سياسة دولية

أولاند يفتتح مؤتمرا دوليا لتنسيق الحرب على داعش

وزير الخارجية السعودية لحظة وصوله للمؤتمر  أ ف ب
وزير الخارجية السعودية لحظة وصوله للمؤتمر أ ف ب
انطلقت صباح الإثنين، فعاليات مؤتمر "الأمن والسلام في العراق" بباريس، لبحث تنسيق الأدوار في مواجهة تنظيم الدولة المنتشر في كل من العراق وسوريا.

وقال الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند، إن نحو 30 دولة تشارك في المؤتمر الذي يهدف إلى تقديم الدعم اللازم للعراق لمحاربة تنظيم الدولة "الإرهابي".

واعتبر أن التنظيم "يشكل خطرا هائلا على الأمن العالمي ويجب أن يكون الرد عليه عالميا".

ويحضر المؤتمر الذي يعقد في مقر وزارة الخارجية الفرنسية وزراء من 29 دولة، من بينهم الدول الدائمة بمجلس الأمن، والعراق، وعدد من دول جوارها، بالإضافة للعديد من البلدان الأخرى في المنطقة، إلى جانب منظمات دولية.

ومن المشاركين: السعودية، والبحرين، وكندا، والصين، والدانمارك، ومصر، والإمارات، وإسبانيا، وتركيا، وألمانيا، الولايات المتحدة، إيطاليا، اليابان، الأردن، الكويت، لبنان، النرويج، عمان، هولاندا، قطر، بريطانيا، روسيا.

أما المنظمات الدولية فمن أبرز ممثليها، نبيل العربي أمين عام الجامعة العربية و نيكولاي ملادينوف ممثل الأمين العام للأمم المتحدة وبيار فيمون الأمين العام التنفيذي للعلاقات الخارجية الأوروبية. 

ومن المقرر أن يبحث المجتمعون بحسب تقارير صحفية، وضع خطة دولية لتنسيق الجهود والأدوار لمواجهة داعش، ومناقشة كيفية تجفيف الموارد المالية للتنظيم، وأمن الحدود، والمساعدات الإنسانية التي يجب تقديمها للمدنيين الذين اضطروا لترك منازلهم بسبب هجمات التنظيم.

وفي هذا الصدد، صرح مصدر دبلوماسي أن "هذا المؤتمر سيتيح لكل طرف مزيداً من الدقة في تحديد ما يمكنه أو يريد فعله"، مشيراً إلى أن القرارات التي ستتخذ لن تعلن جميعها بالضرورة. وأوضح المصدر لوكالة الأنباء الفرنسية بالقول: "لن يعلن من سيضرب؟ وأين؟ ومتى؟".

 دول عربية تعرض المشاركة بحملة جوية

وفي الأثناء، قال مسؤولون أمريكيون الأحد، إن عددا من الدول العربية عرض الانضمام للولايات المتحدة في حملة الضربات الجوية على أهداف لـ"تنظيم الدولة"، في إشارة إلى احتمال توسيع نطاق الحملة الجوية ضد المقاتلين الذين سيطروا على مناطق من العراق وسوريا.

ورفض مسؤولون الكشف عن الدول التي قدمت العروض، لكنهم قالوا إن هذه العروض قيد النظر، فيما تبدأ الولايات المتحدة تحديد دور كل دولة في تحالفها الوليد ضد الجهاديين الذين أعلنوا دولة الخلافة في قلب الشرق الأوسط.

وقال مسؤول كبير بوزارة الخارجية الأمريكية للصحفيين في باريس: "لا أريد أن أترككم بانطباع أن هذه الدول العربية لم تعرض تنفيذ ضربات جوية، لأن عددا منها عرض ذلك".

وذكر المسؤول أن العروض لم تقتصر على الضربات الجوية في العراق. وتابع قوله "بعضها لمح إلى أنه مستعد لتنفيذ الضربات في مناطق أخرى.. لابد أن ننظر في كل هذا لأنك لا تستطيع أن تذهب وتقصف مكانا ما".

