قضايا وآراء

مستخلصات من الحوادث الآنية بغزة

محمد مراح
1300x600
1300x600
- موقع المقاومة جيد عسكريا ؛ بالنظر لما حصدته من نتائج نوعية على هذا المستوى.

- وضع الغزيين : مأسوي من الناحية الإنسانية ، لكن من الناحية الإيمانية هم - بفضل الله ــ في أفضل أحوال المؤمنين المبتلين بالفقد والدمار ، والتشرد . وثقتهم في المقاومة من ثقتهم في الله ونصره للمؤمنين .

- الوضع العربي :

- الرسمي : في أبشع صوره إنحطاطا ، وينقسم بين :

1- خائن واصح الخيانة عن سبق إصرار وترصد بالمقاومة ، ومشارك مسبقا ومخطط للدفع إلى هذه المجزرة

2- متخاذل مؤثر لسلامة الكرسي على إغضاب الغول الأمريكي الصهيوني

3- منشغل بأحواله الداخلية المتردية

4- يبحث له عن دور يرضى كل الأطراف المتناقضة .

- غير الرسمي : لم يرق بتعبيره لمستوى المأساة ، فبرهن على عدم قدرته على إبداع طرائق  مناسبة للقيام بالواجب.

دون نكران بعض المحاولات التضامنية المشكورة؛ كخروج بعض المظاهرات، والتعبير الساخط عما يجري هناك من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، وإن كنا نعتقد بإمكان للشعوب من خلال أفراداها الذين أصبحوا من مستعملي وسائل التواصل الاجتماعي أن يحتجوا عبرها على ما يقع ، ويحثوا حكامهم على القيام بواجبهم .

كما يمكن أن يتواصلوا مع الآخرين من غير العرب والمسلمين ينقلون إليهم صورة ما يحدث ، وحقيقة الواقع الغزاوي . خصوصا إزاء القوة الإعلامية الغربية التي تتحكم فيها الصهيونية بشكل قوي جدا . فقد أصبح من المتاح لنا ـــ مثلا ــ  إنشاء صفحات ومواقع على الشبكة ، بلغات عديدة ، ننشر عبرها الأحداث والوقائع ، ونفضح الجرائم ، ثم نتواصل مع الشعوب الأخرى ننقل لهم كل ذلك ؛ فلا نعدم متعاطفين قد يضغطون على حكوماتهم ، خدمة للقضية .

- وضع العدو : التعامل مع المعركة بالنسبة إليه على أنها معركة مصير ووجود- الإرتباك الشديد إزاء النصر الحقيقي للمقاومة ، والهزيمة العسكرية التي يلقاها - محاولة الضغط على المقاومة بالإبادة الجماعية ـــ المراوغة أمام الرأي العام العالمي ، بالظهور بمظهر المدافع عن وجوده ، وتحميل المقاومة

مسؤوليتين مزدوجتين هما إطلاق الصواريخ نحوه واحتماء المقاومة بالمدنيين الذين يقعون تحت قصفه المجرم - الخوف الشديد من مفاجأت المقاومة على الأحوال المدنية والسياسية والاقتصادية ، ومن أبرزها قرار شركات طيران أمريكية  والغربية توقيف تسيير رحالاتها إلى مطارات الكيان الصهيوني .

-الحي الميت : هو حال  كثير من  الكتاب والمثقفين في العالم العربي ، مع تصهين بعضهم بطرائق لا لبس فيها؛ فلم نر من الهيئات الثقافية ، التابعة للأنظمة أو المستقلة عنها، حركية ثقافية تناسب مستوى الحدث ، ولا مبادرات تواصلية مع هيئات وجهات مماثلة في العالم لإسماع الصوت الثقافي العربي في العالم حول عدالة القضية من ناحية، وبشاعة ما يحدث من ناحية ثانية . وكذا التواصل مع الجمهور العربي من خلال ندوات ومهرجانات ثقافية حول الحدث .

- المؤسسات الدولية : - فقد باعت موقفها لنتانياهو من على منبر المؤتمر الصحفي في تل أبيب  أثناء زيارة أمينها العام للمنطقة؛ إذ تبنى الموقف الصهيوني بحذافيره ، وحمل المسؤوؤلية  للمقاومة الفلسطينية . وبعد التطورات التي أعقبت تلك الزيارة من إمعان في ارتكاب المجازر من ناحية ، وانتصارات نوعية التي حققتها المقاومة عسكريا أسرعت لاصدار قرار وقف فوري لإطلاق النار ،  لا يعدو سوى أدخنة تحجب حقيقة المسعى وهو المخرج السريع والآمن للورطة التي تردى فيها المجرمون .

