سياسة عربية

مؤيدون للسيسي يطالبونه بالاستعانة بمخرج "الدولة" لخطبه

الانتقادات كانت للانتقالات والتقطيعات والكوادر والإضاءة من فنيين - يوتيوب
الانتقادات كانت للانتقالات والتقطيعات والكوادر والإضاءة من فنيين - يوتيوب
انتقد عدد من مؤيدي عبد الفتاح السيسي الكلمة المتلفزة التي وجهها إلى الشعب المصري مساء الأحد، وطالب بعضهم بمحاكمة مخرجها ومصورها، نتيجة الأخطاء الفنية التي شابتها، فيما أكد بعضهم أن "تنظيم الدولة" ينجح بتقنيات مشابهة في إخراج مقاطع فيديو أفضل.
 
وشددوا على ضرورة تدريب السيسي على الإلقاء، وضبط مخارج الحروف، وكيفية الحديث إلى الكاميرا.
 
فقد ناشد الممثل المصري الأمريكي سيد بدرية الرئيس المصري بضرورة انتقاء مخرجي أحاديثه وكلماته التي يوجهها للشعب في الأيام القادمة، واصفا إخراج حديثه الأخير بـ"السيئ".
 
وأوضح بدرية -في مقطع فيديو له نشره عبر موقع يوتيوب، وبثه من هوليوود- أن المخرج لم يحسن اختيار "كوادر" الكاميرا خلال الحديث، وكذلك الإضاءة التي وصفها بـ"الرديئة"، مؤكدا أن "تنظيم داعش ينجح بتقنيات مشابهة في تصوير وإخراج مقاطع فيديو أفضل بكثير مما قام به مخرج حديث السيسي".

وفي السياق ذاته، كتب مدير تحرير جريدة "اليوم السابع" دندراوي الهواري مقالا في الجريدة الثلاثاء تحت عنوان: "مطلوب محاكمة مخرج ومصور كلمة الرئيس فى ميدان عام"، قائلا: "الإخراج والتصوير ارتكبا جريمة تستوجب محاكمة الفريق الفني كله لارتكابهم خطايا حقيقية في نقل الكلمة تلفزيونيا بشكل لا يليق بخطاب سياسي رصين".
 
وأضاف: "المخرج وفريقه ارتكبوا أكثر من خطأ، ومن بين خطاياهم أن الإضاءة لم تكن جيدة بالقدر الكافي، وأن التصوير خانه التوفيق كثيرا، فكانت الكاميرات برغم كثرتها، بعيدة عن الرئيس، ولم تركز وتبرز النقاط المهمة التي كان يتطرق إليها".
 
واستطرد: "أما الخطأ الأكبر الذي يتحمله المخرج فإن تقطيع الفقرات كان سيئا، والانتقال من كادر إلى آخر بشكل سريع"، مستشهدا بأن عددا من المخرجين انتقدوا طريقة إخراج الكلمة، وأجمعوا على أن التصوير والمونتاج كانا سيئين جدا، وأن كل الفريق ليس لهم علاقة بالسياسة، وأن خبرتهم معدومة فى نقل هذه الأحداث".
 
كما انتقد وائل عبد الفتاح في جريدة "التحرير" إخراج الكلمة، وقال في مقاله بعنوان: "قبل وبعد وفي أثناء حديث السيسي": "حديث الرئيس إلى الشعب عبر التلفزيون، عبر استعراض مونتاج وتقطيعات، لا تجعل من الحديث خطابا مكتملا يحمل رؤية، لكنه فقرات منفصلة يعلن فيها السيسي بعض ما يتصور أن الإعلام المؤيد له يفشل فى عرضه".
 
وأضاف عبدالفتاح: "هي رغبة حديث مباشر، يغادر فيها مقعده ومكتبه، ويجلس على مقعد ضخم في وسط غرفة رئاسية، لماذا؟ لا تعرف إلا أنها محاولة تقديم صورة لا تصل عبر قنوات الإعلام"، على حد قوله.
 
ومن جهته، قال جمال الجمل في جريدة "المصري اليوم"، بعنوان: "ما وراء حديث الرئيس": "إخراج سيئ، لأنه كسر الشكل الكلاسيكي الرصين لمثل هذه الاحاديث الرسمية، ولم يقدم بديلا ناجحا، وهذا اجتهاد خاطئ، ربما انطلق من الرغبة في تحقيق حالة حميمية مع المشاهد، سعى إليها كثير من رؤساء العالم، وحاول أن ينفذها السادات في لقاءات المصطبة مع همت مصطفى، وفي الصور التي ظهر فيها بملابسه الداخلية على الصفحات القومية، حسب نصيحة خبراء أمريكان، لكن التجربة فاشلة، ويمكن إظهار ذلك للعدول عنه، وتصحيحه في الأحاديث التالية".
 
