علوم وتكنولوجيا

شبه الإنسان القديم "ليتل فوت" يعود إلى 3.67 مليون سنة

صورة نشرها المعهد الوطني للدراسات الأثرية بفرنسا لبقايا متحجرة لنوع من أشباه البشر - أ ف ب
صورة نشرها المعهد الوطني للدراسات الأثرية بفرنسا لبقايا متحجرة لنوع من أشباه البشر - أ ف ب
توصل فريق من العلماء إلى أن البقايا المتحجرة لنوع من أشباه البشر يطلق عليه اسم "أوسترالوبيثكس"، أو القرد الجنوبي، المكتشفة في جنوب إفريقيا قبل عشرين عاما، تعود إلى 3.67 مليون سنة.

وقال لوران بروكسل الباحث في المعهد الوطني للدارسات الأثرية في فرنسا: "عاش هذا النوع قبل 3.67 مليون سنة، أي قبل نوع هوموهابيليس (الإنسان الماهر) الذي تطور منه أسلافنا، والذي ظهر قبل 2.5 مليون سنة".

وأضاف في حديث لوكالة فرانس برس: "هذا الاكتشاف يضع جنوب إفريقيا على خارطة المناطق التي شهدت تطور البشر" إذ إن العلماء كانوا يعتقدون من قبل بأن البشر ظهروا وتطوروا في الشرق الإفريقي حصرا، ثم انتشروا في سائر مناطق إفريقيا والعالم.

وأوضح الباحث أن تقديرات عمر هذا الكائن الذي يطلق عليه اسم "ليتل فوت" دقيق مع هامش خطأ لا يزيد على 160 ألف سنة من أصل 3.67 مليون.

وقد استخدم العلماء للتوصل إلى تحديد عمره تقنية التأريخ بواسطة النظائر الكونية التي تسببها الأشعة الكونية التي تضرب الأرض.

ونشرت نتائج هذه الدراسة في مجلة "نيشتر" العلمية البريطانية.

ومنذ اكتشاف المتحجرات العائدة إلى "ليتل فوت" (القدم الصغيرة) في العام 1997 في كهف شمال غرب جوهانسبورغ، عكف العلماء على محاولة تحديد عمرها.

وكان عالم المتحجرات رونالد كلارك وفريقه، قد عثروا في العام 1994 على الهيكل العظمي لهذا الكائن وهو شبه مكتمل، في حفرة عمقها 25 مترا، ويرجح العلماء أن صاحب هذا الهيكل العظمي سقط في الحفرة فقضى جراء ذلك.

وتوصل رونالد كلارك إلى أن عمر "ليتل فوت" يعود إلى 3.3 مليون سنة، مستندا على عمليات تحليل أولية.

ثم في العام 2003، افترض عالم الجيولوجيا داريل غرانغر، أن عمره يعود إلى أربعة ملايين عام، مستخدما تقنية النظائر الكونية، لكن تلك التقديرات كانت مع هامش خطأ كبير يصل إلى مليون عام.

بعد ذلك بأعوام ثلاثة، أثارت دراسة بريطانية الاضطراب في الأوساط العلمية، إذ إنها توصلت إلى أن عمر "ليتل فوت" لا يزيد على 2.2 مليون سنة، وذلك استنادا إلى تحليل الرسوبيات المحيطة بالهيكل العظمي.

غير أن ذلك لم يقنع رونالد كلارك، فطللب في العام 2006 من لوران بروكسل، تحليل تسلسل الطبقات الرسوبية المحيطة بالعظام المتحجرة.

وبالفعل، تبين أن الطبقات التي تعود إلى 2.2 مليون عاما التصقت بالعظام بعد موت صاحب الهيكل بحقبات طويلة، إذ إن المغارة شهدت انهيارات وغرقت بالمياه بعد ذلك.

وبذلك، تبين أن الهيكل العظمي يعود إلى حقبة قبل 2.2 مليون عام، وبدأت الدراسات من جديد.

وباعتماد التقنيات المحدثة لتحديد العمر من خلال النظائر الكونية، توصل العلماء إلى أن "ليتل فوت" يعود إلى 3.67 مليون سنة.

وجاء في بيان صادر عن جامعة "ويتواترساند" في جوهانسبورغ، حيث يعمل رونالد كلارك وفريقه البحثي، أن "هذه النتائج مذهلة".

وأضاف البيان أنه من أصل 11 عينة جمعت في العقد الأخير، تبين أن تسعة منها تقع على المنحنى نفسه، ما يجعل النتيجة المتوصل إليها صلبة.
التعليقات (0)

خبر عاجل