كتاب عربي 21

"سيناء تسأل" و"السيسي يجيب"

سيف الدين عبد الفتاح
1300x600
1300x600
أيها المتحدث عني بأني ((تلك البقعة الغالية من أرض مصر .. بوابتها الشرقية .. وحائط الصد وخط الدفاع الأول عن أمنها القومي.. أرض الأنبياء المباركة .. التي تمثل ذكرى تحريرها رمزاً لنضال شعب مصر الأبي.. وأيقونة لإيمانه وإصراره .. ووحدة نسيجه الوطني .. بمسلميه ومسيحييه.. الذين جادوا بأرواحهم.. واختلطت دماؤهم لتروي تراب الوطن .. في معركة مقدسة ظلت نموذجاً يدرس في العلوم العسكرية)). هل أنا حقا هكذا عندك؟ هل لا زلت حقا خط الدفاع الأول عن أمن مصر القومي؟ أعن أمن مصر وسيناء حقا أم عن أمن إسرائيل (الجار لا العدو)؟ 

ألستَ القائل ((إن كل الإجراءات الأمنية التي تتخذها الدولة تأتي للتأكيد على سيادتنا في سيناء التي هي جزء من مصر، ... لن نسمح أن تكون سيناء قاعدة لتهديد أمن جيرانها أو منطقة خلفية لهجمات ضد إسرائيل))؟

هل أنت القائل في عيد تحريري ((إن الدولة المصرية تضع تنمية سيناء نصب أعينها من خلال خطة شاملة تستجيب لاحتياجات مواطنيها في كافة المجالات، حيث تصب العديد من المشروعات القومية لصالح جهود التنمية في سيناء.. سواء من خلال التنمية العمرانية عبر إقامة مدينتي رفح الجديدة والإسماعيلية الجديدة التي ستقام شرق القناة.. أو على الصعيد الاقتصادي من خلال مشروع قناة السويس الجديدة .. وما يرتبط به من مشروعات لتنمية منطقة قناة السويس .. بالإضافة لشبكة الطرق القومية.. ومشروعات التنمية فى مجالات التعدين والزراعة وتنمية الثروة السمكية.. وتستهدف هذه الجهود ضمن أولوياتها توفير فرص العمل وتشغيل الشباب .. وتوظيف طاقاتهم الإبداعية والفكرية والعلمية لتعمير هذا الجزء العزيز من أرض مصر))؟؟

عن أي مواطنين تتحدث، وعن أي شباب وطاقات إبداعية وفكرية وعلمية وقد قتلت منهم المئات وشردت الآلاف؟ عن أي تعمير وتنمية تتكلم والخراب والتدمير هو رسالتك الوحيدة إلينا؟ تتحدث عن رفح جديدة؟ فأين القديمة؟ تتحدث عن مشروعاتك الوهمية وأنا أرى بأم عيني مشروعك الدموي كل يوم وكل لحظة؟ هل تتصور أنك تمشي بكل أمانة على ما سبق أن حذرت أنت منه ضباطك، من حصار وتهجير وتفجير وتكسير وتقتيل؟

ألستَ القائل بعظمة لسانك: 
((أنت مش متصور وانت ظابط جيش انه بمنتهى البساطة يعني أجي على رفح والشيخ زويد أروح محاصرها ومطلع السكان اللي منها واروح مفجر المباني اللي موجودة فيها.. مشكله يعني اننا نعمل كده مش هنقتل حد ولا حاجه .. رفح والشيخ زويد اعمل حصار خرج السكان الـ100 بيت دول يتكسروا ممكن نعمل كده.. حد ضرب نار، طلع قدام النار دي مِيت نار، مات اتنين تلاته أبرياء))؟ 

هل تتحدث عن "أبرياء"؟ هل ترى اليوم في أرضي أبرياء أم جعلت من (المواطنين والشباب والنساء والأطفال..) كلهم إرهابا وأكبر تهديد للأمن القومي؟ أيها المتكلم عني كما تشاء هل تعرف ماذا تزرع اليوم وماذا ستجني غدا؟ أنت بنفسك قلت لضباطك:
((انت في الآخر بتشكل عدو ضدك وضد بلدك؛ لأن بقا في تار بينك وبينه)). 

