سياسة دولية

أنباء عن لقاءات سرية بين الرئيس الموريتاني والمعارضة

موريتانيا تشهد حراكاً سياسياً نشطاً - (أرشيفية)
موريتانيا تشهد حراكاً سياسياً نشطاً - (أرشيفية)
كشف مصدر خاص لـ"عربي21" عن لقاء سري جرى بين الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز مع عدد من قادة أحزاب المعارضة، بهدف تمهيد الطريق لجولة جديدة من الحوار السياسي، وقال المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه أن  اللقاء تم  قبل ثلاثة أيام، مشيرا في  في حديثه لـ"عربي21" إن من بين الشخصيات التي التقى ولد عبد العزيز رئيس حزب التحالف الشعبي التقدمي مسعود ولد بلخير، وأضاف المصدر أن الرئيس طلب فعلا من قادة الأحزاب السياسية ممن التقى بهم التوسط لإقناع المعارضة المقاطعة للانتخابات ضرورة الجلوس مجددا على طاولة الحوار، للتباحث بشأن كل نقاط الخلاف.

وقد دعا الرئيس الموريتاني في كلمة مكتوبة وجهها عبر التلفزيون الرسمي فرقاء الأزمة السياسية للحوار، واختار "ولد عبد العزيز" للمرة الأولى أن تكون دعوته مكتوبة، في خطاب رسمي عبر التلفزيون الحكومي من مدينة شنقيط التاريخية شمال البلاد، وهو ما فهم على أنه تلبية لرغبة بعض الأطراف الداخلية بالبلاد، وقال مخاطبا قادة المعارضة:"لقد أعلنا في خطاب التنصيب للمأمورية الجديدة انفتاحنا الدائم للحوار، مع جميع مكونات الطيف السياسي الوطني، اقتناعا منا بأهمية مشاركة الجميع في عملية البناء الوطني، وأجدد في هذه المناسبة العظيمة استعدادنا التام لحوار شامل يهدف إلى تحقيق المصلحة العليا للوطن".

وكان "ولد عبد العزيز" أبلغ زعيم المعارضة الحسن ولد محمد ورفاقه في المؤسسة، استعداده لبحث كافة الأمور مع أحزاب المعارضة، بما فيها التي قاطعت الانتخابات الماضية، أو التي شاركت فيها، لكنه أبدى امتعاضه من عدم تجاوب منتدى المعارضة مع الرسائل التي توجهه الحكومة، في هذا الخصوص وتمسك المعارضين بشروط وصفها ب"التعجيزية".

ووصف القيادي المعارض سيدي ولد محمد عبد الله دعوة الرئيس الموريتاني للحوار مع المعارضة بانها "ليست جديدة"، وقال ولد محمد عبد الله في تصريح لـ"عربي21" إن هذه الدعوة لا تختلف كثيرا عن سابقاتها، معتبرا أن غياب أي إجراءات عملية للحوار يجعل مثل هذه الدعوات عدمية الفائدة، ولا يرجى منها حل حقيقي للأزمة السياسية التي تعصف بالبلاد منذ سنوات، وأضاف:"مع ذلك المعارضة تدرس هذه الدعوة، وستصدر موقفا منها الأيام القادمة، مؤكدا أن على الرئيس ولد عبد العزيز إثبات جديته، ورغبته في الحوار من خلال إجراءات عملية لا مجرد تصريحات وخطابات.

أما القيادي في الأغلبية الحاكمة والناطق الرسمي باسم حزب الحراك الشبابي الداعم للرئيس مصطفى السالك ولد عبد الله فقد أعتبر الدعوة التي وجهها الرئيس للحوار بأنها "واضحة ولا لبس فيها"، وقال "أنها نداء حقيقي من أجل الوطن"، وقال "ولد عبد الله" في تصريح خاص لـ"عربي21" الكرة الآن بيد أحزاب المعارضة، مضيفا على المعارضين تغليب المصلحة العليا للبلد والعودة للحوار من أجل الوطن.

وكانت أحزاب معارضة رئيسية قد قاطعت الانتخابات البرلمانية والرئاسية الماضية وأعلنت عدم اعترافها بتلك الانتخابات وبكل ما ترتب عليها، ووصل الرئيس الموريتاني الحالي محمد ولد عبد العزيز بانقلاب عسكري ،أطاح بأول رئيس مدني منتخب ديمقراطيا بموريتانيا، حيث دخلت البلاد بعد ذلك في أزمة سياسية لا تزال مستمرة رغم دخول ولد عبد العزيز في مأموريته الثانية.
التعليقات (0)