كتاب عربي 21

الأساطير المؤسسة لإمبراطورية إيران

ياسر أبو هلالة
1300x600
1300x600
يعتمد المشروع الإمبراطوري الإيراني على مجموعة أساطير في توسعه في المنطقة. لكنها ككثير من الأساطير تفعل في الواقع أكثر من الحقائق. ومنذ انتصار الثورة الإسلامية في إيران، تحقق للمشروع ما أراده، وصار له نفوذ في العالم العربي والإسلامي، مكّنه من تحقيق حضور عالمي.

فهناك أسطورة تحويل المذهب الشيعي الاثني عشري إلى قومية. وهذه الأسطورة داخل إيران لم تكن تعمل؛ فالشيعة العرب في الأحواز كانوا ينتمون إلى العروبة وإلى عشائرهم، أكثر من انتمائهم إلى المذهب، وزعاماتهم كانت قبلية لا دينية. على العكس من اليوم، كانت المرجعية الدينية عربية، سواء في النجف وكربلاء أم في جبل عامل؛ بمعنى أن المذهب "عرّب" إيران ولم "يفرس" العرب الشيعة.

في بداية الثورة في إيران، سقطت الأسطورة بشكل سريع؛ فجل الجيش العراقي، أفرادا وضباطا، كانوا من الشيعة، ولم تنشق أكثريتهم وتنضم إلى العدو الإيراني. كما أن الأسرى العراقيين الشيعة في أكثريتهم لم يستجيبوا لمحاولات استتابتهم التي كان يشرف عليها محمد باقر الحكيم، رئيس المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق.

لكن بعد غزو صدام للكويت، ومن ثم هزيمة الجيش العراقي، والمجازر التي شهدها الجنوب بعد ما عرف بـ"الانتفاضة الشعبانية"، أو "صفحة الغدر والخيانة" بحسب التوصيف الرسمي العراقي، بدأ العراق يتغير، وتعمقت الفجوة بين نظام صدام وأكثرية الشيعة التي نمت عندها الهوية الطائفية على حساب الهوية الوطنية. 

وبدخول القوات الأميركية إلى العراق، تحولت الطبقة السياسية التي تعتبر التشيع مقدما على الوطنية إلى قيادات متحكمة بمصير العراق كله لا مصير الطائفة، وتحولت إلى ورقة بيد إيران تفاوض عليها.

فوق ذلك، فإن إيران قومية أولا قبل أن تكون شيعية.

وخلال سنوات الحرب العراقية-الإيرانية وحتى سقوط نظام صدام حسين، لم تعامل إيران المعارضين العراقيين باحترام. وفي الوقت الذي تمتع اللاجئون العراقيون في كل الدول العربية بالحقوق والجنسيات، ظلوا في ايران مهمشين مزدرين؛ فالقومية الفارسية في الواقع تسمو على الدعاية الشيعية.

أسطورة أخرى تفعل فعلها، هي العداء لأميركا وإسرائيل. صحيح أن إيران الخميني رفعت شعارات الموت لأميركا وإسرائيل، وفجرت سفارة الولايات المتحدة ومقر المارينز في لبنان، حيث أسست أيضا حزب الله الذي ترعاه، كما أنها تدعم حركتي "الجهاد الإسلامي" و"حماس" في فلسطين، لكن هذه الأسطورة لم تعد قائمة. 

فإيران فخورة باتفاقها مع أميركا في صفقة النووي، وشاركتها من قبل في حروبها على أفغانستان والعراق، وهي اليوم تستنجد بها لضرب ثوار العراق. وحزب الله اليوم يقاتل في كل الجبهات ثوار الشعب السوري، ويقف مقاتلوه وجها لوجه مع القوات الإسرائيلية التي تحتل الجولان من دون أدنى حساسية.

