حول العالم

"الأقزام" في الأردن يسعون لتأسيس جمعية

أثمر زواج شيرين (115 سم) ونادر (90 سم) عن ولادة عبير (121 سم) - عربي21
أثمر زواج شيرين (115 سم) ونادر (90 سم) عن ولادة عبير (121 سم) - عربي21
يسعى لؤي الصمادي (62 عاما) لتأسيس جمعية تعنى بشؤون الأشخاص قصار القامة (الأقزام) في الأردن، بعدما وصل عددهم إلى 300 شخص وفق الإحصاءات الرسمية.

ويبلغ طول الصمادي – الذي يعرف محليا بأبي علي القزم – 130 سم، ويعمل عضوا في بلدية مدينة جرش (شمال المملكة)، ويكرس وقتا كبيرا للدفاع عن "الأقزام" بعد أن لاحقتهم وصمة اجتماعية أثرت على حياتهم في العمل والزواج.

يقول الصمادي لـ"عربي21" إن "عدد قصار القامة في الأردن حسب إحصائيه شبه رسميه هم 186 من الذكور و114 من الإناث، يعانون من هموم ومشاكل كثيره، أبرزها عدم تأمين وظائف وتأمين صحي وضمان اجتماعي وسكن كريم وتعليم مجاني لهم، ولذلك نسعى لتأسيس جمعية وتقديم الوعي والإرشاد لقصار القامة وللمجتمع، وإعادة التأهيل النفسي لهذه الفئة".
 
وينضوي الأشخاص قصار القامة تحت مظلة  قانون المجلس الأعلى لشؤون الأشخاص المعوقين في الأردن. وتنص المادة الرابعة منه على ضرورة توظيف 4% من الأشخاص ذوي الاعاقة في الوزارات والشركات، "إلا أن ذلك لم يفعل إلا مؤخرا" حسب الصمادي، الذي يؤكد أن قصار القامة يتمتعون بكافة الحقوق المقرة للأشخاص المعوقين.
 
وبعد ضغط من الجهات المعنية من أجل حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، أوعز رئيس الوزراء الأردني عبد الله النسور إلى وزارة العمل الأردنية مؤخرا، للتأكد من التزام مؤسسات القطاع الخاص والشركات بالمادة (4) من قانون حقوق الأشخاص المعوقين رقم 31 لسنة 2007 المتعلقة بتشغيل الأشخاص ذوي الإعاقة وفق الشروط الواردة فيها. كما أنه أوعز إلى رئيس ديوان الخدمة المدنية بتطبيق النسبة المئوية البالغة 4% من عدد العاملين فيها المتعلقة بتشغيل الأشخاص ذوي الإعاقة في المؤسسات، شريطة أن تسمح طبيعة العمل في المؤسسة بذلك".
 
ومنحت الحكومة الأردنية قصار القامة إعفاءات جمركية على المركبات بنسبة تصل إلى صفر، ورفعت عنهم الرسوم الجمركية والضريبة العامة على المبيعات، إلى جانب إعفائها من رسوم طوابع الواردات وأي رسوم أخرى.
 
وصنفت منظمة الصحه العالميه قصار القامه بأنهم كل من كان طوله أقل من 131 سم من الذكور و121 سم من الإناث. وهو تصنيف يتحفظ عليه الصمادي لاختلاف المناخ بين الدول العربية والأجنبية، مطالبا برفع المعيار الدولي إلى 135 سم، مبينا أن العديد من قصار القامة في الأردن يبلغ طولهم 135 سم وحرموا من الامتيازات بسبب هذا التصنيف.
  
وتصطدم رغبة أبو علي في تأسيس جمعية خاصة بقصار القامة باشتراط وزارة التنمية الاجتماعية – الجهة المختصة بترخيص الجمعيات بالأردن- وجود حسن سيرة وسلوك لكل قصير قامة يرغب في الانضمام للجمعية.

وبحسب أبي علي، فإن هذا الشرط يصعب على قصار القامة تطبيقه لصعوبة تنقلهم، إلا أن الناطق باسم وزارة التنمية الاجتماعية فواز الرطروط يشدد في حديث لـ"عربي21" على ضرورة تطبيق القانون وتزويد الوزارة بأوراق تثبت حسن سيرة وسلوك كل فرد.
 
