ملفات وتقارير

ما الأساس الذي يعتمده الناخب الإسرائيلي ليختار مرشحه؟

الانتخابات الإسرائيلية دائما ما كانت تذهب إلى المرشحين من خلفية عسكرية - أرشيفية
الانتخابات الإسرائيلية دائما ما كانت تذهب إلى المرشحين من خلفية عسكرية - أرشيفية
يتوجه نحو ستة ملايين إسرائيلي، الثلاثاء، نحو صناديق الاقتراع للتصويت في انتخابات الكنيست، في ظروف ليست عادية للمنطقة المحيطة بالكيان الذي أنشأ قبل 67 عاما على حساب الفلسطينيين وأرضهم، إضافة إلى أحوال اقتصادية عالمية متقلبة أثرت على اقتصاده، فضلا عن ركود سياسي إسرائيلي – فلسطيني، وهدوء شعبي في الضفة الغربية.

هذه الأجواء الداخلية والخارجية انعكست على توجهات الناخب الإسرائيلي الذي اهتم في الشأن الاقتصادي/ الاجتماعي بالدرجة الأولى، حيث يظهر استطلاع أجراه "كميل فوكس" أن 53% من المقترعين يضعون في سلم أولوياتهم الشأن الاقتصادي.

يقول أستاذ العلوم السياسية بجامعة النجاح في نابلس إن الأزمة الاقتصادية بدأت تؤثر على الإسرائيليين في نهاية عام 2011 وبداية 2012، حيث ارتفعت الأسعار بشكل غير مسبوق، وقلت الواردات، "ما أثر على المواطن العادي".

ويشير قاسم في حديثه لـ"عربي21" إلى المظاهرات التي حصلت في الداخل الإسرائيلي لأول مرة ضد السياسات الاقتصادية في عام 2011، مؤكدا أن العامل الاقتصادي هو الحاسم والفيصل في قرار أغلب الناخبين اليوم، كما حدث في انتخابات 2013.

ويوضح تقرير لمركز الزيتونة للدراسات، أنه على الرغم من أن الاقتصاد الإسرائيلي حافظ على معدل نموه في عام 2013 بنسبة 3.3%، إلا أن تداعيات الحرب على قطاع غزة في عام 2014، التي عرفت بـ"الجرف الصامد" داخل الأوساط الإسرائيلية، قد تؤدي إلى حالة ركود جديدة.

ووجهت لرئيس الحكومة الحالي، بنيامين نتنياهو، انتقادات عديدة تجاه سياساته الاقتصادية، وهو الأمر الذي يراهن عليه خصومه في الانتخابات التي من المقرر أن تجري الثلاثاء.

اهتمام بالأمن وتراجع للشأن الديني

جاء الشأن الأمني في المركز الثاني في قائمة استطلاع "فوكس"، حيث وجد أن 24% من المستطلعة آراؤهم يولون هذا الموضوع أولوية.

ويرى قاسم أن الكيان الذي قام بالدرجة الأولى على الاستعمار العسكري، اختلف شأنه اليوم، وأصبح أكثر استقرارا، لكن الجانب الأمني بقي مهما وأساسيا، ولو تقدم عليه الجانب الاقتصادي في الفترة الأخيرة.

ولفت قاسم إلى أن حصة الأسد في الانتخابات دائما ما كانت تذهب إلى المرشحين الذين كانوا يأتون من خلفية عسكرية.

وبرز في الانتخابات الأخيرة لجوء العديد من الأحزاب إلى الدفع بجنرالات سابقة للفوز بأصوات شريحة واسعة من الإسرائيليين.

ويلي سلة الاهتمامات لدى الناخب الإسرائيلي العنصر الديني، "ولو أنه فقد زخمه عن الأول"، بحسب حديث قاسم لـ"عربي21"، ويؤكد أنه ما زال للمتدينين الإسرائيليين ثقل.

ويشير استطلاع "فوكس" إلى أن 9% من الناخبين يولون علاقة الدين بالدولة في أولوياتهم، الأمر الذي يشير إلى التراجع الأيدولوجي لدى الإسرائيليين.

ويلي الشأن الديني شخصية رئيس الحزب، التي تستطيع الاستحواذ على أصوات العديد من غير المؤدلجين في الشارع الإسرائيلي.

ويوضح رئيس مركز الزيتونة، محسن صالح، في حديثه لـ"عربي21" أن الرموز لها دلالات وقوة، وأن أغلب التيارات لديها كتل تصويتية ثابتة صلبة ولا تتزحزح من 10 إلى 15 مقعدا، إلا أن دور الزعيم الرمز يأتي ليترجم البرنامج بشكل مرضٍ ومقنع، ويثير الآمال والتطلعات، ويعطي الأمل لدى الناس، الأمر الذي يرفع أسهم الحزب لدى العامة، مثل شخصية شارون في كاديما".

غياب الحديث عن التسوية

وكان من أبرز ما يميز الحملات الانتخابية هو عدم توجها وتطرقها للصراع العربي الإسرائيلي، وتراجعها إلى مستويات متأخرة جدا في سلم أولويات الناخب الإسرائيلي".

ووجد "فوكس" في استطلاعه أن 9% فقط يولون اهتمامهم للعملية السلمية، ويعقب قاسم على هذه النسبة بأن الشارع الإسرائيلي لم يعد يهتم بالعرب، "لأنهم لم يعودوا مؤثرين على حياتهم اليومية".

ويبدو أن الوضع الإقليمي الحالي وانشغال العرب بالخلافات الداخلية، إضافة إلى الانقسام الداخلي الفلسطيني همّش قضية الحل السياسي بين العرب والإسرائيليين.

ويظهر هذا الأمر في كلام رئيس الأركان الإسرائيلي السابق، بيني غانتس، الذي نقله عن أمير أورن في صحيفة "هآرتس" في عام 2013، حيث قال إن "الوضع في الشرق الأوسط يوفر لإسرائيل فرصة استراتيجية".

وتابع بأنه على الخلاف لما كان عليه الوضع قبل عشر سنوات، قبل الغزو الأمريكي للعراق، وقبل الإطاحة بأنظمة عربية، وقبل الأزمات العربية، فإنه لا يوجد أي دولة يمكن أن تهدد إسرائيل اليوم، على حد قوله. 

ويوضح غانتس أن مصر "ليست مستقرة، وكذلك سوريا، في حين أن الأردن، التي لم تشكل تهديدا منذ البداية، تعيش صراعات" داخلية.

*نتائج استطلاع "فوكس" أخذت من دراسة لمركز الزيتونة للدراسات
التعليقات (1)
rthhtr
الثلاثاء، 17-03-2015 08:36 ص
hyhrh