ملفات وتقارير

انتحار فتاة في مدينة مكناس المغربية (فيديو)

لقطة انتحار الفتاة المغربية بالفيديو - مواقع تواصل
لقطة انتحار الفتاة المغربية بالفيديو - مواقع تواصل
أعادت الطريقة المأساوية التي أنهت بها فتاة في مقتبل العمر حياتها في مدينة مكناس، غرب العاصمة الرباط، التي أظهرها شريط فيديو تداوله على نطاق واسع، الحديث عن ارتفاع معدلات الانتحار لدى الشباب في المغرب.

ويوثق فيديو تنشره "عربي21" لعملية انتحار فتاة مساء الاثنين، هي في مقتبل العمر وتعاني من اضطرابات نفسية، سقطت من فوق عمارة سكنية من طابقين في حي كاميليا قرب مقر ولاية الأمن الجديد بمدينة مكناس.

ويظهر الشريط الذي تبلغ مدته 25 ثانية، كيف أن الفتاة لم تتعاون مع شخصين صعدا إلى سطح المنزل محاولين إنقاذها، مفضلة الموت على ذلك. كما أظهر أنها سقطت جثة هامدة، مخلفة حالة بكاء وصراخ حاد لعدد من الجيران و المارة.

واستقرأت "عربي21" آراء أخصائي في علم النفس الاجتماعي وأستاذ في علم الاجتماع، للوقوف من الناحية العلمية على العوامل التي تدفع الشباب المغاربة إلى الانتحار كخيار أمام الصعوبات النفسية والاقتصادية والاجتماعية التي تعترضهم.

 
الانتحار... مرضًا نفسيًا

اعتبر الأخصائي النفسي "الإكلينيكي"، والباحث في علم النفس الإكلينيكي فيصل طهاري، انتحار فتاة مكناس "انعكاسا لحالة عامة من الاضطرابات والتحولات التي يمر بها المجتمع المغربي، والتي تنعكس بالضرورة على الحالة الصحية والنفسية لأفراده".

وفضل فيصل طهاري، في تصريح لموقع "عربي21"، الحديث عن "تردي الصحة النفسية لدى الشباب عوض الحديث عن ارتفاع معدلات الانتحار لدى هذه الفئة العمرية النشيطة في المجتمع".

وقال طهاري، إن "حالات الانتحار وإن تعددت فإنه لا يمكن تجميع العوامل المؤدية إليها في جانب واحد، مشددا على أن العامل الاقتصادي فاعل، والعامل الاجتماعي كذلك، غير أنه لابد من حضور الجاني الذاتي الذي تفرضه الحالة النفسية للشخص المنتحر".

وشدد الباحث على أن الانتحار هو الانتقال إلى تطبيق فكرة الموت كإحدى الأفكار السوداوية التي تلازم المقدمين على محاولات الانتحار، مشددا على أن الانتحار لصيق بالمرض النفسي.

وسجل طهاري على أن هناك ثلاث حالات من المرض النفسي المؤدية إلى الإقدام على الانتحار، يأتي في مقدمتها "الاكتئاب"، معتبرا أن "الاكتئاب يصل إلى درجات أخطرها الاكتئاب الحاد والمتقدم الذي يصنع في لاوعي الشخص الذي يعاني منه  الأفكار السوداوية، التي تعد الخلاص من المشاكل المتراكمة والأزمات".

المرض الثاني بحسب الأخصائي النفسي، "هي مرض "الذهان" التي يكون المصاب بها فاقدا للأحساس بالعالم من حوله، فلا يستطيع تحديد التاريخ ولا مكان تواجده،  وهذا الشخص يتخيل نفسه على غير الحقيقة فيقدم على الانتحار محاولا الطيران مثلا، لأنه يؤمن أنه قادر على الطيران".

وأضاف طهاري أن "الحالة الثالثة، هي التي يمكن تسميتها، بالشخصية الهيستيرية، وهي الأكثر خطورة، حيث يجنح المريض إلى التمثيل من أجل استدرار الاهتمام والعناية، هذه الخاصية يمكن رصدها عند النساء بشكل كبير بخلاف الرجال".

ولم يفت الأخصائي النفسي، التذكير بأن ظاهرة الانتحار، ليست حالات جماعية بقدرما هي تجارب شخصية مرتبطة بكل شخص وظروفه النفسية والاجتماعية، مسجلا أن "الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والقيمية عوامل محددة في انتشار الظاهرة".
 

