قضايا وآراء

مسلم فيس.. المستقبل وفرص النجاح

أحمد قاعود
1300x600
1300x600
خلال أيام سينطلق موقع التواصل الاجتماعي مسلم فيس، وهو منصة تقوم وفق أسس إسلامية ومشابه إلى حد بعيد موقع التواصل الأشهر فيسبوك، مع بعض الإضافات.

يتميز الموقع، الذي حظيت بفرصة استخدامه تجريبا، ذو اللون الأزرق "اللبني" بكونه محافظا، يسعى لإقامة مجتمع إسلامي من الشرق للغرب ومن الشمال للجنوب. فالموقع الوليد، الذي أسسه اثنان من رجال الأعمال المسلمين الشباب وهم شعيب فدائي وروح الأمين شعيب، استحدث عدة مميزات بخلاف مواقع التواصل الاجتماعي الأخرى، أهمها إضافة ميزة "المحرم" أو قائمة المحارم التي يمكن أن يضيف المستخدم عن طريقها، أصدقاء من غير جنسه، فلا يمكن للرجل إضافة امرأة أخرى إلا اذا كانت من محارمه، ولا يمكن للفتاة كذلك أن تضيف إلا من هم ضمن محارمها.

هذه الميزة التي قد يراها البعض تشددا، والتي لا تسمح بأن يكون المجتمع الافتراضي أكثر رحابة، من خلال السماح للرجال بإضافة النساء في قوائم الأصدقاء والتواصل معهم، قد يكون بديلا لأولئك الذين يرون في مواقع التواصل شرا، ساهم في تفكيك العلاقات الأسرية وساعد على الخيانة والعلاقات غير المشروعة.

يضيف الموقع أيضا، خاصية البحث عن الزواج بالنسبة للرجل والمرأة عن طريق البحث في النطاق الخاص بذلك عبر الشبكة، حيث يقوم المستخدم بطلب الزواج، وعندما يتلقى الطرف الراغب في الزواج الاستجابة المبدأية من الشريك المتوقع، يتم الحديث أولا عن طريق المحرم، ثم يسمح للطرفان بالالتقاء في مجموعة مغلقة، وحتى يتم التعارف وترتيب أمور الزواج.

تعد هذه الميزة الإضافية، بمثابة حل مبدأي ومساعد لقضايا اجتماعية مثل تأخر الزواج وعدم القدرة على الوصول للشريك المناسب، حتى ولو كانت جديدة وتختصر فكرة مواقع الزواج المتخصصة في هذا الغرض، أو شركات الزواج التي يتحرج الكثيرون من الذهاب إليها، ستساعد هذه الميزة أيضا، رغم عدم التأكد من فعاليتها، في حل مشكلة الكثيرين ومساعدتهم على إيجاد شريك الحياة، واختصار خطوات قد تكون ثقيلة على الأفراد لاتخاذها بسبب تقاليد أو أعراف اجتماعية قد تجعل الشخص يهدر الكثير من الفرص أو يتخلى تماما عن الفكرة.

يسمح الموقع أيضا بميزة منبه مواقيت الصلاة، إذ بعد ضبط المنبه يقوم بإظهار رسالة في موعد كل صلاة، ينبه المستخدم فيها بالفرض اليومي، بالإضافة إلى نشر اقتباسات قرآنية وتفاسير لها.

كافة المزايا الموجودة في فيس بوك توجد أيضا في مسلم فيس، فبإمكان المستخدم إنشاء الصفحات الشخصية أو صفحات للمؤسسات والهيئات، وأيضا نشر التدوينات والصور والفيديو، وغيرها من المميزات مثل الراديو والمنتديات.

ويبقي التساؤل الذى يطرحه الكثير من المراقبين وعلى رأسهم المتخصصين في وسائل التواصل الاجتماعي، ما هو مستقبل المنصة الجديدة الخاصة بالمسلمين؟ وهل ستحقق الهدف المرجو منها وتنمو وتنتشر في العالم الإسلامي، وتأخذ حصة كبيرة من المواقع الأخرى الشهيرة؟.

تقول الدراسات أن عدد مستخدمي فيس بوك تجاوز 1.3 مليار مستخدم في كافة أنحاء العالم، ويتجاوز عدد مستخدميه في منطقة الشرق الأوسط وحدها 70 مليونا، وتقول الإحصائيات أن عدد المسلمين في العالم تجاوز 1.6 مليار، مع عدم وجود تقديرات رسمية حول أهلية هؤلاء السكان لاستخدام الإنترنت وقدرتهم جميعا على استخدام مواقع التواصل الاجتماعي.

وبصورة عامة فانه يمكن القول أن مسلم فيس بما يمثله من فكرة جديدة تقوم على استخدام التواصل الاجتماعي على أساس الدين، فإنها قد تجد رواجا كبيرا في أوساط المسلمين خاصة وأن الموقع يوفر بيئة تحميهم من المحتوى المنافي للعادات والتقاليد الإسلامية وعلى رأسها الإباحية والعنف، ويمثل فرصة كبيرة للتعارف بين المجتمعات المسلمة التي تنتهج نفس القيم والعادات.

لذلك فإن التوقع بنمو المنصة له ما يبرره خاصة وأن فكرة الدين نفسه، واذا كانت غير موجودة في مواقع أخرى مثل فيس بوك وغيرها، فإنها ليست بذات أهمية في عدم نمو الشبكة الوليدة أو كونها سببا في تقليل حظوظها في النمو. فمعظم الصداقات على هذه المواقع تبني على أساس من الواقع وغالبا ما يكون الأصدقاء في الواقع من نفس دين المستخدم فغالبية المسلمون على فيس بوك مثلا يكون أكثر أصدقائهم من المسلمين، وبهذا فإن إنشاء الموقع على أساس الدين ربما قد يكون سببا في جلب مزيد من المستخدمين، بدلا من العمل على هجره، حتى وان اختلفنا حول هذه الفكرة.

وبطبيعة المرحلة فانه بعد نحو 11 عاما من عصر التواصل الاجتماعي الذى قاده فيس بوك فانه يمكن القول أن الشبكات المفتوحة للجميع، يمكن أن تواجه بموجة من الشبكات المتخصصة التي قد تنشأ خصيصا لمجتمعات معينة، قد تكون على أساس الدين كمواقع خاصة بالمسيحيين أو اليهود أو غيرهم، أو المهنة كمواقع خاصة بالآباء أو المدرسين أو الباحثين أو المبرمجين، أو على أساس الفكرة كالطعام أو السياحة وغيرها.
1
التعليقات (1)
سارة مبروك
السبت، 06-06-2015 04:21 ص
حلو انشاء الله يطبقوه