حقوق وحريات

منظمة حقوقية: داعش يقتل الطفولة في سوريا

أثارت صورة نشرها الداعشي خالد شروف لابنه يحمل رأسا مقطوعا في سوريا صدمة في أستراليا التي جاء منها
أثارت صورة نشرها الداعشي خالد شروف لابنه يحمل رأسا مقطوعا في سوريا صدمة في أستراليا التي جاء منها
حذرت اللجنة السورية لحقوق الإنسان من خطورة ممارسات تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) "على جيل كامل من الأطفال في سوريا"، حيث تتراوح الانتهاكات بين إخضاع الأطفال لبرامج تعليمية خاصة لغرس فكر التنظيم في عقول الأطفال، وتجنيدهم للقتال، إضافة إلى حالات الإعدام والصلب بحق عدد من الأطفال والقصّر بتهم مختلفة.

وفي حين تلفت اللجنة في تقرير لها إلى أن جرائم النظام السوري لا تقل سوءا عن جرائم داعش، "لكن معظم هذه الجرائم لم يجر توثيق حدوثها، ما عدا تلك الجرائم القليلة التي تم تسريب تسجيلاتها، بخلاف الجرائم التي يتم ارتكابها من قبل داعش، ويتم توثيقها بشكل واضح ومفصل، ويتم نشرها على وسائل إعلامهم الخاصة".

وجاء في تقرير خاص أصدرته اللجنة عن انتهاكات داعش بحق الأطفال في سوريا: "تعتمد  داعش في تجنيدها للأطفال على برامج الترغيب التي توفّر للأطفال أنشطة ترفيهية واجتماعية يفتقدون لها في ظل الأوضاع التي تعيشها سوريا، ويقدم للمراهقين فرصة للتعبير عن ذواتهم من خلال الارتباط بتنظيم قوي عسكرياً، حيث يمكن لهم أن يشعروا بالسلطة وتحقيق الذات في صفوفه".

ويشير التقرير إلى أن الأطفال يخضعون لدورات "تهدف إلى إقناعهم بفكر التنظيم، حيث ظهرت العديد من التسجيلات التي بثّها التنظيم لمحاضرات يقوم بها بعض أفراد داعش تستهدف الأطفال، وظهر هؤلاء الأطفال وهم يرددون شعارات داعش". و"أظهر التنظيم اهتمامه بالمدارس والعملية التعليمية منذ نشأته، حيث كانت المدارس هي أول ما يقوم التنظيم بوضع يديه عليه في المناطق التي يقوم باحتلالها"، وترددت معلومات عن عزم التنظيم على وضع مناهج تعليمية خاصة به.

ويضيف التقرير: "مارس تنظيم داعش تجنيد الأطفال في صفوفه بشكل مكثف، حيث يظهر الأطفال في المقاطع التي تبثّها وسائل الإعلام الاجتماعي التابعة للتنظيم كمقاتلين يحملون السلاح، ويقومون بالأعمال العسكرية جنباً إلى جنب مع الكبار، وظهر بعض الأطفال وهم يقومون بأعمال الذبح التي عُرف التنظيم عن ممارستها بحق المعارضين له، خاصة في صفوف المناهضين لنظام الأسد".

ويقدر تقرير اللجنة السورية لحقوق الإنسان عدد الأطفال والفتيان دون الثامنة عشرة في صفوف مقاتلي داعش بنحو 800، "يقومون في معظمهم بأعمال غير قتالية، حيث يشارك هؤلاء في خدمات الدعم اللوجستي لمقاتلي داعش، مثل نقل الذخيرة، وإعداد الطعام، وإصلاح وتنظيف العتاد والآليات، فيما يشارك آخرون في أعمال الحراسة والدوريات والحواجز".

الانتهاكات النفسية والتربوية لحقوق الطفل

ويلفت التقرير إلى أنه "في كل التسجيلات والصورة التي تبثها داعش، يظهر الأطفال في مقدمة من يشاهد عمليات القتل والذبح والصلب التي تتم في المناطق التي يسيطر عليها داعش". ويضيف: "تُشكّل انتهاكات داعش النفسية لحقوق الأطفال الجانب الأكثر خطورة من بين كل الانتهاكات التي يمارسها، حيث يعمد تنظيم داعش إلى تعريض الأطفال إلى مشاهد العنف التي يُمارسها، ويشجّعهم على ممارستها، والمشاركة فيها".

وأظهرت تسجيلات وصور بثّها التنظيم قيام أطفال بحمل رؤوس مقطوعة، ومشاركتهم في أعمال الذبح بأنفسهم. وقام عدد من مقاتلي داعش بنشر صور لأبنائهم الذين يقومون بمساعدتهم أثناء قيامهم بذبح الأسرى.

وعلى سبيل المثال، فقد قام خالد شروف، وهو مقاتل في داعش، أسترالي من أصل لبناني، بنشر صورة لطفله البالغ من العمر 7 سنوات وهو يحمل رأساً مقطوعاً يعود على ما يعتقد إلى أحد مقاتلي المعارضة السورية. وظهر طفل يحمل رأس المسؤول الشرعي لألوية صقور الشام أبو عبد السميع بعد اقتحام بلدة أخترين في 14 آب/ أغسطس 2014.

انتهاك الحق في الحياة

ويورد التقرير حالات إعدام لأطفال وقاصرين بتهم مختلفة. ويقول التقرير: "كما هو النظام السوري، لم يستثن داعش الأطفال من أعمال الإعدام والمجازر التي يقوم بها، حيث تعرّض الأطفال للقتل، جنباً إلى جنب مع النساء والشيوخ والأطفال".

وبالإضافة إلى أعمال القتل التي يمارسها التنظيم نتيجة للقصف الجماعي، أو أعمال القتل المباشر عند السيطرة على المناطق التي تُحارب التنظيم، فإنّ عددا من الأطفال قد تم قتلهم بشكل منفصل بعد اتهام أحدهم مثلا بالإفطار في رمضان دون عذر، وآخر باغتصاب امرأة عجوز.

وكعادة التنظيم، يتم "صلب جثث الأطفال الذين تمّ إعدامهم في الساحات العامة لعدة أيام، من أجل ترهيب الجمهور".

 وخلص تقرير اللجنة السورية لحقوق الإنسان إلى التحذير من "الخطورة الآنية لانتهاكات داعش بحق الأطفال"، إضافة إلى "الخطورة الأساسية المتمثلة في تأثير داعش على جيل من الأطفال، سيجعل القضاء على داعش مستقبلاً أمراً في غاية الصعوبة".

ودعا التقرير إلى ضرورة قيام المنظمات المدنية بـ"توفير برامج توعوية وتربوية للأطفال، توفّر لهم الحماية النسبية من برامج البروباغندا التي يقدمها داعش"، إضافة إلى "برامج موجّهة للوالدين، من أجل توعيتهم بكيفية التعامل مع الأطفال المعرّضين لمشاهد العنف بصورة عامة، والأطفال الذين يشاهدون أو يُشاركون في جرائم داعش" حسب التقرير.
التعليقات (0)