حقوق وحريات

الإمارات تبرر اعتقال قطريين بأنهم "عناصر استخبارات"

تصعيد الاتهامات بين قطر والإمارات - تعبيرية
تصعيد الاتهامات بين قطر والإمارات - تعبيرية
قالت صحيفة "الخليج" الإماراتية في عددها الصادر الأربعاء، إن الموقوفين القطريين في الإمارات
والذين تحدثت صحف قطرية عن اعتقالهم خلال الأيام الماضية هم "عناصر استخباراتية قطرية تعمل على أرض دولة الإمارات، ويتم التحقيق معها حالياً".

يأتي هذا بعد إعلان كل من جريدتي "العرب" و"الشرق" القطريتين على مدار الأيام الماضية اعتقال الإمارات لقطريين خلال زيارتهم لذويهم.

ونقلت "الخليج" الإماراتية عن مراقبين لم تسمهم "أنه من الطبيعي أن تتخذ دولة الإمارات إجراءات صارمة، وفقاً لأنظمتها تجاه أي عمل استخباراتي يستهدفها أو يستهدف أمنها واستقرارها".

وكانت صحيفة "العرب" القطرية، قالت يوم الأحد الماضي، إن سلطات إمارة أبو ظبي اعتقلت ثلاثة قطريين  قبل أيام، عندما كانوا في رحلة لزيارة أقاربهم والسياحة، مضيفة أنهم "يتعرضون حالياً للتعذيب في السجن".

وأضاف الصحيفة القطرية أنه "تم اعتقال القطريين الثلاثة من دون ارتكابهم أي جرم، ما يشير إلى أنه اعتقال سياسي، فقد كانوا في رحلة سياحية زاروا خلالها أقاربهم".

تحذيرات قطرية

وحذّرت "العرب" المواطنين القطريين من السفر إلى الإمارات، أو التوقف في مطاراتها للترانزيت، وقالت إن ذلك يمثل خطراً عليهم، من حيث السجن أو الاعتقال أو الزج بهم في أية قضايا، في تحذير هو الأول من نوعه يصدر من صحيفة خليجية للتحذير من السفر لدولة خليجية أخرى.

وفي اليوم نفسه قالت وزارة الخارجية القطرية في حسابها الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" إن "الدولة لم تتخل يوماً عن أبنائها وهي تتخذ كل الإجراءات عبر القنوات القانونية والدبلوماسية"، مضيفة أن "الجهود التي تبذلها وزارة الخارجية لا يتم الإعلان عنها إلا بعد انتهائها".

ورغم ما ذهبت إليه صحيفة العرب بأن عدد الموقوفين ثلاثة، إلا أن جريدة الشرق نقلت  في عددها يوم الاثنين الماضي عن مصادر مطلعة أنهما اثنان، حيث قالت إن "الشابين اللذين اعتقلتهما دولة الإمارات كانا متجهين إلى الأراضي الإماراتية نهاية الشهر الماضي عبر البر بسيارتين منفصلتين".

وبينت أنه تم القبض عليهما في مركز "الغويفات" الذي يخضع لسلطة أبوظبي ليلة أول أيام شهر رمضان المبارك، موضحة أن أحد الشابين أنهى إجراءات الدخول في المنفذ الحدودي "الغويفات" ودخل بالفعل إلى الأراضي الإماراتية، فيما تأخر الثاني، وبعد قليل اتصل هاتفيا بزميله ليقول له إنه سوف يتأخر قليلا، ما دفع بزميله للعودة إليه، وعدم تركه في المركز، وعندما عاد إليه، تم القبض عليه أيضا.

عملية اعتقال غير مبررة

وقالت صحيفة الشرق القطرية نقلا عن مصادر، إن الشابين الذين اعتقلتهما دولة الإمارات كانا متجهين إلى الإمارات للسياحة والزيارة، بنهاية الشهر الماضي، عبر البر بسيارتين منفصلتين.

وأشارت المصادر إن الشابين هما من عائلتي الملا والحمادي وتم القبض عليهما في مركز "الغويفات" الذي يخضع لسلطة أبوظبي ليلة شهر رمضان المبارك، موضحة أن أحد الشابين أنهى إجراءات الدخول في المنفذ الحدودي "الغويفات" ودخل بالفعل إلى الأراضي الإماراتية، في حين تأخر الثاني، وبعد قليل اتصل هاتفيا بزميله ليقول له إنه سوف يتأخر قليلا، ما دفع بزميله للعودة إليه، وعدم تركه في المركز، وعندما عاد إليه، تم القبض عليه أيضا!

وحسب مصادر الشرق، فإن الجهات المعنية بدأت اتصالاتها بالجهات الإماراتية منذ اللحظة الأولى لإيقاف الشابين، وأنها تواصل جهودها على أكثر من صعيد للإفراج عنهما وعودتهما للدوحة بأسرع وقت ممكن.

ولم تتحدث أي من السلطات القطرية أو الإماراتية عن القضية. 

وسبق أن قضت محكمة أمن الدولة على طبيب قطري يدعى محمود الجيدة بالسجن 7 سنوات في آذار/ مارس الماضي، بتهمة التعاون مع دعوة الإصلاح الإماراتية بعد أن ظل معتقلاً منذ شباط/ فبراير العام الماضي، وقالت منظمات دولية إنها محاكمة انتفت منها شروط العدالة.  
    
