ملفات وتقارير

شعارات السيسي.. ليس كل ما يلمع ذهبا

معارضون للسيسي: نظام المخلوع مبارك أول من استخدام شعار "تحيا مصر" - أرشيفية
معارضون للسيسي: نظام المخلوع مبارك أول من استخدام شعار "تحيا مصر" - أرشيفية
توارت في الميادين المصرية؛ شعارات ثورة 25 يناير (عيش، حرية، عدالة اجتماعية) ليحل محلها شعارا "تحيا مصر"، و"مجابهة الإرهاب"، اللذان رفعهما المشير عبدالفتاح السيسي بهدف الترويج لدعاوى تحقيق الرفاهية للمصريين من ناحية، وإعادة الأمن والاستقرار من ناحية أخرى.

الشعاران وما تحقق منهما على أرض الواقع؛ ما زالا يثيران جدلا بين مؤيدين ومعارضين، فالفريق الأول يرى فيهما ضرورة تتطلبها المرحلة الحالية، بينما يؤكد الفريق الآخر أن شعارات السيسي تمثل وسيلة مبتذلة للترويج لنظام فاشي، ينطبق عليها المثل القائل: "ليس كل ما يلمع ذهبا".

شعارات مبتذلة

يقول نائب رئيس حزب الوسط، حاتم عزام، إن شعار "تحيا مصر" تم توظيفه في غير محله، "فأصبح مبتذلاً، ولم يتحقق منه شيء على أرض الواقع".

وأضاف لـ"عربي21" أن "مصر ستحيا عندما تكون حرة ديمقراطية، وتسع كل أبنائها، وتكون إرادة المصريين هي التي تحكم، وليس قوة السلاح المملوك للجيش"، مشيرا إلى أن "هذا الشعار تم توظيفه للدفاع عن المفسدين، ورفعه رموز نظام المخلوع حسني مبارك، وعلى رأسهم رجل الأعمال الهارب حسين سالم".

وتابع: "بعد نحو عامين من الانقلاب على الشرعية؛ تدهورت الأوضاع اقتصاديا واجتماعيا. وشعارات السيسي وخطاباته العاطفية متناقضة؛ فهو يمارس التضليل وتغييب الوعي".

وحول شعار "الحرب على الإرهاب"؛ قال عزام إنه بدأ على شكل احتمالات في خطابات السيسي، "ولا ندري كيف تنبأ به، حتى أصبح واقعا في عهده"، مؤكدا أن "ما يجلب الإرهاب؛ هو سلطة القتل والقمع، وغياب العدالة والقصاص".

وزاد: "يستخدم السيسي شعار محاربة الإرهاب بهدف التقرب لبعض الدول الغربية؛ ليستمد منها شرعيته، ويحصل على الأموال والمساعدات العسكرية".

صناعة "الإرهاب"

بدوره؛ وصف المتحدث باسم حزب الأصالة أحمد أبو زيد، الشعارات التي يروّج لها النظام بأنها "كاذبة، ويقصد بها دغدغة مشاعر الناس".

وقال لـ"عربي21" إن مثل هذه الشعارات تستخدمها الأنظمة الفاشية للتغطية عن مفاسدها وفشلها، "وتحت شعار تحيا مصر يسود القمع والفقر، ويموت المصريون كل يوم، ويتم التفريط في ثروة مصر من الغاز، وفي حصة المصريين من مياه النيل".

واتهم نظام السيسي بصناعة الإرهاب، والترويج له من خلال خلق حالة فزع ورعب، بهدف تسويغ بقائه، مستهجنا في الوقت ذاته تقديم السيسي نفسه للغرب على أنه سيحميهم من الإسلام، وقال: "السيسي يروّج لنفسه على أنه محارب للإسلام، وليس للإرهاب، حيث اتهم المسلمين جميعا بأنهم خطر على العالم".

من جهته؛ قال الخبير الاقتصادي، نقيب الصحفيين الأسبق ممدوح الولي، إن السيسي لم يكن لديه برنامج سياسي أو اقتصادي عندما ترشح لانتخابات الرئاسة، ولذلك انتهج نظام الشعارات الرنانة".

الشعارات لا تؤكل

وأضاف الولي لـ"عربي21" أن "الناس لا تأكل شعارات، ولا أرقاما، ولا مؤشرات، وكل ما يعنيهم انخفاض الأسعار، وتقليل الأجور، وتوفير حياة كريمة"، مؤكدا أنه "لا يمكن استغلال مشاعر الشعوب إلى الأبد، فهناك احتياجات ملحة لا يمكن السكوت عنها".

ووصف الأرقام التي تتحدث عن نمو الاقتصاد المصري بـ"المزورة"، وقال إن هذه الأرقام تعيدنا إلى سياسة رجال مبارك الاقتصادية التي أفقرت الناس، وأغنتهم بالشعارات فقط.

وأشار الولي إلى أن "وجود قطاعات اقتصادية خاملة، كالبناء والتشييد"، محذرا في الوقت نفسه من انهيار قطاع الصناعات الغذائية "بسبب الأوضاع المتأزمة في اليمن وليبيا وسوريا والعراق، وهي بلدان تعد أسواقا رئيسة لها".

أما رئيس حزب الكرامة محمد سامي، فذهب إلى أن شعار "تحيا مصر" رُفع "اختزالاً لظرف عارض تمر به مصر؛ للوقوف في وجه من يريد إسقاطها، وكان مطلوبا في حينها".
    
وأضاف لـ"عربي21" أن "المواطن المصري البسيط؛ لديه شعور بأن القائم على أمره يسير على الطريق الصحيح، وأنه ليس فاسدا، ولا يستعين بفاسدين"، على حد قوله.

إلا أن سامي انتقد النهج الذي سلكته الدولة في محاربة ما يسمى بـ"الإرهاب" في سيناء، مشددا على أن "الحديث عن القضاء على الإرهاب بسيناء في غضون أسبوع أو شهر لم يتحقق منذ إطلاقه، وثبت للجميع أن الحل الأمني لا بد أن يواكبه حزمة من الإجراءات الاقتصادية والتنموية".

مصر محكومة بالرصاص

في المقابل؛ علّق منسق حركة "قوميون وناصريون ضد المؤامرة" سيد أمين، على شعار "تحيا مصر" بالقول إن "مصر لم تحيَ، فمنذ استخدام هذا الشعار فقدت شعاع الأمل المتمثل في ثورة 25 يناير، وهي الآن محكومة بالرصاص، ومسجونة، ومرهونة لسياسات النظام الخاطئة".

وأضاف لـ"عربي21": "السيسي ينفذ عكس ما يرفعه من شعارات؛ فالإنسان المصري لم يشعر بأي تحسن أو رفاهية، وازدادت أوضاعه الاقتصادية سوءا".

واستنكر تحول خطاب "ربيع العدالة والمساواة" إلى الحديث عن مواجهة الإرهاب، مؤكدا أن "هذا التحول أو الانحراف؛ تم فقط عقب ما أسميه بثغرة 30 يوليو المدفوعة الثمن مقدما".

وقال أمين إن الإرهاب هو صنيعة الأنظمة الاستبدادية لتبرير وجودها وقمعها المعارضين، مضيفا أنه "يستفيد من الإرهاب من يصنعه ويروج لوجوده؛ ليفرض أوضاعا غير قانونية ولا دستورية".
التعليقات (0)