ولهذا نلاحظ التنسيق المتطابق  بين الهيئة وجلسها للأمن ، والدولة الكبرى الراعية للكيان ، لخص كل هذا البيان الصادر الأمس عن مجلس الأمن دون وضع ميزان المسؤوليات في هذه الإبادة ضد الإنسانية ، على أرضية  طاولته البيضاوية .

- منظمات حقوق الإنسان بالكاد تتجاوزوصف الضحايا دون القيام بواجبها المتمثل فى الإدانة الصريحة لأعمال الإبادة الوحشية التي ينبغى وصفها صراحة على أنها جرائم حرب ضد الإنسانية ، و ما يترتب عنها من إجراءات قانونية .

- الإعلام الغربي بين متصهين صراحة كالعادة في قضايانا ومراوغ منافق يتظاهر أحيانا بالموضوعية الإعلامية ، ومرسل لرسائل للرأي العام في بلاده على أحقية الكيان الصهيوني في الدفاع عن نفسه ـ الرهبة الكبيرة من سطوة الصهيوينة العالمية علىالإعلام الغربي ( حالة الصحفية الأمريكية ب CNNنموذجا ) .

 ومع هذا ينبغى التقدير عاليا  الجرأة الكبيرة لدى بعضهم بحضورهم إلى أرض الميدان ومتابعة الجرائم ، وعرضها على الجمهور الغربي ؛ مما نتج عنه قدر من النقمة على الكيان  لدى قطاعات واسعة  لدى الرأي العام الغربي  الذي عبر بعضه عن شجبه المجازر بمستوى أفضل من أكثر الشعوب العربية.

- ما يجرى في ردهات المؤسسات الدولية والمحلية : - محاولة فرض الأمر الواقع على المقاومة للقبول بالمبادرة الوحيدة المقبولة دوليا وهي المبادرة المصرية ؛ وهذا بأساليب منها : تشجيع الكيان المجرم لارتكاب مزيد من قتل المدنيين ، وتلويح بجزرة المساعدات المالية الدولية ( الأمريكية تحديدا ) لإعادة الإعمار ، وتعويض المدنيين - الضغط المعنوي على المقاومة أمام الرأي العام المحلي والدولي بأنها هي التي تصر على الحرب وترفض المبادرة الذهبية الوحيدة المتاحة وبالتالى محاولة جرها للرضوخ الذي يفضى حتما ـ حسب خوافي المبادرة ـ إلى القضاء النهائي على المقاومة ، بنزع أسلحتها وعوامل قوتها ، مما يؤدي في النهاية إلى استئصالها النهائي ؛ قتلا وسجنا.

حصيلة كل هذا على مستقبل القضية : إصرار المقاومة على موقفه الذي تضمن به ــ إن شاء الله تعالى ــ مكاسب ليس أقلها مزيد من الخسائر البشرية الفادحة جدا بالنسبة للعدو ، والضغط بها على المجتمع الدولي للاستجابة إلى مطالب المقاومة العادلة خصوصا رفع الحصار ، وفتح المعابر نهائيا .

ومع هذا فيجب على المستوى السياسي أن تتولى هي بنفسها المشاركة في أي مبادرة مناسبة ، فلا تترك لأي جهة كانت ـــ وإن بدت صداقتها و تأييدها للمقاومة  ــ أن تنوب عنها في وضع مبادرات؛ فلا يخفى على عاقل وبصير قوة وتقاطع المصالح والولاءات في التحكم المفصلي في المواقف والمبادرات .

فنحن لم نر أي جهة كانت ارتقت إلى مستوى الحدث بمنح المقاومة احتياجاتها العسكرية ، للتأثير الحقيقي النوعي  في الأحداث على الأرض، فالجميع يعلى من قيمة ( السلام ) المبتذل في هذه الأحوال؛ الذي يعني تحديدا سلام الكيان الصهيوين وضمان أمنه، دون رصيد حقيقي من حقوقمقابل يحصل عليه الطرف الفلسطيني صاحب الأرض .

أما باقي مكونات الأمة، فستبقى مسؤولياتهم قائمة ، ويُسألون عنها تاريخيا ، ثم أمام الله تعالى يوم تبلى السرائر .
التعليقات (0)