ملفات وتقارير

آلاف المصريين العالقين في ليبيا يشتكون تجاهل السيسي

مصريين عالقين في ليبيا - أرشيفية
مصريين عالقين في ليبيا - أرشيفية
على مدى الأسبوعين الأخيرين، اندلع في ليبيا أعنف قتال منذ الإطاحة بنظام معمر القذافي، تسبب في موجة نزوح لآلاف الليبيين والأجانب، مما دفع معظم دول العالم إلى سحب دبلوماسييها وإجلاء رعاياها من ليبيا.

وبينما أرسلت الحكومات الغربية طائرات وسفن عسكرية لإنقاذ مواطنيها من القتال ومساعدتهم في مغادرة ليبيا، ترك نظام عبد الفتاح السيسي - أول رئيس لمصر بعد الإنقلاب - عشرات الآلاف من المصريين على الحدود مع تونس، معظمهم من العمال البسطاء الهاربين من ضيق الحال في مصر.

وتشهد العاصمة الليبية طرابلس معارك ضارية بين قوات اللواء خليفة حفتر المدعوم من فلول نظام معمر القذافي وعناصر من الجيش الليبي، في مواجهة الفصائل المسلحة للثوار الإسلاميين منذ أكثر من أسبوعين للسيطرة على مطار طرابلس أسفرت عن مقتل 97 وإصابة مئات آخرين بجروح، كما وفي مدينة بنغازي - ثاني أكبر المدن الليبية - قتل 75 شخصا على الأقل بعد يومين من المعارك التي سيطر خلالها مقاتلون إسلاميون وميليشيات متحالفة معهم قاعدة عسكرية تابعة لحفتر.

تصريحات فقط

ومع  استمرار تدهور الأوضاع الأمنية وتواصل استهداف المصريين في ليبيا، تكدس نحو 150 ألف مصري بالقرب من الحدود الليبية التونسية للفرار من المعارك، واقتصر رد الفعل الرسمي المصري على بيانات وتصريحات من المسئولين تؤكد متابعة الحكومة والرئاسة لتطورات الموقف وسعيها لنقل العالقين على الحدود.

وتشير تقديرات غير رسمية إلى أن أعداد المصريين في ليبيا كانت تبلغ مليوني شخص قبل الإطاحة لنظام القذافي انخفضت إلى 200 ألف شخص في الفترة الأخيرة في ظل الأوضاع الأمنية المتردية وإنهيار الدولة.

وبعد أكثر من أسبوعين من تدهور الأوضاع هناك، أعلن وزير الطيران المصري  حسام كمال أن الوزارة على استعداد لتسيير خط جوى من أجل إعادة المصريين العالقين بليبيا عبر تونس.

وغادرت القاهرة مساء الأربعاء طائرة مصرية إلى مطار جربا لنقل العشرات من المصريين بتنسيق بين وزارتي الخارجية والطيران، حسب بيان صادر الأربعاء عن وزير للطيران.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية إن الحكومة تتابع أعداد المصريين على الحدود الليبية التونسية وتقوم برصد كثافة هذه الأعداد، مشيراً إلى أن الوزارة قررت مضاعفة عدد أفراد الطاقم القنصلي الذي سبق الدفع به الى الحدود بين ليبيا وتونس لتسهيل إجراءات عودتهم إلى مصر.

وأضاف السفير بدر عبد العاطي في بيان له الأربعاء: "إن أفراد الطاقم القنصلي يسهلون إجراءات دخول المصريين الى تونس ونقلهم بالحافلات إلى مدينة جربا التونسية تمهيدا لإعادتهم جوا الى مصر". 

وجدد عبد العاطي مناشدته للمصريين بالامتناع عن السفر إلى ليبيا في الوقت الراهن، وطالب المقيمين علي الاراضي الليبية بعدم الاقتراب من مناطق الاشتباكات والإنتقال إلى مناطق أكثر أماناً.

