سياسة عربية

حكومة "محلب 2" تكتوي بنار الاحتجاجات والانتقادات

عدد كبير من الحقائب وسوء في الاختيار - أ ف ب
عدد كبير من الحقائب وسوء في الاختيار - أ ف ب
شهد أول يوم عمل لحكومة المهندس إبراهيم محلب الثانية خسارة بالبورصة بلغت أكثر من أربعة مليارات جنيه، وعددا من المظاهرات الفئوية بمحيط مجلس الوزراء، في وقت وجه فيه عدد من الخبراء والكتاب انتقادات حادة لها، على خلفية .زيادة عدد حقائبها، واختيارات وزرائها.

فقد نظم عدد من الصحفيين المؤقتين بجريدتي الأهرام والأخبار وقفة احتجاجية الأربعاء أمام مجلس الوزراء للمطالبة بالتعيين بعد أن قضوا فى العمل داخل المؤسستين مدة تزيد على ثلاث سنوات، على حد قولهم.

وتظاهر عدد من سائقي سيارات نقل المواد الغذائية المبردة للمطالبة بالحصول على تأشيرة مرور لمدة 6 أشهر. وقالوا إن سائقي الأردن وسوريا والسعودية يدخلون الأراضي المصرية بكل سهولة دون الالتزام بــ"فيزا" بتاريخ معين.

وتظاهر عدد من العاملين بمشروع تثقيف وتنمية الأمومة والطفولة بالريف المصري، التابع لوزارة الزراعة واستصلاح ا?راضي، للمطالبة بتوقيع عقود ثابتة لهم، والحصول على الحد الأدنى للأجور، والتأمين عليهم صحيّا.

ونظم عدد من أهالي منطقة رأس السوداء والفلكي بمنطقة الإسكندرية مظاهرة أمام مقر الحكومة، تنديدا بما سموه سيطرة مجموعة بلطجية على قطعة أرض مساحتها 8 أفدنة وإقامة عدد من المنشآت المخالفة عليها".

ونظم عدد من حملة درجتي الماجستير والدكتوراه وقفة احتجاجية للمطالبة بالتعيين عبر جهاز التنظيم والإدارة، ورفض قرار وزير التربية والتعليم بتعيينهم مدرسين أو إداريين بالوزارة، وسط إجراءات أمنية مشددة.

وكانت حكومة محلب أدت اليمين أمام المشير عبد الفتاح السيسي صباح الثلاثاء ، وضمت 34 حقيبة وزارية منها 13 تشغلها وجوه جديدة.

عدد الحقائب كبير

من جهتهم، وجه عدد من الخبراء والإعلاميين انتقادات حادة إلى الحكومة، سواء فيما يتعلق بعدد حقائبها الكبير، أو سوء اختيار بعض وزرائها.

وأعلنت الدكتورة هالة السعيد، عميدة كلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة، عدم ارتياحها لارتفاع عدد وزارات الحكومة. 

وأوضحت -خلال حوارها ببرنامج على قناة المحور- أن دمج بعض الوزارات، ثم فصلها مرة أخرى دون التطرق إلى الأسباب التى دعت لذلك أو توصيف كل وزارة مثير للتساؤلات.

ومتفقا معها، هاجم الدكتور جمال زهران، أستاذ العلوم السياسية بجامعة قناة السويس والقيادي في "جبهة الإنقاذ"، تشكيلة الحكومة الجديدة.

وأضاف -خلال حواره ببرنامج على قناة "التحرير"- أن عدد الوزارات في الحكومة الجديدة "ضخم"، وكلما زاد عدد الوزارات، قلت كفاءة الحكومة. وتابع أن الحكومة الجديدة هي إعادة إنتاج للماضي. 

وقال أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة، أحمد عبد ربه، إن التشكيل الوزاري شمل عددا كبيرا من الوزراء، برغم أن الوقت المتبقي على الانتخابات البرلمانية قليل، ومن المفترض أن تشكل حكومة جديدة بعد البرلمان، لذلك كان من المتوقع أن تكون التغييرات في الحكومة محدودة.

ومن جانبها، قالت الدكتورة بسنت فهمي، الخبيرة المصرفية، ونائب رئيس حزب السادات الديموقراطي -خلال استطلاع رأي بقناة التحرير- إن الوزراء في تشكيل الحكومة الجديدة "لفوا على الكراسي"، وضربت مثلا بالدكتورة ليلى إسكندر، إذ تم إعفاؤها من وزارة البيئة،  وتكليفها بوزارة خاصة بالعشوائيات، وتساءلت: "لماذا يتم إعفاؤها من وزارة البيئة إذا كانت ناجحة، وإذا لم توفق في مهمتها فلماذا يتم إسناد وزارة جديدة لها؟

وأكد السفير هاني خلاف مساعد وزير الخارجية الأسبق أنه لم يكن يتوقع أن يبدأ عهد عبد الفتاح السيسي بهذا التشكيل الضخم من الوزرات، مشيرا إلى أن السيسي ورئيس حكومته كانا يفكران في تخفيض عدد الوزرات أو دمج بعضها، خاصة أن هناك مجالات تسمح بذلك، مثل الخارجية والتعاون الدولي وغيرها.

وقالت نهاد أبو القمصان رئيس المركز المصرى لحقوق المرأة إن تشكيل حكومة محلب أسوأ من حكومات مبارك، مشيرة إلى أن المعايير التى تم على أساسها تشكيل الحكومة "عمياء".