شعباني: الانتحار عبر للحضارات

من جهته، اعتبر علي شعباني أستاذ علم الاجتماع المغاربي في كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بسلا، التابعة لجامعة محمد الخامس في الرباط، أن "الانتحار ظاهرة اجتماعية بطبعيته، عابر للأزمنة والعصور كما الحضارات، وليس خاصية مرتبطة بمجتمع معين دون غيره".

وشدد علي شعباني، في تصريح لموقع "عربي21"، على أن "الانتحار ليس ظاهرة مرتبطا بعامل واحد للتفسير، فهي متربطة بعوامل متداخلة فيها الذاتي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي، كما أن فيها جوانب أبعد كالكوارث الطبيعية".

وأضاف شعباني أن "ارتفاع نسبة الانتحار لدى الشباب مرده بشكل أساسي إلى عاملين، الأول المرض النفسي، والثاني الأزمات الاقتصادية التي يمر منها المجتمع المغربي".

وأوضح الأستاذ الجامعي، أن علينا ألا ننسى أن الانتحار مرتبط بالجوانب الذاتية للشخص المنتحر، فهناك طبيعة شخصيته وقدرتها على المقاومة، وأيضا طريقة تدبيره للمشاكل والصعوبات التي تعترضه".

وسجل شعباني أن ارتفاع معدلات الانتحار فى المجتمع المغربى، راجع لتضافر عوامل، من بينها "ضعف منظومة القيم باعتبارها ذاك الرادع الأخلاقي الذي يحمل الإنسان على التفكير في العواقب، إضافة إلى تراكم الإحباط والعقد نتيجة التطلع لتغيير المستوى الاجتماعي، ما يجعل الإنسان ينزع نحو الانتقام من الذات، وتحول العدوانية الخارجية للعدوانية نحو الذات".

وحمل شعباني المسؤولية عن الانتحار لـ"الجميع"، معتبرا أن "الشخص المنتحر يتحمل مسؤولية فعله، كما أن أسرته مسؤولة عنه باعتباره أقرب الكيانات إليه. وفي مستوى ثان- الدولة بفعل إجراءاتها وقراراتها السلبية على الناس، إضافة إلى مؤسسات المجتمع المدني التي تخلت عن وظائفها التربوية والتأطيرية لفائدة الناس".


التقارير الدولية.. عود على بدء

الانتحار فى المملكة المغربية أصبح ظاهرة مخيفة كشفتها نسب المنتحرين والمقبلين عليه، فقد بلغ عدد حالات الانتحار المسجلة خلال السنة الجارية (2014) أكثر من 400 حالة، سجلها الدرك الملكي المغربي.

وسجلت المملكة المغربية في السنوات السابقة أكبر نسب للمنتحرين، فقد سجل تقرير منظمة الصحة العالمية، حول "الوقاية من الانتحار ضرورة عالمية"، تضاعف عدد حالات الانتحار بالمغرب ما بين سنتي 2000 و2012.

 وبلغ التغيير الحاصل فى ظرف 12 سنة نحو 97.8 بالمائة من عدد الحالات، مسجلا بذلك ارتفاعا من 2.7 سنة 2000 إلى 5.3 حالة انتحار فى كل مائة ألف مغربي سنة 2012.

وكشف "التقرير الأممي 2014"، الصادر من "منظمة الصحة العالمية"، عن انتحار 1628 مغربيا خلال 2012، 87 في المائة منهم رجال، بنحو 1431 حالة انتحار، و198 حالة منهم نساء.

ولاحظ التقرير فيما يتعلق بالشرائح المقبلة بكثرة على الانتحار، إقدام شريحة المسنين بالدرجة الأولى على هذه الآفة، إذ وصل معدل الانتحار بين هذه الفئة 4.14 حالة من كل مائة ألف نسمة في سنة 2012، فيما يبلغ المعدل بين كل الفئات 5 حالات لكل 100 ألف نسمة.




التعليقات (2)
fatima zohra srir
الجمعة، 17-07-2015 04:28 م
لا حولة ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
Farah tanger
الثلاثاء، 28-10-2014 12:24 ص
إن لله وإن إليه راجعون بليز من منكم يعرف اسم الفتاة المنتحرة لأني أشك أني أعرفها??