حقوق وحريات

غارات إسرائيل.. تحرق "الطفولة" في غزة (صور)

مقتل 4 أطفال فلسطينيين في غارات إسرائيلية على غزة - الأناضول
مقتل 4 أطفال فلسطينيين في غارات إسرائيلية على غزة - الأناضول
فلّة، اسمٌ لـ"زهرة صغيرة بيضاء"، أراده الغزّي طارق شحيبر أنّ يكون اسما لـ"طفلته"، كي تُورِق أيامها، وتصير فُلةً للدار، ولكل من يعرفها.

غير أن الغارات الإسرائيلية، المتكررة على أنحاء متفرقة على قطاع غزة، سحقت هذه "الفلة"، وحرّقت أوراقها، وحرّمتها من النمو، كما يقول الأب شحيبر وهو يبكي صغيرته فلة ابنة الثمانية أعوام.

ويسأل طارق شحيبر عن الذنب الذي اقترفته طفلته التي تحولت مساء الخميس، برفقة طفلين آخرين من العائلة "وسيم" و"جهاد" (عشرة أعوام) إلى جثث محروقة.

"أي ذنب اقترفوه؟ إنّهم لا يطلقون صواريخ، ولا يحملون القذائف، لقد كانوا يلعبون، يحتضنون الكرة والدمية"، قالها الأب شحيبر، من وسط صوته المختنق بالدموع.

ولا يجد شحيبر إجابة على سؤاله، الذي يتكرر كلما سقط طفل في بركة من الدماء، كما حدث مع أصغرهم "فارس المهموم" خمسة شهور، الذي وصل المستشفى فجر الجمعة، جثة هامدة جراء قصف استهدف مدينة رفح جنوب قطاع غزة.

هذا الرضيع الذي بات من أهم بنوك الأهداف لإسرائيل، كما يقول والده جمعة. ولن يكبر فارس، ولن يمشي ولن ينطق بكلمة "بابا"، وسيبقى سريره باردا، فارغا، إلا من دمية تسأل عن صغير لن يكبر كي يلمسها، فلقد رحل صاحبها وإلى الأبد.

ولن يصفق ياسين الحميدي أربعة أعوام، للعيد القادم، ولن يحمل "بالونات" الفرح، ولن تلهو رهف الجبور أربعة أعوام على الشاطئ الذهبي اللون، لترسم قصورا من الرمل.

وهؤلاء ليسوا أرقاما، ترفع من حصيلة عدد الأطفال الشهداء، كما يقول رامي عبده، رئيس المرصد الأورمتوسطي لحقوق الإنسان (منظمة حقوق إنسان أوربية شرق أوسطية، مركزها جنيف بسويسرا)، "بل مأساة وجريمة ضد الإنسانية".

وقال عبده إن إسرائيل تتعمد ممارسة القتل المنظّم، بحق أطفال قطاع غزة.

وأضاف: "هناك استهتار إسرائيلي صارخ بحياة أطفال غزة، أكثر من 50 طفلا تحولوا إلى أشلاء، وسقطوا في أقل من أسبوعين فقط، نحن لا نتحدث هنا عن أرقام، بل عن صغار كانوا يشكلون "الحياة" بكل تفاصيلها لذويهم وأهلهم".

ويشن سلاح الجو الإسرائيلي، منذ يوم 7 تموز/ يوليو الجاري، غارات مكثفة على أنحاء متفرقة في قطاع غزة، في عملية عسكرية أطلقت عليها إسرائيل اسم "الجرف الصامد"، أسفرت عن استشهاد 260 فلسطينيا، وإصابة نحو ألفين حتى الجمعة.

وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه بدأ عملية عسكرية برية ضد قطاع غزة، مساء الخميس، من أجل تنفيذ ما قال إنها عملية لضرب الأنفاق التي وصفها بـ"الإرهابية" التي تخرج منً قطاع غزة وتدخل الأراضي الإسرائيلية.

وأكد عبده، أن هذا القتل والاستهداف اليومي للأطفال، تسبب بمعاناة الآخرين الأحياء، وتكفل بإخافتهم.

وتابع: "وفقا لبحث ميداني أجراه المرصد خلال اليومين الماضيين على عيّنة من 340 طفلا من سكان قطاع غزة، ظهر أن 96% منهم يعانون من ما يُعرف باضطرابات النوم لدى الاطفال"، كما يعاني 87% من الأطفال الذين شملتهم العينة من "إصابات بالصدمة أو الذهول".

ومنذ بدء العملية العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة، لا يكاد يمر يوم دون أن يتحول عدد من الأطفال إلى أخبار عاجلة في قصف يحوّل أجسادهم إلى أشلاء، حسبما تقول إحصائيات وزارة الصحة في غزة.

ووفقا لمصادر طبية فلسطينية فإنه استشهد 56 طفلا منذ بدء العملية العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة، أصغرهم فارس المهموم (خمسة أشهر)، وكان من بين القتلى الكثير من "الأشقاء" (اثنين أو ثلاثة)، أو من عائلة واحدة (كأطفال عائلة بكر الأربعة، الذين قتلوا وهم يلعبون على الشاطئ مساء الأربعاء الماضي، وتحولت أجسادهم بفعل الغارات إلى أشلاء ودماء لونت الرمل الذهبي.


التعليقات (0)