وزراء المخلوع مبارك

في سياق متصل، أطلق البعض على حكومة محلب لقب"حكومة المخلوع مبارك"، لأن "محلب" نفسه على رأس الحكومة، مع أنه عضو لجنة سياسات سابق في "الحزب الوطني" المنحل.

وقال رئيس حزب "التحالف الشعبي الاشتراكي"، عبد الغفار شكر، إنّ "بعض الوزراء في الحكومة الجديدة كانوا على صلة وثيقة بالحزب الوطني المنحل".

وقال مجدي حسين رئيس حزب الاستقلال، إن الحكومة الجديدة تذكرنا بحكومة مبارك، مشيرا إلى أن معظم الوزراء الجدد عملوا مع الرئيس المخلوع.
                                                       
وأعرب -خلال مداخلة علي فضائية الجزيرة مباشر مصر- عن دهشته من عدم محاكمة رئيس الحكومة المهندس إبراهيم محلب، نظرا لاتهامه من قبل المحكمة التي تنظر قضية قصور الرئاسة المتورط فيها المخلوع مبارك ، ونجلاه، مطالبا بالتحقيق معه فيما نسبه إليه من تهم في هذه القضية.

وانتقد سعد عبود -عضو مجلس الشعب السابق- الحكومة، مضيفا أنها تمثل لجنة السياسات بالحزب الوطني المنحل. وأضاف -خلال لقائه مع برنامج على فضائية النهار-: "الباب بيبان من عنوانه، الوزارة دي كلها تنتمى لما قبل 25 يناير، للأسف وباقولها وأنا حزين أغلبهم لجنة سياسات صادر أحكام بعزل حزبهم".

وأوضح عبود أن "منير فخري عبد النور، عضو حزب الوفد كان "ضمن اللجنة التي شكلها جمال مبارك لتوريد الوزراء"، مشيرا الى أن "وزير الاستثمار جاي من القطاع الخاص، وكان ماسك شركة استثمارات مالية، مالوش أي هوية وساقط بالباراشوت على هذا القطاع"، على حد تعبيره.

فضيحة في اختيار الوزراء 

تحت هذا العنوان، كشف الكاتب الصحفي محمد أمين، عن حالة التخبط التي سادت اختيار الوزراء في حكومة محلب، وإلى أي مدى غابت المعايير عن عملية الاختيار فيها، بعد أن وقع عليه الاختيار ليكون ضمن أعضاء الحكومة، قبل أن يتفاجأ باستبعاده، دون معرفة أسباب اختياره من الأساس. 

صندوق الخيال القديم

وكتب إبراهيم عيسى بجريدة التحرير الأربعاء تحت عنوان: "صندوق الخيال القديم" يقول: "إنها حكومة جديدة كاشفة أننا نعانى من فقر الخيال، وفقر الرجال.. أما فقر الخيال فهو واضح جدا فى اختيارات تقليدية طالعة من صندوق الخيال القديم، كل الأسماء فى الحكومة محترمة ومخلصة، لكن كلها أسماء تقليدية، كلها خيال قديم". 

وأضاف عيسى: "نحن أمام صناعة قرار بذات الصندوق، بنفس المنهج، وبنفس الطريقة.. هذه إذن وزارة تحسين الأداء، وليست وزارة عهد رئاسى جديد.. وليستمر صندوق الخيال القديم فى حكم مصر تحت رئاسة رئيسنا الجديد!".

العشوائية الحكومية 

وكتب إبراهيم منصور بجريدة التحرير تحت عنوان: "العشوائية الحكومية" الأربعاء: "يبدو أن هناك أيادى تلعب فى الاختيارات حتى آخر لحظة، وأنه ما زال دولاب الدولة عاجزا عن ترشيح شخصيات من الكفاءات لمنصب الوزير، ناهيك أيضا بعدم معرفة القائمين على الأمر بالكفاءات فى هذا الوطن.. فى ظل العشوائية التى سيطرت، ولا تزال تسيطر على القرارات.. عموما ننتظر لنرى ماذا ستصنع تلك العشوائية"!

مقاول شاطر واختيارات بليدة 

وقال الكاتب الصحفي محمود مسلم في مقاله بجريدة "المصري اليوم" الأربعاء "مقاول شاطر واختيارات بليدة" إنه: "باستثناء استبعاد نبيل فهمى وزير خارجية «النعامة»، ود. درية شرف الدين وزيرة الإعلام الفاشلة، التى تربطها علاقة أسرية برئيس الوزراء إبراهيم محلب، لا أجد ما يدعو للتفاؤل فى هذا التشكيل".

وأضاف: "المؤكد أن السيسى هو الذى سيدفع ثمن حكومة «الموظفين» التى أتى بها م. إبراهيم محلب، والتى خلت من أى وجوه شعبية". وتابع: "لقد أخطأ «محلب» كثيراً فى هذا التشكيل باختياراته البليدة". 

واختتم مسلم مقاله: "لقد فك محلب وركب وزارات خلال حكومتيه دون رؤية أو فلسفة، وإذا كنت أتمنى أن يوفق الله الحكومة الجديدة لخدمة مصر فى فترة عصيبة كما هى الآن، فإن المقدمات لا تبشر بالخير".
التعليقات (0)