قضايا وآراء

"دفتر عزاء"

علي شكر
1300x600
1300x600
ما زال دفتر العزاء مفتوح قل ما تشاء..... الدماء تسيل و الإرهاب يبعث بروافده الخبيثة ليثير الشجن في قلوب المصريين ولتذرف العيون بدلاً من الدموع دماً ولتتقطع القلوب على من ماتوا غدراً في عملية متكررة بالكربون من جرائم سالفة الحدوث سافلة  المقصد وضيعة النية أطلت بوجهها الخبيث لتقتل أبرياء هم أحياء عند ربهم يرزقون.

مصر تتوشح بالسواد منذ ثورة يناير وتعداد الموتى والمصابين في تزايد مستمر، الشجب والإدانة وتلفيق التهم أصبح وسيلة الخروج من المأزق المتكرر، فجماعة الإخوان يتهمون عبر صفحاتهم على الإنترنت  المؤسسة العسكرية بأن هؤلاء الجنود الـ23 كانوا في ليبيا وماتوا إثر عمليات عسكرية شارك فيها الجيش المصري ضد الجماعات المسلحة في ليبيا وجاءوا بالجنود في هذه النقطة من حدود الوطن لمقصد خبيث في رأس النظام السياسي المتحكم في بلاد المحروسة، والإعلام الموالي للنظام يلصق هذه الفعلة الشنعاء والجريمة النكراء بالجماعة الإرهابية بين قوسين الإخوان المسلمين سابقاً.

بعد كل هجوم تتعرض له القوات المسلحة تخرج علينا كتائب الخوابير الأمنية ليوزعوا التهم جزافاً على من يشاءون من المعسكر المضاد صاحب الفكر المعادي لهم وبالتالي هو عدو للوطن طالما لايسير على منوالهم ولا يتبع أفكارهم حتى لو كان هذا التيار نفسه لا يتفق مع فكر تيار الإخوان خاصة أو الإسلام السياسي عامة، العملية معقدة لأن هؤلاء لا يفكرون سوى بالمنطق الضيق فلا يتفننون في إيجاد حل دقيق لما يجري، هم فقط يلجئون للاعتقاد والتأويل وفق معلومات إنشائية سردية معتمدين على القيل والقال حتى المتابع لهم على شاشات التلفاز أو عبر الأثير سيجد أن هؤلاء الخوابير عارفين بالله ويكشفون عما تجهله المخابرات والأجهزة الأمنية و السيادية في مصر.

لو كنا في دولة يحكمها القانون فكان يجب على رأس النظام الحاكم إتخاذ قرارت عاجلة بإقالة رئيس المخابرات الحربية ورئيس مخابرات حرس الحدود ورئيس سلاح حرس الحدود و قائد الجيش القطاع المختص، ثم محاكمتهم جميعاً بالإضافة الى رئيس الأركان ووزير الدفاع لأن هذا أقل ثمن لخيانة أو لإهمال أدى إلى هذه المصيبة، وإلا فكيف يستطيع حفنة من المرتزقة إحداث هذه الخسائر المتكررة في قوات نظامية مدرّبة.

الوطنية لا تعني إلصاق التهم بجماعة الإخوان المسلمين بدون دليل وأن تجعل صفحتك على "الفيس بوك" مناحة أو ترتدي البلد الأسود وتفرض حالة الطوارئ أو عمل حالة من الحداد العام في بر المحروسة أو عقد ندوة إعلامية ليس لها هدف سوى الشو الإعلامي وتصدر المشهد السياسي والإعلامي الموالي للنظام بدون تَذكر لتاريخ بأن حادث مقتل الجنود تكرر في سيناء بعد ثورة 25 يناير عشرات المرات في حكم الإخوان و بعدما تحولوا إلى إرهابية بحكم الظروف التالية لما حدث في 30 حزيران/ يونيو.

في هذا الزمان لا داعي لانتقاد السلطة طالما هناك إرهاب فالحلول الأمنية هي الحل عند عباد سلطان 3 تموز/ يوليو ولا مجال للاعتراض لأن الإرهاب ليس إرهاب القتل والتفجير بل إرهاب الكلمة لذا فلا بد من عمل حظر تجوال لها وفرض القيود والغلول على تيار الكلمة  المعادي لتقدم البلد.

فليرحم الله شهداءنا الأبرار الذين راحوا  ضحية الغدر...... وهل تركز القوات المسلحة في عملها على حماية الأمن القومي؟ وتترك الأعمال المدنية للمدنيين وتركز علي رفع الكفاءة القتالية لرجالها البواسل لمواجهة الإرهاب الذي يحاصرنا من كل الاتجاهات.
التعليقات (0)