والتنظيم يستفيد كل منهم من الاخر بدون وجود اي تنسيق بينهما وذلك على قاعدة عدم حرق المراحل لان الصدام بينهم قادم لا محالة، حيث يقوم النظام بالترويج ان التنظيم أقام دولته داخل الدولة السوريه وتشكل خطر عليه وعلى الغرب وعلى المسحيين في نقاط حساسه يتفق عليها الغرب. ويعتقد الغرب بصحة دعاوى النظام اشد الاعتقاد وان هذه الدولة تكون خارج نطاق الامم المتحده فللنظام مصلحة وليس بمعنى ان التنظيم حليف للنظام. وفي المقابل فان تنظيم الدولة ليس ساذجا كما يعتقده البعض فهو يستفيد من وجهة النظام فيبتعد تلقائيا عن القصف الجوي والمدفعي ويستغل صمت النظام في التمدد على الارض وتأمين خطوط الإمداد التي هي غير معرضه للقطع من قبل النظام والتي استغلها التنظيم جيدا باختياره. وها نحن نرى تنظيم الدولة يصول ويجول بدون اي ضغط او قصف جوي استفادة من النظام في تحقيق مشروعه الذي يسعى اليه وهو إقامة الخلافه الاسلامية. الاستفادة الان هي من الطرفين لكن موعد نزول الأطنان على الرقه او دير الزور او في اي مكان لتنظيم الدولة ليس ببعيد وأصبح وشيك، وذلك بعد ان يصفي النظام حساباته مع فصائل الجيش الاخرى وكذلك الامر يجب ان لا ننسى ان مفخخات الدولة سوف تصب نيران غضبها على كل مكان للنظام، وبعدها يتم التدخل الخارجي بطائرات بدون طيار للقظاء على التنظيم ومحاولة تصفيته من الغرب. الخلاصة ان تنظيم الدولة الإسلامية اللذي يقاتل الشيعة بكل ضراوه لم يكن ولن يصبح في يوم من الايام حليف الشيعة في سوريا وهذه حقيقة راسخة.