تركيا ستشارك "إنسانياً"

وكان مصدر حكومي تركي أكد أن بلاده لن تشارك في العمليات المسلحة في إطار التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة لمحاربة تنظيم "داعش" في العراق وسوريا.

وقال المصدر إن "تركيا لن تشارك في أي عملية عسكرية، وستركز كليا على العمليات الإنسانية". لكن المسؤول أكد أن تركيا قد تسمح للتحالف باستخدام قاعدة "انجرليك" في جنوب البلاد لأغراض لوجستية.

مشاركة إيران وروسيا 

ولا يزال ثمة تساؤل مهم عن موقف روسيا التي تشهد علاقاتها مع الغرب توتراً على خلفية الأزمة الأوكرانية، وكذلك عن إيران، التي تتمتع بدور إقليمي كبير، لكن ضلوعها في الأزمتين العراقية والسورية يجعل منها طرفاً. وفيما أعرب وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس عن رغبته في مشاركة طهران في المؤتمر، اعترض نظيره الأمريكي جون كيري على ذلك.

لكن على أي حال أعلنت طهران من جانبها السبت أن "المشاركة في مؤتمر مسرحيةٍ وانتقائي لمكافحة الإرهاب في باريس لا تهمنا"، على ما صرح نائب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان. وأضاف: "ما يهم إيران هو مكافحة فعلية لا انتقائية للإرهاب (...) سنواصل دعمنا القوي للعراق وسوريا في مكافحتهما الإرهاب".

فرنسا تُـغِـير.. وبريطانيا تقاوم

وفي الأثناء، قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس قبل المؤتمر إن الطائرات الفرنسية ستبدأ، الاثنين، أول مهمة استطلاع فوق العراق.

وأضاف لإذاعة يوروب 1 "قلنا للعراقيين إننا مستعدون وطلبنا منهم التصريح (بالتحليق في الأجواء العراقية).

أما بريطانيا، فقد ذكرت وكالة رويترز أنها قاومت ضغوطا للانضمام إلى الولايات المتحدة في الإعلان عن توجيه ضربات جوية ضد "تنظيم الدولة" رغم قيام الجماعة المتشددة بجز عنق موظف الإغاثة البريطاني ديفيد هينز وتهديدها بقتل بريطاني آخر.

وقال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بعد أن رأس اجتماعا للجنة حكومية معنية بالتعامل مع الحالات الطارئة في لندن إن حكومته تحارب "تنظيم الدولة" على عدة جبهات إلا أنها لا تعتزم توجيه ضربات جوية في الوقت الراهن.

وقال كاميرون وهو يصف نهجا يجمع بين الضغط الدبلوماسي ودعم التحرك الأمريكي ومساعدة الحكومة العراقية والسلطات المحلية الكردية "مع تكثيف هذه الاستراتيجية فنحن على استعداد لاتخاذ أي خطوات ضرورية للتعامل مع هذا الخطر حفاظا على سلامة بلدنا".

وأضاف: "يتعين علينا أن نصد تدريجيا ونفكك تنظيم الدولة كي نقضي عليها في النهاية وعلى أهدافها. سننجز ذلك على نحو هادئ ومدروس لكن بعزم من فولاذ".

وينتظر أن يلتقي الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ونظيره العراقي في قصر الإليزيه لبحث تنسيق مواقف البلدين حيال جدول أعمال المؤتمر.

وكان الرئيس الفرنسي "فرانسوا أولاند"، قد صرح خلال زيارته للعراق الجمعة الماضي، أن المؤتمر يهدف لتنسيق جهود الدول المختلفة، من أجل مكافحة "داعش"، والمحافظة على وحدة أراضي العراق.

وأشار الرئيس الأميركي "باراك أوباما"، أن الدول المشاركة في التحالف، الذي سيشكل ضمن استراتيجية أعلنها لمواجهة تنظيم الدولة، ستشارك في العمليات العسكرية ضد التنظيم.
التعليقات (0)

خبر عاجل