هاتان الأسطورتان وغيرهما تحركان مشاعر الجماهير، وتبذل في سبيلهما الدماء والنفوس. ولكن الزمن القصير كفيل بتحطيم الأساطير. إذ لن تستطيع إيران مواصلة الإنفاق على توسعها، ولن يستطيع الموالون لها دفع أكلاف حروبها التوسعية. وستكون إيران نفسها عرضة للتفكك على أساس قومي وطائفي.
التعليقات (1)
عبدالعالي زواغي/الجزائر
الأحد، 22-06-2014 12:42 م
إيران التي لا نعرفها..دماء من أجل فارس القديمة خلف شعار الجمهورية الإسلامية الإيرانية، البراق والمراوغ، تختفي دولة دينية طائفية لها أجندات ومخططات توسعية معادية للعرب وللإسلام في حد ذاته، وللأسف، فقليل منا من يعرف تاريخها الدموي وأطماعها في السيطرة على العالم العربي والإسلامي، وبسط نفوذها الشيعي الذي يغذيه رجال دين "تيوقراطيين" متشبعين بعقيدة انتقامية تمتد جذورها إلى القديم، حين انهارات الحضارة الفارسية على يد العرب الفاتحين. ففي غمرة انشغالنا بالعدو الأزلي الذي سلب منا بيت المقدس، كانت إيران تحفر الأرض من تحت أقدامنا، وتمد أذرعها الأخطبوطية للعبث بالأمن القومي العربي وتفتيت النسيج الإسلامي وتوسيع نفوذها في الخفاء، فيما تقوم في العلن بالتسويق لشعارات حماسية جوفاء تظهر العداء لإسرائيل ونصرة القضية الفلسطينية، مع أنها لم تثرجم ذلك على أرض الواقع منذ مجيء الخميني إلى اليوم. ربما حان الوقت، قبل فوات الأوان، ليستقظ من لا يزال يجهل عمق الخطر الإيراني ، وحقيقتها "الصفوية" التي تعتبر السنة عدوها الأول، وأن يدرك هؤلاء النيام، نوايا ومخططات هذه الدولة، التي فضحتها الأحداث الجارية في الأحواز، التي يقاوم أهلها الجبروت والقمع من أجل الحفاظ على هويتهم العربية السنية، أو في اليمن، من خلال ذراعها "عبد الملك الحوثي" والميليشيا الشيعية التي يخوض بها حربا ضد السلفيين وأهل السنة، وطبعا في العراق وسوريا بوجه خاص، أين يظهر حقد إيران جليا ، حيث تقاتل فيالقها بكامل عدتها وعتادها وتعيث في الأرض فسادا، وتعمل قتلا في السوريين والعراقيين السنة، جنبا إلى جنب مع ميليشيا حزب الله وجماعات شيعية اخرى من العراق وباكستان، يرفع أفرادها شعار " يا لثرات الحسين"، رغم أن الحسين عليه السلام، بريء منهم ومن غيّهم وعقيدتهم الفاسدة. لقد فقست البيضة التي تركتها سلالة الصفويين، وخرجت منها دولة اسمها إيران، تم بناؤها على قاعدتين، الأولى المذهب الشيعي والثانية العرق الفارسي ، تماما مثلما حلم بها مؤسسها "إسماعيل الصفوي"، الذي عرف عنه حقده على أهل السنة، وسعيه الحثيث من أجل انقراض المذهب السني ، حيث كان يخير غالبية الفرس بالتشيع أو الموت،رغم أن سكان بلاد فارس(إيران) كانوا يتبعون المذهب السني الشافعي والحنفي، و أقلية فقط تنتسب للمذهب الشيعي بعدد قليل نسبيا من علماء الشيعة. ومن أجل هدفه، فقد ارتكب "إسماعيل الصفوي" مجازر ليحول أرض فارس إلى المذهب الشيعي، فقام بمذبحة جماعية في "تبريز" بعد أن أعلن التبرء من الخلفاء الراشدين الثلاثة عدا سيدنا علي رضي الله عنه ، وبعض القواعد الغريبة الأخرى التي لا تَمُتّ للإسلام بصلة، ثم انتقلت المذابح إلى مدينة " شكي " ومدينة " فرخ يسار"، حيث بنى منارة من الجماجم هناك ، كما لم تسلم بغداد منه، فهاجمها ونبش قبر الإمام "أبي حنيفة النعمان" ، ثم هاجم "الأحواز" و"شيراز" وارتكب أيضا مجازر هناك ، وتسلسلت المدن التي يرتكب فيها جرائمه واحدة تلو الأخرى ، حتى قوّض الله للأمة السلطان " سليم الأول " الذي هزمه في معركة " جالديران "، وفي النهاية، وبعد كل هذه المجازر يكون الشاه "اسماعيل الصفوي" أحد أبطال إيران، مثله مثل "أبي لؤلؤة المجوسي"، قاتل سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه، و الذي تقيم له إيران ضريحا يزار ويتمسح به، لا لشيء سوى لأنه قتل عمر، وما أدراك ما عمر الفاروق. هذا في الزمن الغابر، أما حديثا، فإيران صارت شوكة في خاصرة الأمة العربية الإسلامية، تستنسخ جرائم اسماعيل الصفوي، و تعين بقية الأعداء على احتلال الأوطان والتدخل في شؤونها، وتحشو عقول شعبها بأفكار معادية للعرب، حتى في برامجها الدراسية وكتب الأطفال، حيث يوصف العرب على أنهم "بدو وهمج الصحراء"، الذين وجب القضاء عليهم عن بكرة أبيهم. بالنسبة لفلسطين و لحقيقة التصريحات المعادية لإسرائيل والغرب من قبل المسؤولين الإيرانيين، فما هي سوى تصريحات فقاعية لكسب ثقة الشعوب الإسلامية النائمة التي لا تعرف حقيقتها، وكذا لتحقيق حلم الثورة الخمينية بأن تصبح إيران قائدة العالم الإسلامي، حيث تجدد هذا الحلم بعد سقوط نظام الزعيم الراحل صدام حسين، الذي وقف في وجه الحلم الفارسي وقاوم مده الشيعي المتطرف، لولا مساندة الغرب لإيران في حربها ضده، والتي انتهت بالإحتلال الأمريكي للعراق وتغلغل الإيرانيين في دواليب الدولة على حساب العراقيين السنة والشيعة واستعبادهم، في حين أن العلاقات الإسرائيلية الإيرانية "سمن على عسل" كما يقول المثل، ولا يعكر صفوها أحد. هذه بعض الحقائق الصغيرة عن إيران، التي أضحت فعلا خطرا داهما على الأمة، رغم محاولات البعض عدم الاعتراف بحقيقتها والإغترار بشعارها الإسلامي، والمقام لا يكفي لكشف كل مخططاتها التي تعشعش تحت العمائم السوداء لرؤوس علمائها وقادتها، وقد تحتاج لوقفات أخرى لتفكيكها والتطرق إليها باستفاضة أكثر.