قضايا وآراء

يعاقبون تركيا الإسلامية على مواقفها الشريفة

رضا حمودة
1300x600
1300x600
تدفع تركيا كل يوم ثمنا لمواقفها الشجاعة المؤيدة لثورات الربيع العربي ضد طواغيت العرب، فضلا عن الانتصار لقضايا الأمة الإسلامية التي هي جزء لا يتجزأ منها، بعدما انسلخت عنها وعن محيطها العربي والإسلامي قسرا لثمانية عقود من التغريب على يد مُلهم العلمانية التركية وصنمهم الأكبر (مصطفى كمال أتاتورك).

اجتمع جمعٌ غفير القاسم المشترك بينهم جميعا هو كراهية الإسلام من نخب حزبية مسيحية وشخصيات علمانية مصرية حاقدة ضمن وفد مصري رسمي من 55 شخصية على رأسهم بابا الكنيسة الأرثوذكسية(تواضروس الثاني) ليشهدوا الاحتفالات الرسمية بمرور 100 عام على ما يسمى "جرائم إبادة الأرمن على يد الإمبراطورية العثمانية" التي تقام في العاصمة الأرمينية "يريفان" في الفترة من 20 حتى 26 إبريل الجاري، فيما يعد أكبر مشاركة مصرية، وهو ما يؤكد دلالة المشاركة ضمن مخطط الإساءة إلى الإسلام في شكل الخلافة العثمانية الإسلامية بهدف تشويه مصطلح الخلافة كرمزية ومظلة جامعة للمسلمين كافة، ويكفي أن نعرف أن مصر الرسمية وقفت جنباً إلى جنب مع إسرائيل فضلاً عن سوريا ولبنان والإمارات ضمن وفود الرقص على مذبحة الأرمن تماهياً مع الغرب الصهيوني.

تطاول الوفد الصهيوني على الإسلام والقرآن الكريم دون أن يعلق أحد من الوفود العربية، حيث زعم "يسرائيل شاروني" المؤرخ الاسرائيلي وعضو معهد دراسات الهولوكوست في القدس في كلمته أمام مؤتمر إبادة الأرمن إن "الدين الإسلامي لا يقبل الآخر بثقافته وحريته الدينية والعرقية والثقافية أيضا"، مشيرا إلى أن هناك نصوصاً بالقرآن تحرض على القتل، واستشهد بالآيتين 14 و15 من سورة التوبة، في إهانة واضحة لنصوص القرآن المقدسة، وتناسى هذا الإرهابي جرائم الإبادة الجماعية التي ترتكبها عصاباتهم الصهيونية باسم الدين ليس بحق الأراضي الفلسطينية فحسب، بل بحق كل الشعوب العربية والإسلامية.

لا نحتاج إلى التأكيد على أن تلك الحملة الممنهجة ليست من أجل الإنسانية المعذبة!، أو تباكياً على ضحايا الأرمن المساكين!، بقدر ما هي ذريعة للنيل من الإسلام ومقدساته، ونكاية في تركيا، وتنفيس عن مرارات، وتصفية حسابات مع أردوغان وحزب العدالة والتنمية(بخلفيته الإسلامية) والذي مازال يلقن دولة 3 يوليه العسكرية دروساً في الأخلاق والثبات على المبدأ، برفض كل محاولات التهدئة والتقريب بين الطرفين والاعتراف بثورية ما يسمى 30 يونيه، وما تلاها من انقلاب على شرعية الشعب المصري.

الأمر الذي أثار ومازال يثير حفيظة أبانا الذي في الكنيسة وصاحبه الجنرال الحاكم مع مؤسساته ودولته العميقة من صحف واعلام تسابقوا على تغطية حدث مئوية إبادة الأرمن، من بينها الأهرام والأخبار ووكالة أنباء الشرق الأوسط والجمهورية والمصري اليوم والوطن والوفد وفيتو والبوابة وقنوات التحرير وأون تي في وأوربيت والسي بي سي والفراعين والفضائية المصرية الرسمية، ولنا أن نعرف أن الوفد المصري يُعد ثاني أكبر وفد شعبي بعد الوفد الفرنسي حسبما أكّد الدكتور "أرمن مظلوميان" عضو لجنة إحياء إبادة الأرمن نقلاً عن وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية الرسمية لندرك دلالة المؤامرة.

