طب وصحة

الطفلة ملك.. إنجاز طبي متقدم في غزة

الطفلة ملك بعد إجرائها العملية في غزة - عربي21
الطفلة ملك بعد إجرائها العملية في غزة - عربي21
حقق فريق طبي فلسطيني في قطاع غزة، إنجازاً طبياً كبيراً، وذلك بمساعدة عائلة فلسطينية في إنجاب طفل سليم من مرض وراثي تعاني منه العائلة وهو (مرض سانفيليبو  Sanfilippo Disease) منذ سنوات ولديها أطفال مصابون بهذا المرض.

واعتبر أستاذ البيولوجيا الجزيئية بالجامعة الإسلامية في غزة الدكتور فضل الشريف أن "هذا النجاح الطبي يعد إنجازاً متقدماً على مستوى العالم العربي، موضحاً أنها "الحالة الأولى التي يتمكن فيها مركز إخصاب فلسطيني وعربي من تحقيق هذا النجاح".

الأنزيمات المحللة في الخلايا

وينجم مرض "سانفيليبو" عن نقص أحد الأنزيمات المحللة في الخلايا، وهذا الإنزيم  المسؤول عن تخلص الخلايا من بعض المواد التي من المفترض ألا تتراكم في الجسم، وخصوصاً في الخلايا العصبية.

وتتمثل الأعراض الخطيرة لهذا المرض في التدهور بالقدرات العقلية للمريض، ويصاحب هذا المرض الخطير العديد من المشاكل الصحية منها، صعوبة النطق، التي تصل لحد البكم في بعض الحالات، وسيولة في اللعاب، ومشاكل سمعية، والتهابات بالجهاز التنفسي، وإقعاد تام في بعض الحالات، ويقصر عمر الشخص المصاب به، وفي بعض الحالات لا يتعدى سن العشرين عاماً.

ضعف الإمكانيات والحصار الشديد

وقال الشريف في حديثه لـ"عربي21": "إن قطاع غزة رغم ضعف الإمكانيات والحصار الشديد، وكثرة المعوقات التي يعيشها، إلا أن هناك العزيمة والقدرة على تحقيق الإنجازات التي تعد بالنسبة لنا كبيرة، مقارنة بالدول المتقدمة التي تتوفر لديها كل الإمكانيات والتمويل اللازم، التي استطاعت تحقيق مثل هذا النجاح منذ سنوات".

وانتقد الشريف الحكومات الفلسطينية التي لا تعمل على تخصيص ميزانية خاصة للبحث العلمي، معتبراً أنها أحد أهم المعوقات، التي يضاف إليها الحصار الذي نحياه، مضيفاً: "هناك الكثير من المواد التي يحتاجها البحث العلمي ويمنع دخولها من الاحتلال، أو على الأقل يتأخر وصولها أشهراً عديدة كي نتمكن من إجراء الفحص الطبي اللازم".

ورأى أستاذ البيولوجيا الجزيئية أنه من "المهم أن يكون لدى الباحث هدف واضح"، مؤكداً أنه "رغم المعوقات والحصار إذا وجدت الإرادة يتحقق الإنجاز، وهذا ما تم إثباته في حالة مركز بنون.

الطفرة المسؤولة عن المرض

من جانبها أفادت مديرة مختبر الوراثة في مركز بنون للإخصاب وأطفال الأنابيب أماني عزارة أن "كثيراً من المشاكل واجهت العائلة المصابة، نتحفظ على ذكر اسم العائلة بناء على طلبها، حتى تمكنت بعد العديد من السنوات من تحديد نوع  الطفرة المسؤولة عن المرض، الذي يصيب أطفالها في مستشفى المقاصد بالقدس المحتلة.

وقالت "إن دورها العملي بدأ منذ لحظه استلام نتيجة تشخيص الطفرة الوراثية"،  موضحة أن "الإجراءات العملية بدأت بالتحضير لإجراء عملية أطفال الأنابيب، وهو إخصاب مجهري خارج الرحم للزوجين، وفي اليوم الثالث حقن البويضات، ونجاح عملية الإخصاب، تم أخذ خلية واحدة من كل جنين مكون من أجل الكشف عن الجين المسؤول عن المرض".

وتابعت المختصة في الوراثة "قمت باستخراج المادة الوراثية لكل خلية (DNA) ومن ثم الكشف عن الجين المسؤول عن المرض، وبعد التأكد من النتائج واختيار الأجنة السليمة تم إرجاع عدد 4 أجنة سليمة لرحم الأم".

وتنوه عزارة إلى أن "الحل الطبي لمثل تلك الحالات التي تعاني من مرض سانفيليبو، هو اللجوء لعملية أطفال أنابيب وتطبيق تقنية تشخيص الأجنة وراثياً قبل إرجاعها للرحم (PGD).

حلم سنوات طويلة

وعبرت عن سعادتها الغامرة لتمكنها من تحقيق حلم سنوات طويلة قضتها في البحث العلمي، ليرى جهدها النور بولادة أول طفلة سليمة ملك، لعائلة عانت منذ سنوات من مرض أفقدها الشعور بالطمأنينة والراحة.

وناشدت عزارة وزارة الصحة والمؤسسات الراعية للمعاقين، بالعمل على مساعدة تلك الحالات لأن تكاليف العلاج مرتفعة الثمن.

وحول أبرز المعوقات التي تقف عائقاً في معالجة هذه الحالات الطبية، قالت عزارة: "إن أبرز المعوقات هو تأخر المواد اللازمة في إجراء الفحوصات المخبرية اللازمة"، مشيرة إلى وجود حالة في انتظار بعض المواد الخاصة بمختبر الوراثة، التي تستخدم في  إجراء بعض الفحوصات التي تساهم في علاج تلك الحالة منذ ثلاثة أشهر.
التعليقات (2)
ابو معاذ
الثلاثاء، 13-01-2015 10:13 ص
لكل مجتهد نصيب ثم ان الله مع العبد ما دام العبد في حاجة اخيه ... انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون
ايمان
الثلاثاء، 13-01-2015 06:10 ص
والله غزة نفسها انجاز