سياسة عربية

صحف: إعلان القاهرة صفعة لتركيا..ومعارضون: سرقة لمصر

من إعلان القاهرة الصادر عن "القمة المصرية اليونانية القبرصية"
من إعلان القاهرة الصادر عن "القمة المصرية اليونانية القبرصية"
شنت الصحف المصرية حملة شعواء على تركيا. وقالت إن إعلان القاهرة الصادر عن "القمة المصرية اليونانية القبرصية" التي اختتمت أعمالها السبت بإصدار "إعلان القاهرة" يمثل صفعة لحكومة الرئيس التركي أردوغان، في حين قلل معارضون من الإعلان، ووصفوه بأنه يكرس سرقة الغاز المصري.

فقد وقعت مصر واليونان وقبرص السبت "إعلان القاهرة" الذي نص على أهمية احترام الحقوق السيادية، وولاية جمهورية قبرص على منطقتها الاقتصادية، مطالبين تركيا بالتوقف عن أعمال المسح الجارية في المناطق البحرية لقبرص.

ونص الإعلان أيضا على أنه "يجب المضي قدما على وجه السرعة في استئناف مفاوضات الدول الثلاث بشأن ترسيم حدودها البحرية". 

وقال السيسى في مؤتمر صحفي عقب القمة: "إن مصر استضافت القمة لتدشين مرحلة جديدة بدأت منذ أكثر من عام، وإن المشاورات تناولت أوضاع الشرق الأوسط، ومكافحة الإرهاب والقوى الداعمة له.

من جهته، قال الرئيس القبرصي أناستاسياديس: ناقشنا القضايا الداخلية لمصر، والاستفزازات التركية، وتعاونا في مجال الطاقة، وقضية الشرق الأوسط، معربا عن إدانته للأعمال الاستفزازية التركية في المنطقة والبحر المتوسط، على حد وصفه. 

وقال رئيس الوزراء اليوناني أنتونيس ساماراس: "ناقشنا الاستفزازات التي تحدث من جانب تركيا ضد قبرص، وهي غير مقبولة مطلقا، وهو ما يمثل أحد محاور تهديد الاستقرار فىي جنوب شرق البحر المتوسط"، حسبما قال. 

صحف القاهرة: صفعة قوية

على صعيد الصحف المصرية، وصفت صحيفة "المصري اليوم" إعلان القاهرة الأحد بأنه "صفعة ثلاثية على وجه أردوغان".. وقالت صحيفة "الوطن": "أردوغان في كماشة السيسي". وأضافت أن السيسي يقود "تحالف مصري-يوناني-قبرصي" ضد تركيا.

وقالت اليوم السابع: "حصار" تركيا في "قصر الاتحادية". فيما قالت التحرير: "مصر تحاصر أردوغان.. إعلان القاهرة يواجه التحدي التركي.. ويدعم الموقف المصري في غاز البحر المتوسط.. تحالف مصري يوناني قبرصي لمواجهة الإرهاب".

وقالت الدستور: القمة الثلاثية بحثت مكافحة الإرهاب والاستفزازات التركية في المتوسط.. فيما قالت الأخبار: في اجتماع السيسي مع زعيمي البلدين: شراكة استراتيجية بين مصر وقبرص واليونان.. دعوة تركيا لاحترام الحدود السيادية لجمهورية قبرص.

وقالت الوفد: في ختام القمة المصرية اليونانية القبرصية.. إعلان القاهرة نقطة تاريخية لمواجهة الاستفزاز التركي.. فيما قالت الأهرام: تعاون مصري - يوناني -  قبرصي لدحر الإرهاب.

وقالت الشروق: السيسي: تنسيق مع اليونان وقبرص لمكافحة الإرهاب... رئيس قبرص: على تركيا وقف التنقيب عن الغاز قرب سواحلنا.. في حين قالت الجمهورية: نتائج إيجابية للقمة المصرية - القبرصية - اليونانية.. تبادل الخبرات لمكافحة الإرهاب.. دعم المصالح المشتركة.. وتعزيز التبادل التجاري.

