ملفات وتقارير

فقدت ابنها الوحيد بالغوطة الشرقية لترزق بثلاثة توائم

يعتبر إنجاب أطفال بصحة جيدة وتربيتهم تحدياً حقيقياً في الغوطة المحاصرة (عربي21)
يعتبر إنجاب أطفال بصحة جيدة وتربيتهم تحدياً حقيقياً في الغوطة المحاصرة (عربي21)

"كل ليمونة ستنجب طفلاً.. ومحال أن ينتهي الليمون".. لم يتحدث الشاعر السوري نزار قباني في هذه القصيدة عن بلده سوريا بل عن فلسطين المحتلة، لكن هذه القصة باتت تنطبق على سوريا أيضاً.

"زفت منذ عام أم محمد بنت غوطة دمشق الشرقية ابنها الوحيد شهيداً"، كما قال أبو عماد أحد أبناء بلدتها، مبيناً أن أم محمد كانت دفعت ولدها إلى جبهات القتال ليحمل السلاح ويرد ظلم النظام عن أهل الغوطة، ولم تبخل به فهي تعلم حجم التضحية المطلوبة من السوريين لاستعادة بلادهم من نظام الأسد، بكت عليه فرحاً فهي تعلم كيف مات ومن أجل ماذا مات، حيث كانت ردة فعلها "تبكي القلب" عند شهادة ابنها.

يبين أبو عماد لـ"عربي21" أنه "اليوم وبعد عام من وفاة ابنها الوحيد ترزق ام محمد بثلاث توائم لتعود البهجة إلى قلبها الذي اعتاد البكاء منذ عام، لتعيش الفرحة من جديد ويعود الأمل إليها في ظل اليأس الذي تعيشه الأمهات السوريات في هذه الأيام، فأم محمد تعلم أن تربية الأطفال في ظل الحصار أمر صعب جداً، ولكن لا بد من الاستمرار في الحياة".

حالة أم محمد تعتبر حادثة غريبة من نوعها في سوريا عموماً وفي الغوطة الشرقية خصوصاً، حيث إن الغوطة الشرقية اليوم تعتبر من أشد المناطق السورية تأثراً بالحصار، ويعيش سكانها مأساة حقيقة بلا غذاء ولا دواء ولا كهرباء، ولكن أبناء الغوطة يصرون على الاستمرار في الحياة وإنجاب الأطفال رغم شدة الظروف والموت الذي يخيم على المكان وعدم وجود مبشرات تلوح في أفق البلاد.

يقول الناشط أبو عماد إن الحصار المفروض على الغوطة اشتد كثيراً في الآونة الأخيرة، والوضع المعيشي في أسوأ حالاته منذ بداية فصل الشتاء.

وتحدث المصدر عن حالات الإنجاب في الغوطة، موضحاً أن حالات الإنجاب كثيرة، ولكن حالة أم محمد نادرة جداً، حيث يوجد حالات تشوه بين الأطفال بسبب انعدام الغذاء والدواء، وتدني مستوى العناية الطبية في ظل انقطاع الكهرباء وقلة المستلزمات الطبية والكوادر المختصة، إضافة لوجود بعض حالات التشوه بسبب الغازات الكيماوية التي تعرضت لها الغوطة عام 2013، وقد أشار المكتب الطبي الموحد في الغوطة الشرقية لوجود مثل هذه الحالات.

وأشار أبو عماد إلى وجود حالات سوء تغذية بين الأطفال بسبب منع النظام دخول الأغذية اللازمة للأطفال والفاكهة إلى الغوطة الشرقية منذ عامين وحتى اليوم، علماً بأن الغوطة فيها الكثير من الأشجار المثمرة التي ماتت نتيجة قلة المياه والعناية مع انعدام وجود المحروقات اللازمة لسقايتها، إضافة لتناقص شديد في الثروة الحيوانية، مما يؤشر إلى أيام صعبة قادمة على الغوطة في حال استمر الحصار على حاله.
التعليقات (0)