صحافة دولية

الغارديان: حكم صحافيي الجزيرة صفعة لكيري وأوباما

صحفيو الجزيرة خلال النطق بالحكم عليهم - الأناضول
صحفيو الجزيرة خلال النطق بالحكم عليهم - الأناضول
كتب المعلق سايمون تيسدال في صحيفة "الغارديان" عن الحكم على صحفيي الجزيرة الثلاثة الذي جاء بعد ساعات من زيارة كيري للقاهرة واجتماعه مع الجنرال عبد الفتاح السيسي الذي قاد انقلابا ضد الرئيس المنتخب محمد مرسي في تموز/ يوليو 2013.

 ووصف تيسدال الحكم بـ"الصفعة" و"الإهانة" التي تلقاها وزير الخارجية الأمريكي جون كيري من الحكومة المصرية التي يتسيدها العسكر، وذلك بعد الحكم على صحفيين كان من المتوقع الإفراج عنها يوم الإثنين، ولكن قاض في القاهرة حكم بسجن الصحافي الأسترالي بيتر غريست وزميله محمد فهمي مدة 7 أعوام فيما حكم على باهر محمد وهو الثالث بـ 10 أعوام.

وقال تيسدال إن كيري "عبّر شخصيا عن قلقه العميق من الحالة في لقاءات عقدت على مستوى عال في القاهرة. ويعتبر تجاهل مصر لطلبه بداية كارثية لجولة يقوم فيها بمنطقة الشرق الأوسط".

 وأضاف تسيدال أن الحكم الذي أصدرته محكمة عبرت عن توجهات الحكومة، "سينظر إليه كرسالة  قاسية للرئيس باراك أوباما الذي انتقد تراجع سجل مصر في حقوق الإنسان بعد سيطرة الجنرال السابق على الحكم في انقلاب قام به  العام الماضي".

 وأشار الكاتب إلى وصف الإدارة الأمريكية لمحادثات كيري "الصريحة" مع السيسي والتي "أكد فيها كيري دعمنا القوي للمبادئ العالمية لحقوق الإنسان والحرية لكل المصريين وحرية التجمع والإنتماء".

 ولاحظ كيري أن هناك "عددا من الوعود التي سيفي بها القادة المصريون" وأن "الولايات المتحدة لا تزال ملتزمة بنجاح مصر".  

ويعلق تيسدال على أن الكلمات الفارغة واللغة الدبلوماسية المنتقاة بعناية "فضحها قرار المحكمة والذي يقول الدبلوماسيون إنه تم التوصل إليه بدون الإستناد لأدلة داعمة، ويبدو أن كيري يضيع وقته بالكلام، فالأحكام تم تحديدها مقدما ويبدو أنه قصد منها  كرسالة لإظهار إصرار مصر على تأكيد استقلاليتها عن واشنطن".

ولاحظ الكاتب المفارقة في الحكم خاصة أن الولايات المتحدة قدمت في بداية المحادثات 575 مليون دولار كمساعدات عسكرية للجيش المصري والتي جمدها الكونغرس بعد سيطرة الجيش على السلطة.

 وقدم كيري مساعدات أخرى وهي 10 مروحيات أباتشي والتي ستصل مصر "في وقت قريب" كما قال.

ويقول  تيسدال" لا بد أن كيري يسأل نفسه الآن إن كان تقديم الدعم العسكري والدبلوماسي والمالي يستحق كل هذا الجهد، قبل لقائه مع السيسي وقبل صدور الحكم، وهذا ما لم يكن يعمله وزراء خارجية مصممين مثل هنري كيسنجر، جورج شولتز وجيمس بيكر".

 وينتقد الكاتب سجل كيري في المنطقة "فمهما كانت أسبابه فسجل كيري في المنطقة ليس مشجعا". وقد استثمر الكثير من الجهد الشخصي في المحادثات السلمية بين الإسرائيليين والفلسطينيين وبدون جدوى. وكان الفشل متوقعا إن أخذنا بعين الاعتبار الشخصيات التي  شاركت في العملية السلمية وغياب الأفكار الجديدة.

وأكثر من هذا السياسة الكارثية لباراك أوباما تجاه الحرب الأهلية في سوريا والتي لم تحقق أي نتيجة، يضيف الكاتب، فبعد أكثر من 3 أعوام لا يزال بشار الأسد في السلطة، فيما تعاني المعارضة له من نقص من الأسلحة، وفي الوقت نفسه انتعشت جماعات القاعدة والمنظمات الجهادية.

 وظهور داعش في العراق ملف جديد  يضاف لفشل كيري، "فهناك أصوات متزايدة تتعالى في واشنطن وأربيل وبغداد تقول إنه وأوباما تجاهلا التحذيرات الأولية حول الوضع.
ويواجه كيري مهمة لا يحسد عليها اليوم وهي محاولة إقناع نوري المالكي، رئيس الوزراء العراقي المثير للانقسام بالتخلي عن السلطة بصفته المسؤول عن الكارثة، وحتى لو استجاب المالكي للمطالب الأمريكية فلا توجد ضمانات على أنها ستنجو، ولن يترك 300 مستشارا عسكريا أي أثر على الوضع.

ويختم بالقول إن فتنازيا التعاون الأمريكي- الإيراني في حل الأزمة العراقية قد أحبطها المرشد الأعلى للثورة الإيرانية آية  الله علي خامنئي عندما حذر من التدخل الأجنبي.

وفي حالة أرسلت الولايات المتحدة قوات وتجاهلت التصريحات الإيرانية فستقوم بإعادة أخطاء  الفترة ما بين 2004- 2008 .
0
التعليقات (0)