ولأن الاعلام كعادته يقلب الحقائق ويشوه التاريخ لصالح المُموّل الذي يعمل لحساب الديكتاتور ومن وراءه، فقد اقتفي الإعلام المصري أثر الإعلام الغربي الصهيوني في تزييف حقيقة مذابح الأرمن بهدف ابتزاز تركيا(العثمانية) وتشويه سيرة ومسيرة آخر معاقل الخلاقة الإسلامية التي لطالما يتفاخر أردوغان وحكومته وحزبه دائماً بالإنتماء إليها، لتصبح ورقة ضغط رخيصة بأيدي الغرب الصهيوني وعملاءه في العالم العربي ممن لا يريدون لأي حزب على خلفية إسلامية أن يبقى على قيد الحياة السياسية.

وبنظرة سريعة على وثائق الأرشيف العثماني الذي بدأت الإدارة العامة للأرشيف التركي المتعلق بأحداث 1915 بين تركيا وأرمينيا باتاحته للعلن في 22 إبريل الجاري عبر موقع تويتر، بعد سلسلة من الدعوات التي وجهتها تركيا لأرمينيا لفتح الأرشيف، الذي كشف أن الأقلية الأرمينية التي كانت تعيش في كنف الدولة العثمانية خانت أهم مبدأ من مبادئ المواطنة ولعبت دور الطابور الخامس المتآمر علي الدولة التركية لصالح أعداءها.

والأنكى أن وزارة الداخلية التركية قد ذكرت في إحدى رسائل الأرشيف العثماني بتاريخ 7 مارس/ آذار 1915 أن 30 ألف مسلم من ولايتي قارس وأرداهان شرقي تركيا قُتِلوا على يد المتمردين الأرمن، كما حذرت الرسالة من أن جنوداً أرمن في الجيش العثماني يرفضون القتال ضد العدو، ويتعمدون أن يذهبوا أسرى لدى العدو ليسربوا له المعلومات، وتتحدث الوثيقة عن تدمير 28 قرية مسلمة ومقتل أكثر من 2000 قروي مسلم في عام1920 من قبل المتمردين الأرمن.

تركيا الإسلامية التي يكرهها هؤلاء هي التاريخ والجغرافيا والعمق الإقليمي الحامي والضامن لأمن واستقرار منطقتنا العربية والاسلامية بعيداً عن أي خلافات أو مناكفات سياسية أخرى يتم توظيفها لخدمة أطماع قوى غربية صهيونية تتعارض مصالحها تماماً ومصالحنا فضلاً عن أمننا القومي المصري خاصة والعربي عامة، ذلك أنه ينبغي علينا أن ندرك تماماً أن التحالف مع تركيا الحرة القوية هو الذي سيرجح كفتنا في موازين القوى العسكرية والسياسية والإقتصادية في أي مواجهة حتمية مستقبلاً بيننا وبين عدو لدود يقتلنا يومياً ويغتصب أراضينا(إسرائيل الصهيونية)، وخصم عنيد يتمدد في فراغنا السنّي وينتظر الفرصة لإبتلاعنا متمثلاً في(إيران الشيعية)..هذا على افتراض أن من يديروا أمورنا من أولي النهى والرشاد!.
التعليقات (2)
ايمان شديد
الأحد، 26-04-2015 10:05 م
تحدثت عن اسرائيل وايران ولم تتحدث عن الكنيسه وكلابها وهي والله اشدعليناوالدعداوه
ايمان شديد
الأحد، 26-04-2015 10:05 م
تحدثت عن اسرائيل وايران ولم تتحدث عن الكنيسه وكلابها وهي والله اشدعليناوالدعداوه