سياسة دولية

نيويورك تستعد لجنازة "أسود" قتله شرطي وسط احتجاجات

شهدت نيويورك احتجاجات سلمية بعيد الحادث ـ أ ف ب
شهدت نيويورك احتجاجات سلمية بعيد الحادث ـ أ ف ب
استعدت مدينة نيويورك اليوم الجمعة لجنازة رجل أسود قتله شرطي على درج مبنى في الظلام دون عمد فيما يبدو، بعد ليلة ثانية من احتجاجات أخرى على قرار هيئة محلفين عليا عدم توجيه اتهامات لضابط شرطة أبيض، عن تسببه في مقتل رجل أسود أعزل خنقاً.

وشهدت المدينة ليلتين من المظاهرات غالبيتها سلمية بعد قرار هيئة المحلفين عدم توجيه الاتهام إلى الضابط الأبيض دانييل بانتاليو لتسببه في مقتل إريك جارنر (43 عاماً) خنقاً، في أثناء محاولة شل حركته خلال إلقاء القبض عليه في يوليو تموز. وصور أحد المارة الحادث.

وتشابه رد الفعل على مقتل جارنر وهو أب لستة أطفال، مع موجة الغضب التي اشتعلت قبل تسعة أيام من قرار هيئة محلفين عليا في ولاية ميزوري بعدم توجيه اتهامات للشرطي الأبيض، الذي قتل شابا أسود أعزل بالرصاص في أغسطس آب في ضاحية فيرجسون بمدينة سانت لويس في ولاية ميزوري.

وأعلن وزير العدل الأمريكي إريك هولدر الخميس عن إجراء تحقيق كامل في قضية نيويورك، وكان قد أطلق من قبل مراجعة للحقوق المدنية في قضية فيرجسون.

ومن المتوقع أن يتحدث آل شاربتون وهو من زعماء الحقوق المدنية في جنازة أكاي جورلي (28 عاماً)، الذي قتله الشهر الماضي ضابط شرطة كان يصعد على درج إضاءته خافتة في مشروع سكني في بروكلين، وقال إن الرصاص خرج من مسدسه دون قصد.

ولم تتخذ شرطة نيويورك موقفاً متشدداً من احتجاجات هذا الأسبوع، وأبعدت فقط المتظاهرين عن مراسم إضاءة شجرة الميلاد التي نقلها التلفزيون الأمريكي الأربعاء.

وثارت توترات لفترة قصيرة أمس الخميس في ساحة تايمز سكوير، عندما منع نحو ثلاثة آلاف محتج حدثاً كبيراً ورددوا هتاف "من الذي تحمونه؟".

ورد مئات من ضباط الشرطة بدفع المحتجين إلى الأرصفة، واعتقل العشرات، لكن الشرطة رفضت أن تكشف عن أعداد المحتجزين.

وقالت شارون جوردون (52 عاماً) من ماتاوان بولاية نيوجيرزي إنها تأمل أن يأخذ الساسة عبرة.

وقالت "هناك تآلف بين شبكات التواصل الاجتماعي والغضب... اعتقد أننا ولأول مرة على وشك إحداث تغيير".

وفي علامة على القلق الوطني إزاء هذه القضية، كلف الرئيس باراك أوباما قائد شرطة فلادليفيا بوضع توصيات حول سبل إعادة بناء الثقة بين الجمهور والشرطة.

وقال تشارلز رامسي قائد شرطة فيلادلفيا في مقابلة "هناك توتر وهناك مشكلات حقيقية... يشعرون بأن الخدمة التي يحصلون عليها من الشرطة ليست عادلة ومتحيزة. فقدوا الثقة فينا إلى حد كبير ويتعين علينا استعادتها."

وخلافاً لإطلاق النار على المراهق مايكل براون (18 عاماً) في ميزوري في التاسع من أغسطس، قام أحد المارة بتصوير ما حدث بين ضابط الشرطة وجارنر بهاتفه المحمول. وتظهر لقطات الفيديو الضابط وهو يطوق عنق جارنر بذراعه ويجره إلى رصيف ويعاونه ثلاثة ضباط آخرين.

وردد المشاركون في احتجاجات الشوارع في وسط مانهاتن "لا استطيع التنفس"، وهي العبارة التي قالها جارنر تكراراً في فيديو يصور الحادث قبل موته.

وكان يجري اعتقال جارنر بزعم بيع السجائر بشكل غير قانوني في ستاتن إيلاند في تموز/ يوليو.

وقال محامي الضابط بانتاليو إن موكله قد يواجه إجراءات تأديبية بعد تحقيق داخلي تجريه الشرطة. ومن المرجح أن يركز ذلك التحقيق على لجوء بانتاليو إلى حركة خانقة لتوقيف الرجل تحظرها لوائح الشرطة.

وقال المحامي ستوارت لندن إن بانتاليو قال لهيئة المحلفين العليا، إنه استخدم أسلوباً للسيطرة، ولم يضغط على عنق جارنر. وكان الطبيب الشرعي في نيويورك قال إن وفاة جارنر كانت ناجمة عن الضغط على عنقه وصدره وإن الربو والسمنة ساهما في الوفاة.

ووعد مدعون اتحاديون بمراجعة سريعة للحادث، وهي خطوة أشادت بها السناتور كيرستين جيليبراند من ولاية نيويورك الجمعة.

وقالت لشبكة إم.إس.إن.بي.سي. "الناس غاضبة. هناك أناس في أنحاء نيويورك غاضبون بشدة؛ لأنهم يشعرون كما لو أن العدالة لا تطبق على كثير من أبناء نيويورك وعلى كثير من الأمريكيين".

وأضافت "عندما يكون هناك رجل يرتكب ما يمكن القول بأنها مخالفة بسيطة، فينتهي الأمر بوفاته بسبب استخدام قوة مميتة، فإن لدينا مشكلة".
0
التعليقات (0)

خبر عاجل