سياسة عربية

ديلي بيست: طيارون روس سيشاركون في ملاحقة داعش

طلب المالكي سابقا من أميركا تنفيذ غارات جوية (أرشيفية) - يوتيوب
طلب المالكي سابقا من أميركا تنفيذ غارات جوية (أرشيفية) - يوتيوب

ذكر موقع "ديلي بيست" أن الطيارين الروس سيبدؤون بالتحليق في الأجواء العراقية بحثا عن مواقع لتنظيم الدولة الإسلامية -داعش سابقا- وقال الموقع إن الطيارين الروس سيحلقون فوق العراق بعد أيام قريبة، فلم يقدم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الطائرات العسكرية الروسية فقط بل وأيضا الطيارين الذين سيقومون بقيادتها حسب مصادر دبلوماسية نقل الموقع عنها.

وتحدث التقرير عن الضجيج الإعلامي الذي أحدثته روسيا لوصول المقاتلات الروسية من نوع سوخوي "أس يو-25" للعراق.

وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" نقلت عن الجنرال أنور حما أمين قائد قوات سلاح الجو العراقية أن موسكو أرسلت مدربين لمساعدة الحكومة العراقية على استخدامها. وقال إن المدربين الروس سيغادرون العراق حالة إنهائهم تعليم الطيارين العراقيين على استخدامها، وأن الطائرات ستوضع موضع الخدمة في غضون أيام. وأكد السفير الروسي لدى العراق أن المدربين الروس لن يقوموا بمهام قتالية جوية.

لكن مصادر دبلوماسية أخبرت "ديلي بيست" أن الروس سيقومون بقيادة الطائرات نظرا لعدم توفر الطيارين العراقيين ممن لديهم التدريب الكافي لقيادتها. ولم يقدم المسؤولون العراقيون ولا الروس تفاصيل عن كيفية تدريب الطيارين العراقيين على استخدام المقاتلات وتجهيزهم للطيران في أيام. 

واستخدم الجيش العراقي طائرات سو- 25 في أثناء الحرب العراقية-الإيرانية، ولكنها لم توضع في الخدمة منذ عام 2002.

وتقول المصادر الدبلوماسية إن الدعم الروسي للعراق ليس قرارا استراتيجيا من موسكو أو تعاونا أمنيا طويل المدى، لكنه دعم محدود لمواجهة تهديد تنظيم الدولة الإسلامية. وهو طريقة أخرى لتمييز موقف موسكو عن واشنطن التي اقتصر دعمها على الحدود القصوى. 

ووصف نائب في الكونغرس الأمريكي الخطوة الروسية بـ "الانتهازية" "وتطرح عددا من الأسئلة حول العلاقات بين البلدين وأين تمضي، وكيف تقوم روسيا بالتقارب مع العراق"، وأضاف: "بالتأكيد علينا أن نقلق حول هذا الأمر لكن يجب أن لا نصاب بالذعر".

وفي حال دخلت الطائرات الروسية المجال الجوي فستدخل مجالا مزدحما يضم طائرات أمريكية وإيرانية، ولكن الأمريكيين لا يعملون مباشرة مع الروس أو الإيرانيين، حتى في مواجهة نفس العدو.

وكان الرئيسان باراك أوباما وفلاديمير بوتين قد تحادثا عبر الهاتف الأسبوع الماضي، وناقشا الأزمة العراقية، لكن معظم الحديث تركز على الأزمة الأوكرانية.

وأشار سكرتير الرئيس لشؤون الأمن القومي هايدن كيتلين أنه "من المحتمل أنكم تعلمون أن العراق ليس على قائمة المواضيع في المكالمة، ولم نذكر العراق لأن الرئيس والرئيس بوتين ليس لديهما حديث جوهري حول العراق. وقال كيتلين إن الزعيمين اتفقا على أن يناقش جون كيري، الموضوع مع نظيره سيرغي لافروف، في ضوء زيارة الأول للعراق".

وكان الرئيس الأمريكي أوباما قد أعلن الاثنين عن إرسال 200 مستشار عسكري إضافي للعراق، لتوفير الحماية للمنطقة الخضراء، وتقديم الدعم الاستخباراتي، وأكد الرئيس في الأسبوع الماضي أن أي قوات برية على الأرض في العراق لن تشارك في الأعمال القتالية، ولكنها ستساعد العراقيين على استعادة المدن التي سقطت بيد تنظيم الدولة الإسلامية والجماعات المتحالفة معها.

وفي حالة قيام الطيارين الروس بالتحليق في المجال الجوي العراقي، فإنهم سيقومون بالمهمة التي طلبها نوري المالكي، رئيس الوزراء العراقي من الأمريكيين في بداية الأزمة. ومن المحتمل أن لا تقوم روسيا بالاعتراف بالدور الذي سيقوم به طياروها.

ويؤكد محللون على أن عناصر "داعش" -التي يزعم أنها تسيطر على الموصل- تمثل جزءا ضئيلا فقط من مكوّن سني كبير مشارك فيما اعتبروه "ثورة عراقية" أقامتها الطائفة السنية ضد سياسات رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي "التعسفية"، في الوقت الذي يعزون فيه إصرار المالكي على نسب كل ما يجري لتنظيم داعش إنما ليحصل على تأييد ودعم دوليين، حال قرر شن حملة مضادة كبيرة ضد معارضيه، بحجة القضاء على الإرهاب.

فيما يشدد آخرون على أن قدرة داعش الإعلامية أدت إلى "إعطاء التنظيم حجما أكبر من حجمه الحقيقي بمرات".
التعليقات (0)