وأثمر زواج أشهر قزمين في الأردن، شيرين (115 سم) ونادر (90 سم)، عن ولادة طفلة أسموها عبير (121 سم)، كما تقول الوالدة في حديث لـ"عربي21". وأصبح الزوجان من أشهر الأشخاص في الأردن عندما بثت قنوات فضائية حفل زفافهما قبل عامين.

يقول أبو علي إن زواجهما رسالة بأن لا عائق أمام قصار القامة في الزواج، داعيا طوال القامة لقبول الزواج من قصار القامة، عادّا تجربته الشخصية مثالا، إذ إنه تزوج من امرأة طويلة وأنجب منها ثلاثة أولاد، اثنان منهم طويلان وولد قصير.
 
من المفارقات في حياة أبي علي، أن عائلته كلها من طوال القامة. فوالده يبلغ من الطول 190 سم، بينما تبلغ والدته 180 سم، عازيا حالته إلى القدر. ويقول :"أدركت أن هذا قدري وتجاوزت نظرات المجتمع، بل إن قصر القامة أنقذ حياتي مرتين في حادثي سير، فبسبب قصر قامتي ومشيئة الله تمكنت الخروج من السيارة التي لم تطبق علي".
 
ومنحه قصر قامته فرصة للعب دور في مسرحية "سنو وايت والأقزام السبعة" التي عرضت في ثمانينيات القرن الماضي في الأردن. ولمدة سبع سنوات لعب خلالها دور القزم "عقلان"، لتتحول فيما بعد إلى فيلم من اخراج المخرج الراحل عزمي مصطفى.

يقول أبو علي إن أقصر رجل في الأردن يبلغ طوله 55 سم متر فقط.
 
ولا يبدي أبو علي انزعاجه من مناداته بـ"أبي علي القزم" في المجتمع الذي يعيش فيه، كونه يحظى بتقدير واحترام المواطنين هناك، وقد حصل على ثقتهم في أكثر من دورة انتخابية وفاز بالمقعد البلدي لأكثر من دورة متتالية.
 
الناشط في الدفاع عن حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة رامي زلوم،  يرى أن التمييز الذي يقع على قصار القامة حاله حال التمييز الذي يقع على جميع أنواع الإعاقة، إذ إنه يبدأ بوجود قانون خاص لهم وعدم شمولهم ضمن القوانين العامة. وهنا يبدأ التمييز الفعلي، بعدم توفير أبسط الحقوق لهم، إذ إنه يتم التعامل معهم على أساس إعاقاتهم دون النظر إلى مؤهلاتهم وقدراتهم.

 ويؤكد زلوم في حديثه لـ"عربي21" أنه "قد يحرم القزم من التعليم بسبب عدم توفير بيئة مناسبة داخل المؤسسة التعليمية، كأن تتوفر مقاعد تناسب طولهم أو مصعد خاص بسبب عدم قدرة بعضهم على صعود الدرج، ناهيك عن النظر الدونية والسخرية منهم من قبل المجتمع، وهذا مبني على معتقدات سلبية متوارثه".
 
ويضيف أن "قصر القامة يعتبر إعاقة بسب وجود خلل في ملامح وأجسام هؤلاء الأشخاص مقارنة بملامح أفراد المجتمع الذي يعيشون فيه؛ وهذا يحد من تفاعل الفرد مع مجتمعه وقيامه بوظائف أساسية في حياته اليومية".
 
وتنتشر أغلب حالات قصار القامة بالأردن في بلدة عنجرة التابعة لمدينة عجلون (شمال المملكة) بسبب انتشار ظاهرة زواج الأقارب. ويقدر عدد قصار القامة في البلدة بـ70 حالة، ويتواصل أغلب قصار القامة في الأردن عبر صفحة خاصة على موقع "فيسبوك" تحت اسم "قصار القامة في الأردن (الأقزام)".
التعليقات (1)
Mostapha
السبت، 24-01-2015 02:53 م
سبحن الله خلق ميشء