سياسة عربية

إقالة مسؤولين أمنيين بحمص في أعقاب احتجاجات بعد تفجير عكرمة

تفجيرات حي عكرمة أثارت غضب السكان الموالين والغاضبين أصلا بسبب مقتل أبنائهم في صفوف قوات النظام (أرشيفية)
تفجيرات حي عكرمة أثارت غضب السكان الموالين والغاضبين أصلا بسبب مقتل أبنائهم في صفوف قوات النظام (أرشيفية)

أقال النظام السوري اثنين من كبار المسؤولين الأمنيين في حمص، في أعقاب تفجيرين قتلا العشرات في حي عكرمة الذي تسكنه أغلبية موالية للنظام، ما أثار غضبا بين السكان الذين خرجوا مطالبين بإقالة المحافظ والمسؤولين الأمنيين في المحافظة.

وقتل في التفجيرين 52 شخصا على الأقل، غالبيتهم من الأطفال. وبعد أيام من التفجيرين اللذين وقعا في مطلع تشرين الأول/ أكتوبر أمام مجمع مدارس في حي عكرمة المحصن أمنيا والموالي للنظام في حمص، طالب السكان باستقالة كبار قادة الأمن، وانتقدوا وسائل الإعلام الرسمية لعدم اعترافها بالعدد الكبير من القتلى والمفقودين بين الموالين للأسد في هجمات أخرى وقعت أخيرا.

وأقيل اللواء أحمد جميل رئيس اللجنة الأمنية في حمص والعميد عبد الكريم سلوم رئيس فرع الامن العسكري في المدينة من منصبيهما دون أي تفسير رسمي.

ونفى محافظ حمص طلال البرازي، ردا على سؤال لوكالة فرانس برس، وجود ارتباط بين قرار "نقل" المسؤولين الأمنيين وحادثة التفجير.

وذكر البرازي أن "قرار انتقال المسؤوليين الأمنيين في المحافظة لا علاقة له بحادثة التفجير التي حصلت في حي عكرمة"، قائلا إن القرار "صدر قبل التفجير لكن تنفيذه تزامن معها".

كما أشار المحافظ الى "تكثيف الإجراءات الأمنية حول المدارس في مدينة حمص (...) وتشديد الحراسة عليها وحماية الطرق المؤدية إليها، وتنظيم خروج الطلاب من منافذ عدة، عوضا عن مخرج واحد. كما تم وضع كتل إسمنية على بعد خمسين مترا من الأبنية المدرسية لمنع وصول السيارات إليها".

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن حكومة بشار الأسد تفكر في إقالة محافظ حمص طلال البرازي، ولونا الشبل المستشارة الإعلامية للأسد.

وتزايد التعبير العلني عن الاستياء بين الموالين للنظام - رغم ندرة هذا الأمر في السابق - منذ آب/ أغسطس الماضي، وخصوصا مع سقوط قاعدة الطبقة الجوية في محافظة الرقة أمام مقاتلي "الدولة الإسلامية" (داعش) ومقتل عدد كبير من الجنود الذين تركوا لمصيرهم هناك.

وقالت عائلات الجنود الذين كانوا في القاعدة إن أكثر من مئة من أقاربهم تركوا ليواجهوا مصيرهم دون بذل أي محاولات لإنقاذ حياتهم أو تزويدهم بالدعم.

وقال أحد السكان في حمص إن تفجير مجمع المدارس في عكرمة هذا الشهر دفع الناس إلى المجاهرة باستيائهم. وقال أحد سكان حمص من الأقلية الشيعية لوكالة رويترز عبر الانترنت؛ إن الناس لم يعد بإمكانهم تحمل مثل هذه الأعمال، خصوصا سفك دماء الأطفال، مشيرا إلى أن أحد أقربائه وهو طفل في التاسعة من عمره قتل في انفجار المدرسة.

كما شهدت شبكة الانـترنت خلال الأيام الماضية حملة عنيفة قام بها موالون للنظام، ضد المحافظ والمسؤولين الأمنيين، ما يرجح نظرية محاولة النظام استيعاب موجة الغضب هذه.

وفي شريط فيديو يتم تداوله على موقع "يوتيوب" يمكن رؤية تظاهرة للعشرات من مشيعي الأطفال الذين قضوا في حي عكرمة، وهم يهتفون "الشعب يريد إسقاط المحافظ".

ويقول أحد المشيعين: "نحن في ما فيه نتيجة لتقصير أمني"، مطالبا "بمحاسبة اللجنة الأمنية وإحالتها الى القضاء العسكري والتحقيق معها". وأضاف: "ما حدث تقصير امني ليس له تفسير اخر، ومن يحترم نفسه يحيلهم (إلى القضاء)".

ويقول آخر بغضب: "هل أصبح أطفالنا مجرد أرقام؟"، مضيفا: "لو دولتنا تحترم.. الصامد أربع سنوات، لاستقال وزير الداخلية ولاستقال وزير التربية، المحافظ يُقال، واللجنة الأمنية تتغير".

كما أنشا مستخدمون للفيسبوك صفحة تحمل عنوان "لا مدارس حتى إقالة محافظ حمص". وجمعت الصفحة 7748 إعجابا حتى الآن.
التعليقات (0)