مؤيدون للإعلان

تماهيا مع الصحف الداعمة للانقلاب، رأى عدد من السياسيين والعسكريين المؤيدين للانقلاب في "إعلان القاهرة" مجرد رد بسيط على ما اعتبروه "التبجح" التركى، وتدخل أنقرة فى الشأن المصرى، على حد تعبير اللواء نصر سالم، رئيس جهاز الاستطلاع الأسبق بالقوات المسلحة.

في حين قال الدكتور مصطفى علوي، أستاذ العلوم السياسية، إن البعد الاقتصادي للإعلان يتعلق بمجالات التنمية، وقضية الغاز، وترسيم الحدود البحرية، في حين أن هدف البعد السياسي مواجهة السلوك العدائي التركي ضد مصر، ودولتي الاتحاد الأوروبي. 

أما نشأت الديهي، الخبير في الشئون الدولية، فقال إن القمة الثلاثية كانت بمثابة صفعة قوية على وجه تركيا، مؤكدا أن نتيجة سياسات وكلمات وهجوم الرئيس التركي، المستمر على مصر، أوصد جميع الأبواب في وجه تركيا.

وأضاف خلال مداخلة هاتفية على فضائية "أون تي في" الأحد أن مصر وقفت هي والإمارات أمام التوجه التركي ضد دولة شمال قبرص، وهو ما يؤكد دعم مصر للقضية القبرصية العادلة.

وزعم أن المعارضة التركية تعيش الآن في حالة شماتة ومحاولة لكشف وفضح نتائج توجهات أردوغان، التي تسببت في خسارة مصر، وهو ما سوف يؤدي إلى تآكل الدور التركي في منطقة الشرق الأوسط، على حد قوله، مشددا على أن التحالف الثلاثي الجديد في هذا التوقيت سيكون مهما لمواجهة التطاول التركي، وفق وصفه.

وأشار السفير محمد إبراهيم شاكر، رئيس المجلس المصري للعلاقات الخارجية، إلى أن القمة المصرية القبرصية اليونانية، قد تكون رسالة لتركيا. 

وأضاف في تصريحات صحفية-: "تركيا بلد مهم في المنطقة، لكن شاءت الظروف أن تمضي في طريق معاد لمصر، ويجوز أن يكون هناك تساؤل مشترك بين حضور اللقاء عن الجانب التركي، والعلاقات معه".

وقال الإعلامي أحمد المسلماني إن القمة تُعتبر من أهم الأحداث التاريخية، خاصة بعد صدور إعلان القاهرة، ودعوته لتوحيد قبرص المقسمة ما بين يونانية وتركية.

وأضاف في برنامج "صوت القاهرة" على قناة "الحياة" السبت أن القمة الثلاثية تتضمن حصار تركيا عبر اليونان وقبرص، وكذلك محاصرة ليبيا لمنع تطور الإرهاب فى ليبيا، إضافة إلى الأبعاد الاقتصادية التى تمت مناقشتها فى الاجتماع.

وفي سياق متصل، زعم السفير حسين هريدي مساعد الخارجية المصري الأسبق أنه لن يحدث إجحاف لمصر فى ترسيم الحدود البحرية مع قبرص. وقال إن القمة استباقية لأي تحركات مضادة لمصالح الدول الثلاث فيما يتعلق بحقول الغاز في شرق البحر المتوسط.

وغير بعيد، شددت هايدي فاروق مُستشارة قضايا الحدود والسيادة الدولية والثروات العابرة، على كذب مزاعم أنقرة، فيما يتعلق بقضية اكتشاف البترول في المنطقة الاقتصادية البحرية الخاصة بجزيرة قبرص، التي تزعم أحقيتها في الجزيرة، على حد قولها، وفق صحيفة "الوطن".
 
معارضون يستخفون بالإعلان 

من جهتهم، استخف معارضون للانقلاب العسكري بـ"إعلان القاهرة". 

وأكد السفير إبراهيم يسري المنسق العام لجبهة الضمير أن اليونان وقبرص بلدان فقيران مدينتان، ولايمكنهما الاستثمار في مصر، متسائلا: كيف نطلب منهم الآمدادات؟ واصفا اتفاقية السيسي معهم بأنها محاولة لسرقة مصر.
 