ماذا تغير حتى تُغير علينا بحملاتك وطائراتك؟!، وتجعل التدمير خيارا لقواتك بعد أن كنت تلوح بالتعمير، وتقيم المناطق العازلة لمصلحة عدو صهيوني وتكون أداة تنفيذ لمشروع أمريكي صهيوني قديم؟!، ما الذى استجد حتى تجد في تنفيذ سياسة حذرت منها..هل لديك من رد على كل آلامي وأسئلتي؟!
ما بالك تلقى علينا قراراتك بمد حال الطوارئ وحظر التجوال ؟! كيف ترانا ياهذا سقط متاع، أو أننا لا نستحق أن نمارس معاشنا في حياة آمنة مأمونة؟!، انقلبت فانقلبت رؤيتك وأفعالك، أيمكن أن تتحدث بالشيء والنقيض؟!، أهدرت سيناء وأهلها، مصالحها وعمرانها، قدرها ومقدّراتها، سيناء لن تغفر لك أشجارا قطعت، وبيوتا هدمت، وبشرا استخففت بأرواحهم وقتلت، إن الشجر والحجر والبشر لأي أرض الفيروز يشهدون الخلق أنك قد غدرت بهم، وقلت ثم نقضت كلامك بفعل مريب.. سألناك فهل من مجيب؟!.

إذن، كيف تشكل الأمن عندي أنا سيناء وأهلي الذين وصفتهم من قبل بأنهم أهلك وناسك؟
((إحنا بنشكل أمن بالتواجد مش بالقتال .. ما هي دبابة واحده ورشاش واحد قادر يعملك حاجات كتير، بس دول في الآخر أهلك وناسك)). 

وماذا سيحدث لو استعملت المعالجة الأمنية في سيناء؟ وهل المعالجة الأمنية ضد الأمن القومي على المدى الطويل؟.

((ولازم نستدعي حالة انفصال الجنوب في السودان بدأت في السودان من خمسين سنة بدأت إيه من خمسين سنه وكانت المعالجه ايه؟ أمنية أمنية فقط.. مفيش فيها حسابات رفيعة، والضغط بتاع الرأي العام كان حاكم، وكان اللي بيقود المعالجة بيتأثر بيه وبيتجاوب معاه حتى لو كان دا ضد مصلحة الأمن القومي على المدى الطويل النتيجه إيه؟)).

أجبني إلى أين تذهب بي وبمصر كلها حين تصر على إنزال الجيش وضرب الشعب به؟

((الجيش لو نزل الشارع يبقى قول على مصر تلاتين أربعين سنة))!!

لقد قلتها من قبل ولعلك صدقت: ((اللي ما يرضيش ربنا احنا معاه وبندعمه)) لم تكن زلة لسان، ولا كانت كل أقوالك.. لكنك انقلبت وقلبت كل الحقائق وكل القواعد، هل كذبت حين كنت تتكلم عني من قبل؟ أم انقلبت وصرت تكذب اليوم بعدما صدقت؟.

أيها المتكلم عني أنت لا تتكلم عني بل عن جارك الجديد وصديقك الحميم. إن السلام لهم والعداوة والحرب علي أنا سيناء مصر، ألست القائل في عيد تحريري: ((إن مصر حققت سلام المنتصرين .. سلام اختارته وجنحت له باختيار حر.. وإرادة واعية .. وستظل مصر حريصة على السلام وملتزمة به.. تحميه بقوات مسلحة قادرة .. وتبذل أقصى الجهد من أجل تحقيق سلام شامل وعادل ..)).. أنت تتحدث عن إسرائيل وأمنها وسلامها.. 

لقد قلت ((إن يوم تحرير سيناء سيظل بإذن الله يوم عيد لكل المصريين .. تخليداً لذكرى الانتصار .. والسلام القائم على الحق والعدل..))، ولقد كان ذلك فيما قبلك، أما اليوم فقد جعلته يوم تدمير سيناء.. فلا تتكلم من بعد عني، ولا باسمي، لأنك بكل معنى الكلمة أعلنت الحرب والعداوة عليّ، وتعمل على فصلي عن أصلي: مصرالوطن الذى أنا منه وله، تسأل سيناء تحاصره بسؤالها تذكره بكلامه.. ولكن السيسى لا يجيب!!
التعليقات (2)
Tarek
الخميس، 30-04-2015 03:42 ص
بارك الله فيك استاذنا صاحب الضمير الحى
عمر بن عبده
الثلاثاء، 28-04-2015 11:19 م
بهذه النصيحة رفعت الجرم عن مرتكبى ومباشرى تلك الكبائر وهم جيش مصر حين حصرت الذم على سوءة مصر، هلا قلت : - إن فرعون وهامان وجنودهما -