ملفات وتقارير

أوروبيات يحكمن أفريقيا

فيفيان واد زوجة الرئيس السنغالي السابق عبد الله واد - أرشيفية
فيفيان واد زوجة الرئيس السنغالي السابق عبد الله واد - أرشيفية


حذر باحثون ونشطاء من دول إفريقية مؤخرا من خطر ما سموه النفوذ المتزايد للسيدات الأوروبيات المتزوجات من رؤساء أو زراء أو شخصيات نافذة إفريقية، معتبرين أن معظم السياسات الإفريقية في المنطقة تدار من طرف الأوروبيات.

وتشير إحصاءات غير رسمية إلى تزايد أعداد الرؤساء والوزراء الأفارقة المتزوجين من أوروبيات.

ومن بين تلك الدول بوركينفاسو  ونيجريا وناميبيا، والكاميرون وساحل العاج والغابون.

وسبق لرؤساء دول إفريقية أخرى أن حكم فيها رؤساء متزوجون من أوروبيات مثل السنغال وموريتانيا.

ويرى المحلل السياسي مختار عابدين في حديث لـ"عربي21" أن انتشار ظاهرة زواج الأفارقة من أوربيات يعود في الأساس إلى أن معظم النخب الإفريقية درست في أوربا وفي فرنسا بشكل خاص، ووصلت إلى السلطة بدعم مباشر من الأنظمة الأوربية، وذلك إما بدعم الانقلابات العسكرية في القارة أو من خلال انتخابات يقف الأوربيون فيها إلى جانب مرشح بعينه على أن يتم ذلك وفق معايير محددة، بينها المصاهرة مع أوروبية.

ويقول مختار عابدين، إن نفوذ الأوربيات بدا واضحا في عدد من تجارب الحكم في إفريقيا، كما هو الحال مثلا في موريتانيا أيام حكم الرئيس الأسبق المختار ولد داداه، الذي ينظر إليه على أنه مؤسس الدولة الموريتانية، مضيفا أن زوجة المختار ولد داداه، الفرنسية "ماري تيريز كودرواي" التي حولت اسمها لاحقا إلى "مريم داداه" كانت متحكمة في مفاصل الدولة الموريتانية من خلال إشرافها على إدارة عدد من المؤسسات، ودخلت معترك السياسية من نافذة المجلس الأعلى للنساء الموريتانيات.

ويضيف ولد عابدين:"بعد زواج عدد من النخب الموريتانية من فرنسيات تحول الموضوع إلى شبه "موضة"، وانتشرت ظاهرة الزواج من أوروبيات أو فرنسيات بشكل كبير في أوساط الشباب ممن درسوا في الغرب، قبل أن ينعكس ذلك سلبا عندما وصل هؤلاء الشباب إلى مراتب كبيرة في هرم السلطة، حيث وجدنا أنفسنا ندار من أجانب اكتسبوا الجنسية من خلال زواجهم من مواطنين وبات ذلك يؤثر بشكل واضح على السياسات الخارجية، بل وسيادة البلد".

وتعد "فيفيان واد" زوجة الرئيس السنغالي السابق عبدالله واد، نموذجا آخر على نفوذ الأوربيات في القصور الإفريقية، حيث توجه للسيدة "فيفيان" تهم بإدارتها لعدد من القضايا الكبرى من خلف الكواليس أيام حكم زوجها عبد الله واد، وإن ظلت السيدة"فيفيان واد" حريصة على البعد عن الأضواء والاكتفاء علنا بالقيام ببعض الأعمال الخيرية والإشراف على منظمات إنسانية.

وكانت تصريحات للرئيس السنغالي السابق عبد الله واد قد كشفت جانبا من نفوذ زوجته في السنغال خلال القمة الإسلامية في السنغال، التي تولى التحضير لها ابنه كريم واد.

حيث خاطب الرئيس السنغالي عبد الله واد ابنه قائلا: سأخبر أمك يعني زوجته الفرنسية "فيفيان واد" أنك توليت إدارة العملية بنجاح وقمت بعمل جيد.

وقد أثار ذلك التصريح حينها جدلا في السنغال، واعتبر مؤشرا على أن عيني السيدة الأولى الفرنسية "فيفيان واد" على كل شيء في السنغال.

وفي ساحل العاج بدت تصرفات زوجة الرئيس الحالي الحسن وترا، الفرنسية "دومنيك وترا" وكأنها الآمر والناهي حيث باتت تلقب من طرف البعض بـ"سيدة القصر المدللة". 

ويقول متابعون، إن الرضا الفرنسي عن حكم رئيس ساحل العاج الحالي الحسن وترا نابع من تأثير زوجته ودورها الدبلوماسي، حيث تحرص "دومنيك وترا" على لعب أدوار دبلوماسية بين بلدها الجديد ساحل العاج، وأصولها الأوربية.
التعليقات (0)