سياسة عربية

الدخيل: النظر للمقاومة من منطلق كراهية "حماس" خطأ

تغريدة سابقة للدخيل على تويتر - عربي 21
تغريدة سابقة للدخيل على تويتر - عربي 21
رأى أستاذ العلوم السياسية في الجامعة السعودية الدكتور خالد الدخيل أن قراءة العدوان الإسرائيلي انطلاقا من اختلال موازين القوى العسكرية لصالح الاحتلال الإسرائيلي قراءة خاطئة، وأكد أن المقاومة الفلسطينية اليوم تمثل نتيجة مباشرة للعدوان وتخوض معركة الدفاع عن النفس ضد العدوان الإسرائيلي الذي قال بأنه لم يتوقف منذ عام 1948.

وأكد الدخيل في تصريحات خاصة لـ "قدس برس" أنه لا خيار أمام الشعب الفلسطيني اليوم في مواجهة الاحتلال إلا المقاومة، وأشار إلى أن تجاهل مصر لحركة "حماس" والمقاومة في مبادرتها للتهدئة خطأ سياسي فادح، وقال: "الحديث عن غياب التوازن العسكري بين "حماس" وإسرائيل لتبرير العدوان على غزة والطلب من "حماس" وقف إطلاق الصواريخ، منطق غريب جدا ولا ينسجم لا مع الواقع ولا مع التاريخ، فلو أخذنا بهذا المنطق ما كان من الممكن أن نتخلص من الاستعمار أصلا، وما كان للشعوب أن تتخلص من المستبدين وما كان لأوروبا أن تشهد التنوير، منطق توازن القوة بين المستعمر والمقاومة منطق ساقط علميا وساقط أخلاقيا، وفي الحالة الفلسطينية ليس هناك خيار إلا المقاومة".

وأضاف: "حركة "حماس" لم تبدأ الحرب على إسرائيل، وإنما هي تدافع عن النفس، وإسرائيل تعتدي على الشعب الفلسطيني منذ عام 1948، ولم تتوقف عن ذلك وما حصل ويحصل هو تموجات بين حالة هدوء وعدوان، والذي يقرر الانتقال من هذه الحالة إلى تلك هو إسرائيل، فهي التي تعتدي وهي التي تغتصب الأراضي وتقتل القادة الفلسطينيين، ولذلك فإسرائيل تحارب الفلسطينيون وهؤلاء يقاومون".

وأعرب الدخيل عن أسفه لأن المصريين تعاملوا مع مبادرة التهدئة انطلاقا من موقف كراهيتهم لـ "حماس"، ورأى أن ذلك أفقدهم التوازن والفعل، وقال: "المصريون يتصرفون مع الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي من منطلق كراهية "حماس"، وهذا لا يمكن قبوله في إدارة العلاقات الخارجية، كان من المفترض على المصريين أن يقوموا بمبادرة وهذا أضعف الإيمان، لكن للأسف فقد انحدر الدور المصري إلى مجرد وسيط، وهو دور لا يليق بمصر، كان الأصل أن تطور القاهرة استراتيجية تجمع فيها السلطة والفصائل الفلسطينية، وتصبح مصر هي الدولة الأكبر، لكن هذا يتطلب وجود رؤية، وهي للأسف غير موجودة منذ مبارك إلى اليوم".

وأضاف: "يمكن لمصر أن أن تقوم بدور لوقف العدوان على غزة لكن هذا يفترض منها أن تعترف بـ "حماس" وتترك معيار الكراهية جانبا، الإخوان في مصر انتهى عصرهم، وهناك قضية أكبر هي القضية الفلسطينية، فلماذا تستفز مصر مشاعر كل الشعوب بهذا الشكل، وأعتقد أن المصريين يعرفون ماهية الدور المطلوب منهم، ويجب عليها أن توقف العدوان على الشعب الفلسطيني وتترك الحساب مع "حماس" إلى ما بعد نهاية العدوان إذا كان هناك حساب. وأنا لا أعتقد أن كراهية "حماس" أكبر من كراهية المصريين لإسرائيل، وهذا يفترض من المصريين الارتقاء إلى مصاف سلوك الدولة".

وجوابا على سؤال حول الدور الخليجي المطلوب تجاه غزة، قال الدخيل: "لا أعتقد أن السعودية يمكنها أن تقوم بدور مباشر للتهدئة، فالدور المباشر يفترض اعترافا بإسرائيل وهذا غير موجود في السعودية، ربما يمكن للسعودية أن تمارس ضغوطات على بعض أصدقائها من أجل وقف العدوان، وكذلك هي دول التعاون الخليجي، وربما الدور الأكبر منوط بكل من مصر والأردن، ويمكن أن تقف خلفهما السعودية والمغرب والجزائر من أجل موقف عربي ضاغط لإنهاء العدوان على قطاع غزة. وأنا شخصيا أعتقد جازما أن العدوان الإسرائيلي سينهي المقاومة وحركة "حماس"، ربما يضعفها لكن لا ينهيها".

ورأى الدخيل أن المطلوب من النظام العربي الرسمي أن يراجع موقفه من العداء المطلق للإسلام السياسي، وقال: "النظام العربي الرسمي عليه أن يقوم بمراجعات كثيرة ومن بينها الموقف من الإسلام السياسي، أنا من الذين يعتقدون أن انحرافات متعددة حصلت في مسيلاة الإسلام السياسي، لكن هذا أيضا يحتاج من النظام العربي الرسمي أن يراجع نفسه، لأن انحرافات الإسلام السياسي جزء من أخطاء النظام العربي الرسمي. ثم إنه من غير الممكن عمليا استئصال تيار الإسلام السياسي، يمكنك أن تستأصل الإرهاب وهذا أمر مطلوب، لكن أن تستأصل تيار الإسلام السياسي هذا غير وارد"، على حد تعبيره.     
التعليقات (0)