وأضاف الجمل "طريقة أداء الرئيس، وتكرار معظم مضمون الحديث، تؤكد ضرورة الإسراع بمعالجتها من جانب فريق رئاسي متخصص، يركز في تحديد ستايل، ورسم صورة عامة للرئيس، ويدربه على الإلقاء، وضبط مخارج الحروف، وكيفية الحديث إلى الكاميرا، فالرئيس كان ضابطا عسكريا، وليس نجما سينمائيا تدرب على مثل هذه الأمور".
 
ومن جهته، عاتب الإعلامي أسامة كمال المسؤولين عن إخراج كلمة السيسي، وأكد أنه كان "من المفترض أن يواجه الرئيس الشعب وجها لوجه، وليس جالسا على مقعد بعيد، وأنه لا يصح أن يلمس علم مصر الأرض طبقا للبروتوكول، مطالبا بمراعاة هذه الأمور مستقبلا، حرصا على مظهر رئيس مصر"، حسبما قال.
 
وانتقدت الإعلامية الكويتية، فجر السعيد، النواحي الفنية والتقنية في إخراج حوار السيسي، وقالت عبر حسابها على موقع "فيسبوك": "الإضاءة كانت سيئة، وبرغم القطعات والكوادر حلوة، ولكن ليس هناك علاقه بينهما، وهذا يؤكد أن المخرج ليس له علاقة بالسياسة".
 
وأضافت أن مخرج اللقاء اعتمد التقطيعات، لكن دون أي ربط بينها وبين ما جاء بالحوار.
 
أما عن الموسيقى المرافقة، فقالت السعيد: جيدة من إبداع عمرو مصطفى، ولكنها موسيقى مارش عسكري تستخدم في حالة الحروب، ولا تتناسب مع حوار الرئيس الهادي".
 
واختتمت السعيد قائلة: "الإضاءة خارج المكتب الذي يجلس فيه الرئيس القادمة من الشباك قوية، يعني التصوير تم وقت الظهيرة، وإضاءة الأبليكات على الحائط والأبجورة مضاءة بما يخالف دعوة الرئيس للترشيد".
 
 وكانت الطريقة التي تم بها إخراج حديث السيسي قد أثارت موجة من النقد لدى الإعلاميين الداعمين له مثل عمرو أديب، وأحمد موسى وآخرين، وبخاصة التغيير السريع للكادر، والتركيز على مناطق في جسد السيسي مثل يده، ووضع موسيقى تصويرية.. إلخ.
 
وقال الإعلامي عمرو أديب: "أنا أريد أن أرى خطاب الرئيس مباشرا بدون محسنات بديعية، ومش عايز زوايا غريبة"، مضيفا -خلال تقديمه برنامج "القاهرة اليوم"، على فضائية "اليوم"-: "لانريد تحويل حديث الرئيس إلى عمل فني، نريد أن نسمع الرئيس أكثر من كلوز على يد طالعة يمين أو شمال".
 
وكان الإعلامي إبراهيم عيسى، هاجم أيضا ظهور السيسي، في أثناء حديثه للشعب جالسا، وهو ما لم يفضله عيسي، مطالبا السيسي بضرورة الوقوف.
 
إلى ذلك، رأى ناصر عبد الحميد في جريدة "التحرير" أن التسريبات كانت أحد أسباب كلمة السيسي، موضحا أن دول الخليج احتلت جزءا مهما من حديث السيسي، قائلا: "يبدو أن ذلك كان تأثرا بما خرج لبعض التسريبات التي بثتها قنوات صادرة من تركيا منسوبة للرئيس، ولمدير مكتبه اللواء عباس كامل،".
 
واستطرد عبد الحميد: "في السياق ذاته، ودون تصريح، تحدث السيسي عن فبركة تلك التسريبات دون أن يذكرها، عندما قال إنني تحدثت ألف ساعة، ويمكنك بتقنيات حديثة أن تفعل بها ما تريد، ولكنني لم أسئ لأحد، ولا لدولة ولا لكيان، في رد صريح على اعتبار ما خرج من تسريبات إهانة لدول الخليج"، على حد تعبيره.
 
يُذكر أن صحيفة "التحرير" كشفت في عددها الصادر الثلاثاء عن أن رجل الأعمال محمد الأمين مالك فضائية "سي بي سي" أدى دورا بارزا في دعم فكرة خروج برنامج "حديث الرئيس" بهذه الصورة، وأنه لجأ في ذلك إلى وكالة إعلانية شهيرة ومتخصصة في دي إنتاج الحملات الدعائية منذ أكثر من 15 عاما.
 
وأوضحت الصحيفة أن محمد السعدي، مخرج الإعلانات الشهير، هو من قام بإخراج "حديث الرئيس"، وسبق أن نفذ الحملة الانتخابية التلفزيونية للحزب الوطني المنحل في انتخابات البرلمان عام 2005، وكان وقتها هو من صك مصطلح "الحزب الوطني في مصلحتك".
 
 كما أنه نفذ الحملة الدعائية التلفزيونية للحزب الوطني ذاته في انتخابات الشورى عام 2007، وهي آخر انتخابات أجريت للمجلس في عصر مبارك.
التعليقات (0)