سياسة عربية

خبير: السودان أغلق مركز إيراني بإطار صفقة مع الخليج

المركز الايراني الثقافي في السودان - أرشيفية
المركز الايراني الثقافي في السودان - أرشيفية
رجح خبير سوداني أن يكون سبب قرار الخرطوم إغلاق المركز الثقافي الإيراني وطرد موظفيه، هو عقدها "صفقة غير معلنة" مع دول الخليج تفضي إلى تحسين العلاقة بينهما مقابل تحجيم العلاقة مع طهران.

وفي خطوة غير متوقعة في ظل التقارب بين الخرطوم وطهران الذي يثير حفيظة الدول الخليجية وعلى رأسها السعودية والإمارات، أعلنت الخارجية السودانية الثلاثاء الماضي إغلاق المركز الثقافي الإيراني بالخرطوم وفروعه بالولايات السودانية مع إمهال موظفيه 72 ساعة لمغادرة البلاد.

وبررت الخارجية السودانية قرارها بأن المركز "تجاوز التفويض الممنوح له وبات يشكل تهديدا للأمن الفكري والأمن الاجتماعي ويعمل لتحقيق مكاسب طائفية شيعية دخيلة على المجتمع السوداني".

هذه الخطوة، أرجعها أستاذ العلوم السياسية بجامعة النيلين، حسن الساعوري، إلى "عاملين الأول؛ داخلي متعلق بتذمر الجماعات السلفية والصوفية في البلاد من حملة التشييع التي ترى أن هذه المراكز تقودها".

ولفت الساعوري إلى إحصائيات غير رسمية تفيد "بتجنيد هذه المراكز لأكثر من 10 آلاف شاب خلال الأعوام الماضية".

والعامل الثاني لقرار الخرطوم، حسب تفسير الساعوري، هو "توتر العلاقة بين الخرطوم ودول الخليج وعلى رأسها السعودية والإمارات بسبب التقارب السوداني الإيراني".

ورجح الساعوري أن يكون قرار الحكومة السودانية ضمن "صفقة غير معلنة مع دول الخليج تفضي إلى تحسين العلاقة بينهما التي توترت في الشهور الأخيرة مقابل تحجيم العلاقة مع طهران".

وأضاف الساعوري أن "إغلاق المراكز الإيرانية يعتبر بادرة حسن نية من الخرطوم لاستعادة علاقتها الجيدة مع دول الخليج".

واتفق أستاذ العلوم السياسية بجامعة أم درمان الإسلامية، صلاح الدومة، مع الساعوري في الأسباب الداخلية والخارجية لقرار الخرطوم، لكنه رأى أن القرار "غير كاف" لتحسين العلاقة مع دول الخليج.

وأضاف الدومة  أن من أسباب التوتر بين السودان ودول الخليج أيضا هو "خلفية نظام الخرطوم الإخوانية وعلاقته مع الدوحة والتنظيم العالمي للإخوان المسلمين".

وفيما قال الدومة إن "السعودية تريد أيضا من الخرطوم الحد من تعاونها مع الدوحة والتنظيم الدولي للإخوان المسلمين"، رأى الساعوري أن "هذه القضية غير مزعجة للسعودية لأنها تعرف أن السودان مضغوط بمشاكله الداخلية وليس بمقدوره تقديم أي دعم للإخوان المسلمين في مصر أو غيرها من الدول".

واستدل الساعوري بـ"التحسن الذي طرأ مؤخرا على العلاقة بين السودان ومصر في أعقاب زيارة الرئيس عبد الفتاح السياسي للخرطوم في حزيران/ يونيو الماضي.
التعليقات (0)