ملفات وتقارير

موسكو تؤيد تنازلات كييف السياسية للانفصاليين

جنود أوكرانيون في شرق البلاد - أ ف ب
جنود أوكرانيون في شرق البلاد - أ ف ب
لقي أكثر من 10 مدنيين أوكرانيين مصرعهم، وأصيب العشرات بجروح، إثر قصف مدفعي للانفصاليين الموالين لروسيا على إحدى البلدات في شرق البلاد.

وأفاد المكتب الإعلامي لمركز مكافحة الإرهاب الأوكراني، في بيان له الأربعاء، أن أكثر من 10 مدنيين قتلوا وأصيب العشرات بجروح، وتضررت 9 منازل، جراء قصف الانفصاليين بالأسلحة الثقيلة على موقع، تابع للجيش الأوكراني، وعلى بعض الأحياء السكنية في بلدة "نيجنيايا كرينكا" في شرق البلاد.

وبالرغم من التوصل إلى هدنة، تقضي بوقف إطلاق النار بين أطراف النزاع في أوكرانيا، إلا أن المناطق الشرقية من البلاد تشهد خروقات مستمرة، حيث يتبادل الطرفان الاتهامات بخرق الهدنة.

وتجدر الإشارة إلى أنَّ روسيا وأوكرانيا ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، وقعوا على برتوكول لتنفيذ وقف إطلاق نار، اعتباراً من الساعة (18:00) يوم الجمعة (5) أيلول/ سبتمبر الجاري، ويتكون الاتفاق من (14) مادة، تتناول عدة مواضيع، كتبادل الرهائن، وإدارة المناطق في شرق البلاد.

موسكو تؤيد تنازلات كييف السياسية للانفصاليين

وفي سياق متصل، أعلنت موسكو الأربعاء تأييدها العروض السياسية الأولى لكييف للتوصل إلى سلام مع الانفصاليين الموالين لروسيا في شرق أوكرانيا، حيث أسفرت انتهاكات وقف إطلاق النار عن مزيد من الضحايا.

ويأتي موقف موسكو هذا بعد خمسة أشهر من نزاع أدى إلى تدهور غير مسبوق في العلاقات بين موسكو والدول الغربية منذ انهيار الاتحاد السوفياتي.

ويأتي أيضا عشية زيارة يقوم بها الرئيس الأوكراني بترو بوروشنكو لواشنطن هي الأولى له منذ توليه الحكم في أيار/ مايو. والأربعاء، التقى بوروشنكو في أوتاوا برئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر.

وقد شكر الرئيس الأوكراني لهاربر المساعدة الكندية لأوكرانيا التي تمثلت في قروض بقيمة مئتي مليون دولار.

وبحث الجانبان أيضا توقيع اتفاق تبادل حر بين أوكرانيا وكندا.

وحتى الآن، تجاهل الانفصاليون في دونيتسك ولوغانسك الذين يطالبون بالاستقلال تنازلات كييف التي تمثلت في إجراء انتخابات في كانون الأول/ ديسمبر ومنحهم حكما ذاتيا أكبر لثلاث سنوات وعفو غير مشروط عمن قاتلوا في المناطق الانفصالية.

واعتبر الاتحاد الأوروبي الأربعاء أن مشاريع القوانين هذه التي صوت عليها النواب الأوكرانيون الثلاثاء "تشكل خطوات مهمة سعيا إلى حل سياسي دائم"، وحض روسيا والانفصاليين على المساهمة في الحل الذي رسمت ملامحه في مينسك قبل أسبوعين عبر انسحاب "المجموعات المسلحة غير الشرعية والمقاتلين والمرتزقة" والبدء بمراقبة الحدود الروسية الأوكرانية في شكل فاعل.

وقالت الخارجية الروسية الأربعاء إن موسكو تعتبر تنازلات كييف "خطوة في الاتجاه الصحيح تؤسس لبداية حوار يهدف إلى المساهمة في مصالحة وطنية" في أوكرانيا.

بدوره، اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي يزور أديس أبابا، أن "وقف إطلاق النار صامد" رغم الانتهاكات المتكررة التي نسبها إلى الجيش الأوكراني، وفق ما نقلت عنه وكالة ريا نوفوستي الروسية.

والإجراءات التي صادق عليها البرلمان الأوكراني هي في صلب بروتوكول الاتفاق الذي وقع في الخامس من أيلول/ سبتمبر في عاصمة بيلاروسيا بين كييف والمتمردين.

وتهدف هذه الوثيقة إلى إنهاء النزاع الذي خلف نحو 2900 قتيل في أوكرانيا، الجمهورية السوفياتية السابقة التي صادقت لتوها على اتفاق شراكة مع الاتحاد الأوروبي ما يترجم ابتعادها من الحظيرة الروسية.

لكن "رئيس وزراء جمهورية دونيتسك الشعبية" المعلنة من طرف واحد ألكساندر زخارتشينكو، أعلن الأربعاء أن الانفصاليين الموالين لروسيا الذين يطالبون باستقلالهم يرفضون أن تنظم السلطات الأوكرانية انتخابات مبكرة في منطقة دونباس.

وأكد زخارتشينكو أنه "لدينا مجلسنا الأعلى الخاص وسنقرر أي انتخابات سننظم وفي أي موعد. لن ينظم أي انتخاب من طرف أوكرانيا"، على ما نقلت وكالة إنترفاكس الروسية.

وردّ أحد قادة انفصاليي دونيتسك، "نائب الوزير" أندري بورجين بحدة على إقرار كييف القوانين الأخيرة مذكرا الثلاثاء بأن منطقة دونباس "لم يعد لها أي علاقة بأوكرانيا".

ويمنح القانون الجديد مزيدا من الاستقلالية للسلطات المحلية في بعض أنحاء منطقتي دونيتسك ولوغانسك لمدة ثلاث سنوات. كما أنه ينص على تنظيم انتخابات على مستوى "الدوائر والمجالس البلدية ومجالس القرى" في بعض نواحيهما.

ويمكن لهذه الهيئات "المشاركة" في تعيين مديري النيابات العامة ورؤساء المحاكم المحلية، فيما سيحق للمجالس البلدية إنشاء "ميليشيات شعبية" لفرض النظام العام في بلداتها.

كما أن الدولة تضمن حرية استخدام اللغة الروسية في القطاع العام لتهدئة مخاوف السكان المحليين الناطقين بالروسية باغلبيتهم، وكانوا يخشون من "منعهم" من التحدث بها.

في كييف، وفي خضم حملة الانتخابات التشريعية في 26 تشرين الأول/ أكتوبر أبدى عدد من الأحزاب السياسية حذرا كبيرا في تحليل الوضع.

بالتالي حذرت رئيسة الوزراء السابقة يوليا تيموشنكو من أن شرق أوكرانيا سيصبح "تحت السيطرة الكاملة للجيش الروسي والإرهابيين الممولين والمدعومين والمرسلين إلى أوكرانيا بأمر من (الرئيس الروسي) فلاديمير بوتين".

ميدانيا، قتل مدنيان الأربعاء في إطلاق النار المتقطع الذي تواصل في دونيتسك بحسب بلدية المدينة.
التعليقات (0)

خبر عاجل