وأضاف في تصريحات لقناة "الشرق"-: "دستوريا.. السيسي ليس له الحق بعقد اتفاقيات دولية، والتصديق عليها يكون عن طريق مجلس النواب".
 
وشدد إبراهيم يسري على أن "الحليف الطبيعى الحقيقى لنا في هذة الظروف هي تركيا؛ لآن هناك حربا محتملة بين الدول على الغاز، وتركيا لن تسمح لآحد بأن يسرق غازها، وليس من الصواب سياسيا معاداة تركيا في هذا المجال، فمصر في حاجة لها"، حسبما قال.

ومؤيدا للرأي السابق، أكد الدكتور ياسر نجم الناشط السياسي المقيم بالولايات المتحدة أن: "الغرض الأساسي من القمة هو تمرير أطماع تحالف دولي مكون من (اسرائيل - قبرص - اليونان - روسيا) في ثروات شرق البحر المتوسط..من خلال اتفاقات رسمية ملزمة للأبد...(أشبه باتفاقية كامب ديفيد التي ضيعت سيناء بشكل رسمي ملزم منذ 36 سنة إلى الآن)".

وأشار إلى أن "هذا التحالف لا تقف في وجهه الآن إلا تركيا...وكان المفروض أن تقف في وجهه مصر أيضا.. لأن الحقيقة أن ما يخص مصر في المنهوب من تلك الثروات أكبر بكثير مما يخص تركيا، ولكن: يا للعجب.. تباع ثروات مصر لاسرائيل وقبرص نكاية فى تركي"، على حد قوله. 
 
وتابع: "اللطيف أن بيان القمة يحذر تركيا من التنقيب فى شرق المتوسط حتى لا تعتدي على حقوق قبرص.. فى المنطقة التى تركتها مصر لإسرائيل وقبرص.. بينما لم تطلب مصر من اسرائيل أن تمتنع عن التنقيب فى نفس المساحة.. بل وتسعى لتثبيت وشرعنة نهب الثروات المصرية". 

من جهته، وصف الباحث السياسي الدكتور سرحان سليمان التحالف المصري المصري القبرصي اليوناني بأنه تحالف "العميان".
 
قال سرحان ساخرا في تدوينة له عبر (فيس بوك): "مصر أفضل بكثير من قبرص.. نسبة الدين الداخلي للناتج القومي بمصر 95,5%، لكن بقبرص 113%.. قبرص حققت تراجعا في معدل نمو ناتجها القومي بنحو 9% ( يعنى سالب)، لكن مصر في حدود 2%.. لكن الحقيقة اليونان أفضل من مصر، نسبة الفقراء من مجموع السكان تقترب من 42%، أما في مصر فتصل إلى 40%" (!)

وأيد الخبير الاقتصادي ممدوح الولي، نقيب الصحفيين السابق، الرأي السالف بالقول إن مساحة قبرص تبلغ أقل من مساحة محافظة الفيوم، بعدد سكان يعادل محافظة الإسماعيلية"!

وأضاف في تدوينة له عبر صفحته على موقع"فيس بوك"-: "تعاني قبرص من ارتفاع مشكلة البطالة.. وتعاني قبرص اليونانية من عدد من الصعوبات الاقتصادية أبرزها وجود نمو سالب، وكذلك ارتفاع قيمة الدين الخارجي إلى أكثر من 95 مليار دولار."

وكانت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية ذكرت الأحد أن كلا من مصر واليونان وقبرص وجهوا رسالة تحذيرية إلى تركيا يطالبون فيها بوقف التنقيب عن النفط والغاز الطبيعي بالسواحل القبرصية، والامتناع عنه بشكل نهائي.

ومن جهتها، أشارت صحيفة "زمان" التركية إلى أن التقارب بين كل من مصر واليونان وقبرص سوف يلبي مطالب القاهرة لاستيراد الغاز الطبيعي من الحقول البحرية القبرصية واليونانية.

وأضافت "زمان" أنه من المتوقع أن تحصل مصر على تسهيلات في الاستيراد، لم يكن من السهل الحصول عليها من الدول الأخرى مثل روسيا والجزائر، بالرغم من أن كلا الدولتين أبدت استعدادها للتعاقد مع مصر لتصدير الغاز الطبيعي، بحسب الصحيفة.
التعليقات (0)