بورتريه

كمال مرجان.. آخر وزراء خارجية بن علي يحلم بالرئاسة

ستجرى انتخابات الرئاسة في تونس يوم 23 تشرين الثاني/ نوفمبر - أرشيفية
ستجرى انتخابات الرئاسة في تونس يوم 23 تشرين الثاني/ نوفمبر - أرشيفية
مع بدء العد التنازلي لسباق الانتخابات الرئاسية في تونس، التي ستجرى يوم 23 تشرين الثاني/ نوفمبر، وصل عدد المرشحين الذين أعلنوا اعتزامهم خوض السباق الرئاسي إلى 50 مرشحا، بينهم شخصيات ارتبطت بشكل مباشر بنظام الرئيس السابق زين العابدين بن علي أو بحزبه "التجمع الدستوري" المنحل.

ومن الأسماء التي لاحت في أفق الانتخابات الرئاسية، كمرشحين محتملين، وزراء شاركوا في الحكومة إبان النظام السابق، ومنهم منذر الزنايدي وزير الصحة السابق، وعبد الرحيم الزواري وزير النقل السابق ومصطفى كمال النبلي وزير الاقتصاد وكمال مرجان وزير الخارجية السابق.

كلها أسماء تتصدر عناوين الصحف والمواقع الالكترونية هذه الأيام، عادت بقوة ضامنة المرور إلى المشوار الانتخابي بعد زهاء 3 سنوات من ثورة التونسيين ضدهم في كانون الثاني/ يناير 2011، وتوقع رحيلهم عن الحكم والسياسة نهائيا، قبل أن يسقط القانون الانتخابي بند "العزل السياسي" ويعيدهم من أوسع الأبواب.

وإن ضمن هؤلاء الدخول في العملية الانتخابية فإن الطريق أمامهم لا يزال طويلا ومحفوفا بالمنافسة.

ومن بين المرشحين المحتملين كمال مرجان، آخر وزير خارجية في عهد بن علي (تولى الوزارة من كانون الثاني/ يناير 2010 إلى كانون الثاني/ يناير 2011)، والذي لم يكن يدرك ما ستؤول إليه الأمور بعد أن انتفض جل التونسيين مطالبين بالحرية والديمقراطية، فكان كغيره ممن تقلدوا مناصب كبرى لعقود من حكم "بن علي" مهددين بقانون كان سيقصيهم جميعا من الحياة السياسية، وهو قانون العزل السياسي الذي سقط من أيدي نواب المجلس الوطني التأسيسي، بعد أن كانوا على مقربة من المصادقة عليه، ليعطي بذلك الضوء الأخضر لكل رموز النظام السابق للنشاط من جديد، والترشح في الانتخابات القادمة.

كمال مرجان رئيس حزب "المبادرة الوطنية الدستورية" (وسط) حاليا (وله 5 أعضاء في المجلس الوطني التأسيسي)، شخصية كثر الحديث عنها في بعض الدوائر السياسية والإعلامية قبل الثورة كخليفة مفضل للرئيس السابق بن علي بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية، وعاد الجدل حول دعم خارجي له اليوم وتونس على أبواب أول انتخابات رئاسية ديمقراطية في تاريخها.

ويرى البعض أنه بإمكان مرجان استثمار علاقاته الدولية اليوم بحكم المناصب التي شغلها في وزارة الخارجية وصلته الجيدة بالأحزاب الفاعلة في تونس، وأنه من شأن ذلك أن يقدم له حظوظا أوفر في السباق الرئاسي.

فقد عين مرجان عام 1996 سفيرا لتونس وممثلا دائما لدى مكتب الأمم المتحدة والمنظمات المختصة بجنيف، وشغل بالتوازي منصب رئيس هيئة تسوية النزاعات التابعة لمنظمة التجارة العالمية OMC، ثمّ عيّن في عام 1998 رئيسا للجنة الشؤون الإدارية والمالية لنفس المنظمة، ليصبح بعد ذلك ممثلا خاصا للأمين العام للأمم المتحدة في جمهورية الكونغو الديمقراطية، وفي عام 2001 أصبح المسؤول الثاني في المفوضية العليا للاجئين.

وبرز حلم الرئاسة لدى مرجان بعد أشهر من انتخابات المجلس الوطني التأسيسي التي جرت  23 تشرين الأول/ أكتوبر 2011، ورغم أن نجمه خبا إبان تأسيس الحزب الذي يترأسه (المبادرة الوطنية الدستورية) في 1 نيسان/ أبريل 2011 وغاب عن الساحة السياسية والإعلامية التونسية لفترة ما جعل الجميع يتوقع أنه يعد لأمر ما في أقرب وقت، خاصة أنه اختار العمل في صمت واستنجد بعلاقاته واختصاصه في المجال الدبلوماسي.

يذكر أن مرجان ولد في مدينة "حمام سوسة" (شرقي تونس) وهي نفس مسقط رأس الرئيس الأسبق بن علي، إذ ولد فيها مرجان يوم 9 أيار/ مايو 1948 ونشأ فيها قبل أن يلتحق ليدرس الحقوق ويحصل على دبلوم المعهد العالي للدراسات الدولية بجنيف بسويسرا، ومن ثم على دبلوم جامعة وسكنسون الأمريكية ودبلوم أكاديمية الحقوق الدولية بلاهاي.

وفي شهر أيلول/ سبتمبر الحالي ورد اسم مرجان على لائحة المرشحين لخلافة الأخضر الإبراهيمي مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا، لكنه أكد على أنه لم تصله أية دعوة رسمية من الأمم المتحدة مبديا حينها استعداده التام لتولي هذه المهمة الأممية.

ومع إعلان ابن جهته، الساحل التونسي الشرقي (يضم محافظات سوسة والمنستير والمهدية) مصطفى كمال النابلي نيته الترشح للانتخابات الرئاسية، فإنه يبدو أن كمال مرجان سيواجه منافسة سياسية حادة في معقله، الذي حصد فيه أغلب الأصوات الخمسة في انتخابات المجلس الوطني التأسيسي تشرين الأول/ أكتوبر 2011.

ويسجّل كمال مرجان وغيره من المرشحين المحسوبين على نظام الرئيس الهارب بن علي دخولا قويا لخوض الانتخابات الرئاسية وهو ما جعل كثيرين يطرحون سؤالا مفاده: هل سيمنح الشعب التونسي يوما صوته للقيادات التي عملت في الصف الأول مع النظام السابق؟.
التعليقات (0)