كتاب عربي 21

قائمة الدول الهشة.. لا علاقة للعروبة والإسلام

ياسر أبو هلالة
1300x600
1300x600
عندما انفصلت دولة جنوب السودان بشّرنا كارهو الذات بأن تلك الدولة ستكون أنموذجا في التطور والتقدم والحداثة، فهي دولة ليست عربية وليست مسلمة. 

دولة جنوب السودان العتيدة قدمت جوابا وافيا، فهي احتلت المرتبة الأولى عالميا في قائمة الفشل. عربيا احتلت السودان المرتبة الخامسة واليمن الثامنة والعراق المرتبة 13 وسورية 15. وهو ما يعني لذوي الذوات المتضخمة أن دولا عربية تشكل مساحة واسعة في رأس هرم الهشاشة. وأكبر دولة عربية جاءت مصر بمرتبة متدنية 31 ، وتقدمت عليها كثير من الدول العربية الأقل سكانا والأحدث تجربة.

في المقابل فإن التقرير يشيد بتجربة البوسنة وهي تجربة معاكسة لتجربة جنوب السودان، إذ انشقت دولة إسلامية عن محيطها اليوغسلافي الأورثوذكسي والكاثوليكي، تقول الفورن بولسي: "إنها بعد عقد من تمزيقها إربا فإن البوسنة والهرسك ما تزال تكافح من أجل بناء دولة مستدامة بعد الحرب. منذ ذلك الحين، فإن البلاد قد تحسنت أكثر من أي بلد آخر في الفهرس. 

تبقى مخاوف كبيرة بشأن التوترات العرقية، والفساد، والحكم، ولكن الفوارق بين الفئات والمناطق المختلفة قد تحسنت بشكل كبير، وكذلك الإجراءات المتعلقة باللاجئين والمشردين داخليا، والضغوط الديموغرافية".

اللافت أن الدول العربية الهشة قدمت مشاريع وحدوية كبرى عابرة للدول، فالبعثيون في سورية والعراق والمشروع الحضاري الإسلامي في السودان، فشلوا جميعا في بناء دولة ناجحة تكون قابلة للاتحاد مع غيرها، كما حصل في تجربة الاتحاد الأوروبي. معايير الفورن بولسي ليست ضبابية بل هي واضحة محددة وفق:

الضغوط الديموغرافية: المخاوف المتعلقة بالسكان، مثل ندرة الغذاء، والنمو السكاني، ومعدلات الوفيات.هنا تحتل الدول الإفريقية مرتبة متقدمة. 

أما معيار اللاجئين والمشردين داخليا: المخاوف المرتبطة بتشريد السكان واللاجئين، فقد حققت سورية علامة كاملة في هذا المعيار.  

وفي معيار المجموعات المتظلمة المرتبطة بالتوتر والعنف بين الجماعات داخل الدولة، فسورية والعراق متقدمان عالميا. وفي هجرة العقول تتشارك معظم الدول العربية خلا الخليجية الغنية في معدلات مرتفعة في مستويات الهجرة إلى خارج البلاد، وهروب اللاجئين والأفراد المتعلمين. 

تفاوت التنمية الاقتصادية: التفاوت في التنمية بين الجماعات العرقية والدينية المختلفة وبين المناطق داخل الدولة. الفقر والتدهور الاقتصادي: الفقر ومعدلات الأداء الاقتصادي. 

شرعية الدولة معيار يدخل فيه الفساد، والعوامل المؤثرة في قدرة الديمقراطية، مثل أداء الحكومة والعملية الانتخابية. الخدمات العامة: توفير التعليم والرعاية الصحية والصرف الصحي وغيرها من الخدمات. حقوق الإنسان وسيادة القانون: حماية وتعزيز حقوق الإنسان.  

جهاز الأمن: الصراع الداخلي وانتشار الجماعات المسلحة من غير الدول. فصائل النخبة: الصراع والتنافس بين القيادات المحلية والوطنية. التدخل الخارجي: مستويات المساعدة الخارجية فضلا عن التدخلات المفروضة، مثل العقوبات أو الغزو العسكري.

في جدول الفورن بولسي، وهي من أهم المجلات الفكرية في العالم، إجابات عن كثير من الأسئلة، فعلى سبيل المثال القوة والنفوذ الدولي لا ينعكسان بالضرورة على أوضاع الناس، فأميركا احتلت مرتبة 159 وتقدمت عليها بريطانيا 161 وفرنسا 160 وتراجعت روسيا إلى 85 والصين 78.
التعليقات (0)