واستدعت السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين سفراءها من قطر في الخامس من آذار/ مارس، ما زاد من التوتر بين البلدين، رغم ترحيب الدوحة بمواطني مجلس التعاون بلا استثناء عبر كل منافذ الدخول إلى الدولة بأي من الوثائق الثبوتية سواء أن كانت البطاقة الشخصية أم جواز السفر.

اعتقال محمود الجيدة

وكانت الإمارات قد اعتقلت القطري محمود الجيدة في مطار دبي يوم 26 شباط/ فبراير 2013، واحتُجز رهن الحبس الانفرادي في مكان غير معلوم لنحو تسعة أشهر ، دون أن يعرف التهمة الموجة إليه حتى بدأت محاكمته يوم 4 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي.

وأصدرت محكمة إماراتية، في 3 آذار/ مارس الماضي، حكما نهائيا يقضي بالسجن 7 سنوات للجيدة، بعد إدانته بتهمة "التعاون والمشاركة مع التنظيم السري غير المشروع في دولة الامارات والمقضي بحله"، في إشارة إلى جماعة الإخوان المسلمين.

 واتهم الجيدة بـ"إمداد التنظيم ماديا ومعنويا بالتواصل مع قياداته والتدخل في إنهاء الخلافات القائمة بينهم على إدارة شؤون التنظيم واستلام المبالغ المالية لتوصيلها لأعضائه الهاربين خارج الدولة وجمع الأموال من الخارج وإمداد التنظيم بها لضمان بقائه واستمراره".

وتوترت العلاقات بين دول الإمارات والبحرين والسعودية من جانب وقطر من جانب آخر، في آذار/ مارس الماضي، على خلفية اتهام الدول الثلاثة، الدوحة، بعدم تنفيذ اتفاق وقع في الرياض، قبل أن تتمكن وساطة كويتية من التوصل إلى اتفاق بين الدول الخليجية على آلية لتنفيذ الاتفاق، في 17 نيسان/ إبريل الماضي.

وأثار تبادل أمير قطر التهاني الهاتفية بحلول شهر رمضان مع كل من العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز والبحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة، آمالا بقرب إنهاء الأزمة الخليجية.

وتعد التهاني الهاتفية بين القادة الخليجيين الثلاثة، هي أول تواصل مباشر بينهم يتم الإعلان عنه منذ إعلان الدول الثلاث سحب سفرائها من قطر في آذار/ مارس الماضي.

وفيما برّرت هذه الدول خطوة سحب السفراء بعدم التزام قطر باتفاق الرياض المبرم في 23 شباط/ نوفمبر الماضي، قال مجلس الوزراء القطري إن "تلك الخطوة لا علاقة لها بمصالح الشعوب الخليجية وأمنها واستقرارها، بل لها صلة باختلاف في المواقف بشأن قضايا واقعة خارج دول مجلس التعاون".

ووثيقة الرياض هي اتفاق مبرم في 23 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، في الرياض ووقعه أمير قطر  بحضور أمير الكويت، وعاهل السعودية، ويقضي بـ"الالتزام بالمبادئ التي تكفل عدم التدخل في الشؤون الداخلية لأي من دول المجلس بشكل مباشر أو غير مباشر".

وينص الاتفاق كذلك على "عدم دعم كل من يعمل على تهديد أمن واستقرار دول المجلس من منظمات أو أفراد سواءً عن طريق العمل الأمني المباشر أم عن طريق محاولة التأثير السياسي، وعدم دعم الإعلام المعادي.

 اتهامات إماراتية ونفي للاعتقالات

وأشارت الخليج في تقرير عن الموضوع نشر يوم الأربعاء، نقلا عن مصدر إماراتي، إلى أنه بعد انكشاف هذا التورط يبدو أن الجانب القطري ومن خلال صحيفة "العرب" القطرية أراد أن يقوم بضربة استباقية لمسلسل من التدخلات القطرية في شؤون الجيران، كما يؤكد هذا التصرف الانطباع العام الذي بات يترسخ يوماً بعد يوم بأن قطر غير صادقة في تأكيداتها تعهد إبعاد جماعة الإخوان المسلمين، أو صدقية التزاماتها نحو آلية تنفيذ اتفاق الرياض.

وقال المصدر إن السذاجة في التقرير المنشور في الصحيفة القطرية مذهلة، خاصة في ظل تردد مئات الآلاف من الخليجيين على دولة الإمارات التي ترحب بالأشقاء الخليجيين والقطريين والعرب.

وفي السياق نفسه، نشر موقع "البيان" الإماراتي، أن الدكتور أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية، قال في تدوينة له على "تويتر"، إن خبر صحيفة "العرب" الإخوانية عن "اعتقال وتعذيب قطريين" كاذب ومفبرك، وكان معاليه يرد على ما ورد في موقع 24 الإلكتروني، نقلاً عن صحيفة العرب القطرية.

وقال مصدر مطلع لموقع "24 الإخباري"، إن الخبر الذي نشرته، يوم الأحد، صحيفة "العرب" الإخوانية القطرية، بعنوان "الإمارات تعتقل 3 قطريين وتعذبهم بسجونها"، هو خبر عار من الصحة، يهدف إلى تزوير الحقائق والوقائع، خدمة لأجندة التنظيم الدولي، التي تعمل "العرب" وغيرها من الصحف ووسائل الإعلام القطرية الصفراء على تنفيذها منذ مدة، والقائمة على تشويه صورة الإمارات التي يشهد لها العالم أجمع باحترامها التام لحقوق الإنسان، ونبذها لأيّ ممارسة تتعارض مع هذه الحقوق. 
التعليقات (0)