مطالبات بتدخل الجيش

وبالرغم من التصريحات عن الاهتمام الرسمي بأوضاع المصريين على الحدود الليبية التونسية، إلا أن العالقين هناك نفوا وجود أي دبلوماسيين مصريين معهم وأكدوا أن أوضاعهم في غاية السوء. 

وأوضحوا - حسب تقارير صحفية - أن السلطات التونسية ترفض دخول المصريين إلى أراضيها بدون تأشيرة سفر من مصر إلى تونس أو من ليبيا إلى تونس تكون سارية، وهو أمر شبه مستحيل في ظل انهيار السلطات الليبية التي تمنح تأشيرات السفر وفي نفس الوقت عدم قدرتهم على العودة إلى مصر. 

وتعالت أصوات المصريين في ليبيا بضرورة تدخل الجيش لإجلاء المصريين من ليبيا، وطالبوا بإرسال طائرات عسكرية لنقلهم إلى بلادهم بعد أن تقطعت بهم السبل.

لكن صحفيون موالون للنظام حذروا من هذه الخطوة، وقالوا إن المعارك في ليبيا واستهداف المصريين هناك تمثلا فخا للسيسي.

ورأى محمد أبو الفضل نائب رئيس تحرير الأهرام - في مقال له الأربعاء – أن السيسي إذا ترك المصريين في ليبيا دون حماية سيكتشف المصريون عدم صدقه حينما تعهد برعاية المصريين وكرامتهم في أي مكان في العالم, وإن أرسل الجيش لحمايتهم وإجلائهم فستعتبر الفصائل الليبية هذا الإجراء بمثابة غزو مصري لبلادهم وستقاتل الجيش المصري هناك بل وتستهدف الأراضي المصرية.
وتابع أبو الفضل "وإن عاد مئات الآلاف من المصريين في ليبيا إلى بلادهم فسيمثل ذلك ضغطا كبير على الاقتصاد المصري الذي يئن تحت وطأة المشكلات والأزمات، وستتزيد معدلات البطالة ليواجه السيسي مزيدا من العراقيل في طريقه".

المصريون مستهدفون

ويتعرض المصريون في ليبيا، للإستهداف من جانب الميليشيات المسلحة، حيث قتل منهم العشرات في حوادث متفرقة منذ سقوط نظام حكم القذافي في سبتمر 2011. 

ويقول مراقبون أن الفصائل الإسلامية تستهدف المصريين، إنتقاماً من السلطات في مصر التي أعلنت كثيرا دعمها لحفتر وتعتبر أن السيسي انقلب على الرئيس الإسلامي محمد مرسي كما يريد أن يفعل حفتر. 

وتضاربت الأنباء منذ يومين عن مقتل 23 مصرياً في طرابلس جراء سقوط صاروخ جراد على منزل يقيمون فيه، إلا أن السلطات الليبية نفت ذلك في وقت لاحق.

وزاد من تفاقم أوضاع المصريين على الحدود الليبية التونسية، اعتزام تونس إغلاق حدودها مع ليبيا يوم وهو ما سيعيق نزوح آلاف المصريين.

وأعلنت تونس، يوم الأربعاء عدم قدرتها على استقبال مزيد من اللاجئين القادمين من ليبيا، وأنها قد تغلق الحدود البرية مع ليبيا إن اقتضت المصلحة الوطنية ذلك.

وقال سفير مصر لدى ليبيا محمد أبو بكر - الذي يمارس عمله من القاهرة بعد أن تم إغلاق السفارة لدواع أمنية قبل عدة أسابيع – إن المخابرات الحربية والعامة المصرية يعملان على إجلاء المصريين من ليبيا، لمنع استهدافهم من الميليشات المسلحة.

وأشار - في تصريحات صحفية - إلى أن عبد الفتاح السيسي طالب بإجلاء المصريين بالكامل وتأمين الحدود المصرية الليبية لمنع تسلل الإرهابيين وتهريب الأسلحة.
التعليقات (0)

خبر عاجل