ملفات وتقارير

الأوضاع في القدس.. تصعيد أم تهدئة؟

هل تتصاعد الأحداث في القدس في الأيام القادمة - أ ف ب
هل تتصاعد الأحداث في القدس في الأيام القادمة - أ ف ب
شهدت مدينة القدس خلال الشهرين الماضيين، عدة عمليات دهس وطعن بحق إسرائيليين، نفذها فلسطينيون إثر تصاعد الاقتحامات الإسرائيلية للمسجد الأقصى، ما دفع رئيس الوزراء الإسرائيلي قبل أسبوعين إلى التصريح بأن "إسرائيل تعيش أجواء معركة على القدس".

وبالتزامن مع الاحتجاجات التي تشهدها الأحياء الفلسطينية في القدس المحتلة والضفة الغربية؛ أطلقت دول غربية وعربية دعوات التهدئة و"ضبط النفس"، فيما كان المستوطنون يواصلون اقتحاماتهم اليومية للمسجد الأقصى، في ظل انشغال الحكومة الإسرائيلية بالتصويت على قانون يعتبر إسرائيل دولة قومية لليهود، ما جعل التهدئة في القدس ضرباً من الخيال.

يقول النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني عن مدينة القدس المحتلة، أحمد عطون، إن القدس لم تهدأ لحظة واحدة منذ أن احتلت، ولكن الجديد هو التسليط الإعلامي المميز لنقل جرائم الاحتلال في حق المدينة المقدسة وأهلها.

التصعيد سيد الموقف

وأضاف عطون لـ"عربي21" أن الأحداث في القدس "تسير نحو انتفاضة لا رجعة عنها"، مؤكداً أن المقدسيين "لن يقبلوا بأي تهدئة دون أن تعود لهم كرامتهم ومسجدهم عزيزاً محرراً".

وتساءل: "عن أي تهدئة يتحدثون، ومخططات الاحتلال مستمرة في تصاعد ضد القدس والمسجد الأقصى؟".

وبيّن أن الاحتلال منذ قتل وحرق الطفل المقدسي محمد أبو خضير؛ يعمد إلى "تصعيد نوعي من خلال الاقتحامات والاعتقالات وهدم البيوت"، مشدداً على أن أهل القدس "قرروا أن يدافعوا عن أنفسهم بإمكاناتهم المتواضعة، بعدما نفضوا أيديهم من كل الزعامات العربية، وقرارات الأمم المتحدة وحقوق الإنسان".

وأكد عطون أن الاحتلال يعيش "أزمة حقيقة" بعد صمود المقدسيين واستبسالهم في الدفاع عن المدينة المقدسة، معللاً ذلك بأن "ما يجري في القدس بدّد استراتيجية الاحتلال القائلة بأن القدس، هي عاصمة إسرائيل الأبدية".

ووصف الموقف العربي والإسلامي والفلسطيني الرسمي تجاه ما يجري في القدس بـ"الضبابي"، قائلاً إن الاحتلال لم يتجرأ على القدس وأهلها "إلا عندما أخذ الضوء الأخضر لمزيد من القمع".

وشدد عطون على أن المقدسيين لن يقبلوا بأن تعود عقارب الساعة إلى الوراء، ولن يرضوا بديلاً عن زوال الاحتلال عن القدس، مؤكداً أن "إسرائيل ستعيد حساباتها حينما تدفع ثمناً باهظاً نتيجة سياساتها العدوانية".

من جانبه؛ قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة الأزهر بغزة، د. مخيمر أبو سعدة، إن الأوضاع في القدس ذاهبة إلى مزيد من التصعيد، جراء سياسات الاحتلال المتراكمة على مدى سنوات.

وأضاف لـ"عربي21" أن نتنياهو يسعى إلى احتواء المقاومة الشعبية في القدس من خلال منع أعضاء الكنيست والمستوطنين من اقتحام المسجد الأقصى، مؤكداً أن دعوات نتنياهو إلى وقف الاقتحامات ليست ملزمة لأعضاء الكنيست والوزراء من اليمين المتطرفة.

وبيّن أن تعدد أشكال المقاومة للعدوان الإسرائيلي على القدس المحتلة وأهلها؛ سيكون له تداعياته على الوضع الأمني في المدينة المقدسة"، مضيفاً أن "كل سياسات التهويد وتغيير الأمر الواقع؛ لن تنجح في مواجهة الفلسطينيين".

السلطة والتهدئة

وحول دعوات السلطة الفلسطينية للتهدئة في القدس، قال مخيمر إن السلطة الفلسطينية "لا تستطيع منع التظاهرات والهبات الشعبية للمقدسيين"، مشيراً إلى أنها "لا تمتلك أي سيطرة أو سيادة على القدس".

ويبدو أن عدم سيطرة السلطة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية على مدينة القدس؛ من شأنه أن يساعد في استمرار انتفاضة المقدسيين، كما يرى الكاتب والمحلل السياسي د. فايز أبوشمالة.

ويضيف لـ"عربي21": "بعض زعماء الاحتلال طالبوا بفتح المجال لتواجد أجهزة السلطة الفلسطينية الأمنية في القدس، لأنها في نظرهم الجهة الوحيدة القادرة على ضبط الوضع وتوفير الأمن للإسرائيليين".

وأوضح أن اليمين الإسرائيلي يرفض تواجد أجهزة أمنية فلسطينية في القدس، لأسباب سياسية وعقائدية، مشيراً إلى أن القناعات التي يحملها المتطرفون اليهود بملكيتهم للقدس والأقصى "ستؤدي إلى مزيد من التصعيد، وستدفع المقدسيين إلى مواصلة انتفاضتهم واستماتتهم في الدفاع عن المدينة المقدسة".
التعليقات (0)