سياسة عربية

"ميديل إيست آي": الشجاعية معقل المقاومة الفلسطينية

الشجاعية موطن المقاومين ومهد المقاومة - أرشيفية
الشجاعية موطن المقاومين ومهد المقاومة - أرشيفية
تصدر اسم حي الشجاعية شرق غزة الصحف العربية والأجنية الأحد، بعد مقتل عدد كبير من الفلسطينيين في الحي، عندما قصفته القوات الإسرائيلية دون تمييز.

وحي الشجاعية من أقدم وأكبر الأحياء في غزة، ويقطنه حوالي 100 ألف نسمة بحسب المؤرخ الفلسطيني سليم المبيض، الذي قال: "سمي الحي بهذا الإسم بعد شجاع الكردي الذي استشهد هناك في معركة بين صلاح الدين الأيوبي والصليبيين عام 1239م".

وأضاف أن "المنطقة استراتيجية ومدخل هام لمدينة غزة، ما يجعلها هدفا رئيسيا في الاجتياحات الإسرائيلية البرية". 

وقد قامت عشرات الدبابات والآليات العسكرية الأحد، باجتياح المناطق الشرقية من مدينة غزة، وسط نيران للمدفعية الثقيلة، وتسبب الهجوم في مقتل ما لا يقل عن 72 فلسطينيا في حي الشجاعية فقط، جاعلة الأحد أكثر الأيام دموية منذ بداية الحرب على غزة المحاصرة قبل أسبوعين. 

واقترن التوغل الإسرائيلي باشتباكات شرسة بين المقاومة الفلسطينية، والقوات الإسرائيلية بحسب شهود العيان.

وكانت الشجاعية التي ينحدر سكانها في الغالب من التركمان والأكراد، هدفا للهجمتين الإسرائيليتين السابقتين عام 2008/ 2009 و2012.

وقال المبيض: "الشجاعية رمز المقاومة الفلسطينية، إنه المكان الذي نظمت فيه المجموعات المسلحة لأول مرة".

وبقيت هذه المنطقة بمثابة القلب للفصائل الفلسطينية المختلفة من منظمة التحرير، التي تتخذ اليوم من رام الله مركزا، مرورا بحماس والجهاد الإسلامي، فيما تبقى معقلا للفصيلين الأخيرين. 

وكثير من قيادات حماس كانوا يعيشون في تلك المنطقة مثل أحمد الجعبري نائب قائد القسام السابق، الذي تم استهدافه من القوات الإسرائيلية أكثر من مرة، ونجحوا في اغتياله بقصف سيارته من الجو خلال الحرب على غزة في تشرين ثاني/ نوفمبر 2012.

والشخصية الأخرى المرتبطة بالشجاعية وبالمقاومة الفلسطينية على طول وعرض القطاع، هي مريم فرحات، التي أصبحت تعرف "بأم الشهداء" بعد استشهاد أبنائها الثلاثة في حوادث مختلفة، وكان أحدها عندما قام ابنها محمد بهجمة تسببت في قتل 9 جنود إسرائيليين في آذار/ مارس 2002.

وكان المتحدث باسم وزارة الصحة، أشرف القدرة، قال إن 72 فلسطينيا على الأقل، بما في ذلك أطفال ونساء، قتلوا في القصف الإسرائيلي للشجاعية بالإضافة إلى 400 جريح.

ومع سقوط هؤلاء الضحايا، فقد وصل العدد الكلي للضحايا إلى 476 سقطوا في القصف الجوي والبحري للقطاع المحاصر منذ السابع من تموز/ يوليو، في عدوان إسرائيلي تطور إلى اجتياحات برية.
التعليقات (0)