مقابلات

محسن صالح: التقرير الاستراتيجي الفلسطيني يرصد الواقع ويستقرئ المستقبل

الدكتور محسن صالح مدير عام مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات - عربي21
الدكتور محسن صالح مدير عام مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات - عربي21

أصدر مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات وللمرة الثامنة على التوالي كتاب التقرير الاستراتيجي الفلسطيني 2013-2012 والذي يعالج كافة جوانب القضية الفلسطينية بالرصد والاستقراء والتحليل منذ بداية 2012 وحتى نهاية سنة 2013.

ويعد التقرير من أهم الدراسات العلمية التي تصدر عن مركز الزيتونة وهو أحد أهم المراجع الأساسية للمتخصصين والباحثين وطلبة العلم.

يذكر أن مركز الزيتونة هو مركز دراسات مستقل في العاصمة اللبنانية بيروت، يهتم بالدراسات الاستراتيجية والمستقبلية، ويولي الشأن الفلسطيني تركيزاً خاصاً، وله هيئة استشارية من كبار الباحثين والخبراء.

التقرير الاستراتيجي الفلسطيني وأهميته كان محور لقاء صحيفة عربي21 الإلكترونية مع الدكتور محسن صالح مدير عام مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات.

وفي ما يلي نص المقابلة:

ما هو التقرير الاستراتيجي الفلسطيني وما هي أهميته؟ 

يعتبر التقرير الاستراتيجي الفلسطيني من أهم الدراسات العلمية الصادرة عن المركز نظراً لشموليته والتزامه بدقة بالمعايير العلمية والمهنية بالإضافة إلى تضمينه رؤية استراتيجية لمسارات القضية الفلسطينية. 

وتكمن أهمية التقرير بأنه محدث، ويتبع مناهج البحث العلمي، وموثق علمياً، ومدعّم بعشرات الجداول والإحصائيات والرسوم التوضيحية. 

التقرير الاسترتيجي هو قراءة تحليلية وضمن حالة الاستشراف المستقبلي ويعالج الأوضاع الفلسطينية الداخلية والمؤشرات السكانية والاقتصادية الفلسطينية والأرض والمقدسات، كما يناقش العلاقات الفلسطينية العربية والإسلامية والدولية، ويناقش الوضع الإسرائيلي وعمليات المقاومة ومسار التسوية.

ويتميز هذا التقرير عن التقارير الصادرة سابقا بأنه يغطي عامين كاملين 2012-2013 مما قد يتيح تحقيق رؤية استشرافية أوسع لمسار القضية الفلسطينية وهي التجربة الأولى لمركز الزيتونة، حيث كان يصدر بشكل سنوي من عام 2005 وحتى عام 2011.

من هم أبرز من شارك في كتابة التقرير الاستراتيجي وإلى كم محور ينقسم؟

شارك في كتابة التقرير مجموعة من المتخصصين من فلسطين ولبنان والدول العربية وهم الأستاذ الدكتور إبراهيم حسن أبو جابر، والدكتور جوني منصور، والأستاذ حسن ابحيص، والأستاذ زياد ابحيص، والأستاذ الدكتور طلال عتريسي، والدكتور عبد الحميد الكيالي، والأستاذ عبد الله عبد العزيز نجّار، والأستاذ مؤمن محمد بسيسو، والأستاذ محمد زاهد جول، والأستاذ الدكتور معين محمد عطا رجب، والأستاذ هاني المصري، والأستاذ وائل سعد، والأستاذ الدكتور وليد عبد الحي. 

وينقسم التقرير الصادر في حوالي 360 صفحة إلى تسعة فصول، وهي، الوضع الفلسطيني الداخلي، المشهد الإسرائيلي الفلسطيني، القضية الفلسطينية والعالم العربي، القضية الفلسطينية والعالم الإسلامي، القضية الفلسطينية والوضع الدولي، الأرض والمقدسات، المؤشرات السكانية الفلسطينية، الوضع الاقتصادي في الضفة الغربية وقطاع غزة، الوضع التعليمي في الضفة الغربية وقطاع غزة.

التقرير موجه للمتخصصين وطلبة العلم لكن هل هناك كتيب يختصر ما توصل إليه الكتاب للقارئ العادي؟

أصدر مركز الزيتونة الملخص التنفيذي للتقرير الاستراتيجي الفلسطيني، وهو عبارة عن كتاب من 34 صفحة، كما قام المركز بإنزال هذا الملخص على موقع المركز مجانا للقراء والمهتمين، بالإضافة إلى أنه سيتم -وبشكل متتال- إنزال 4 فصول كاملة من التقرير الاستراتيجي على الموقع للتنزيل المجاني عبر الانترنت.

ومن الجدير بالذكر أن المركز أصدر التقرير باللغة الإنجيلزية، باعتباره مرجعا أساسيا للقضية الفلسطينية، ويمكن أن أقول إنه أصبح مرجعا للآلاف من المهتمين.
 
إلى ماذا خلص التقرير وما أبرز ما توصل إليه؟

وجدنا أن الوضع الفلسطيني تأثر خلال عامي 2012 و2013 بحالة الانقسام الفلسطيني، والتي توجت المحادثات فيما بعد بعقد لقاءات للمصالحة، ويواجه هذا الاتفاق على الأرض عقبات وتحديات معوقة من الطرف الإسرائيلي، الذي يمكن أن يعوق موضوع تشكيل الحكومة أو الانتخابات أو إعادة ترتيب السلطة الفلسطينية، ونحن وجدنا أن المدخل الصحيح لترتيب الوضع الفلسطيني هو بإعادة ترتيب وبناء وتفعيل منظمة التحرير الفلسطينية كمدخل رئيسي لإعادة ترتيب البيت الفلسطيني، وأن تعود السلطة الفلسطينية أداة من أدوات منظمة التحرير لا العكس. 

وفي الجانب المستقبلي تأثرت القضية الفلسطينية بحالة الثورات والتغيرات في المنطقة العربية، وفي البيئة المحيطة بفلسطين، وفي الإطار الأبعد، هذه الثورات لمست الإنسان العربي، وحالة التغيرات على المدى البعيد تمثل احتمالات تغيير تصب في مصلحة فلسطين على المدى الاستراتيجي، وتشكل خطرا على الكيان الإسرائيلي.

لكن الوضع الموجود الآن جعل المنطقة العربية المحيطة بفلسطين منطقة غير مستقرة، ومنطقة ما تزال تحت التشكل، وبالتالي ربما يكون هناك انشغال عن قضية فلسطين، وربا يكون هناك مخاطر في تفتيت المنطقة وضعف الأنظمة، لكننا نتوقع أن الأمر في نهايته وفي مآلاته الاستراتيجية سيصب في إعادة ترتيب المنطقة باتجاه يخدم قضية فلسطين.
التعليقات (0)