قضايا وآراء

زمارين النظام

علي شكر
1300x600
1300x600
هل من الممكن أن يأتي نظام سياسي يحكم مصر يحترم الإنسان ويقدس العقل ويعمل بالفكر، يعطي المجتهدين حقوقهم يقدم المجدين في الصفوف الأولى وينحى الطبالين وزمارين كل العصور جانباً، نظام لا يغتني مسئوليه ومن يتحكمون في مقاليد الحكم من السلطة ويكتالون من مال الشعب لأنفسهم، يجهزون السياسات ويرسمون الخطط وفقاً لمصلحتهم، وأن يختفى الآفقين وبتوع الثلاث ورقات من بر المحروسة.

السلطة في مصر في يد من قدر لهم أن يتقلدوا المناصب، من يقترب من النظام أكثر بالتأكيد هو الفائز تلك هي القاعدة المعمول بها وبقدر ما تمدح في الحزب أو الكتلة المتحكمة بقدر ما ستجزل لك العطايا وتمنح لك الهبات هذا هو حال مصر منذ العصر الفرعوني مرور بالإخوان انتهاءً بالذات القائمة.

السلطة في مصر لا تخطئ وغير مستحب أن تنتقد رأس النظام، فذاته منزهةً عن صنع الخطايا أو مجرد التفكير في الذنوب، هو من يفكر في حال البلاد لا يهمه حال المواطن بقدر اهتمامه بمصر الكنانة يأخذ من الفقير عنوة عن طريق فرض الضرائب أو غلاء الأسعار ويطلب من الغني لو بإمكانه أن يقدم ما تجود به نفسه.

هنا وليس في أي وطن آخر ينطبق المثل القائل "سبع صنايع والبخت ضايع" الكل يفهم في كل شيء وفي أي حاجة، تِسلم إيدك يا سيد المعلمين، والله وعمولها الرجالة، فمن الممكن أن تمتهن كل المهن ولا احد يلومك، لو معاك البكالوريوس أو الدكتوراه وتشتغل جرسون بعد الضهر عادي مش مشكلة مجتهد وبيحسن دخله، معاك فلوس تستطيع أن تكسب الجميع فأبواب الوظائف المهمة في انتظارك لأن كله بالفلوس بيعدي، يعني بالمختصر المفيد ما زالت مصر تحكم بالكوسة والمحسوبية والوساطة القائمة على الرشوة، ونبذ الأوائل في مجالاتهم لصالح قوم يمتلكون سطوة الجاه ونفوذ الأسياد.

نحن في حيرة من أمرنا، نجتهد من أجل إثبات أننا أصل كل الإبداعات ومهد الحضارات، ومجمع العلوم بينما نحن أول من أهملنا في حق أنفسنا وتنازلنا عن قيمنا النبيلة لصالح المال وذلك في غياب الوعي والضمير، نتجار بالماضي وبتاريخ الأسلاف ونغفل حاضرنا ومستقبلنا نهمل أن نجاوب على السؤال "ماذا أنجزنا اليوم؟"، نقاتل من اجل السيطرة على الكرسي، نصفق لمن يتبنون وجهة نظرنا ونقذف المختلفون معنا في الرأي بأفظع الشتائم والتهم بالتخوين وتكدير الصفو العام وتعكير مزاج السلطات.

و في غمرة الأحداث النخبة في مصر يتقلدون موقع المدافعين عن حال المواطنين، المُوكلين من قبل رب العباد بالتحدث بالنيابة عنهم يتصدرون الشاشات ويتفننون في صنع الأزمات من أجل شهرتهم، يقتحمون حياة البشر ويتحدثون تحت مسميات غير معترف بها في دنيا خلق الله الشقيانين كالناشط الثوري والسياسي والعضو في الحركة الفلانية أو الرمز في الحزب الكرتوني المنعزل في الأصل عن الشارع وغير المعروف لدي السواد الأعظم من خلق الله المطحونين بحثاً عن رزق يكفيهم شر سؤال اللئيم.

[email protected]
0
التعليقات (0)