حول العالم

الحدائق المعلقة تنتشر في عاصمة كوريا الجنوبية (فيديو)

حديقة معلقة فوق أحد أبنية سول - أ ف ب
حديقة معلقة فوق أحد أبنية سول - أ ف ب
بات الاعتناء بالحدائق المعلقة هواية رائجة في العاصمة الكورية الجنوبية سول. ففي هذه المدينة التي أصبحت المساحات فيها نادرة، لم يعد أمام السكان غير الأسطح لممارسة نشاط يعود عليهم بالفوائد والمنظر الحسن.

وبفضل الدعم المالي للبلدية، فقد باتت مبان كانت باهتة في السابق تقدم واحات خضراء على سطحها وتفوح منها في الربيع روائح الزهور التي تطغى لفترة وجيزة على روائح انبعاثات العوادم.

افتتح مشروع "غاردن فايف" في العام 2009. وهو يمتد على مساحة توازي ثلاثة ملاعب لكرة القدم، ولكنه مقام على أسطح أربعة مبان من عشرة طوابق، ليكون بذلك أحد أكبر الأسطح الخضراء في آسيا.

أما مجموعة "إنتر-أم كورب" التي تصنع مواد سمعية ويقع مقرها في عمارة رمادية اللون تمتد على سبعة طوابق، فهي قررت من جهتها أن تغير سطحها قبل بضع سنوات. ومولت البلدية نصف ميزانية المشروع البالغة 110 ملايين ون (88 ألف يورو).

وتمتد الحديقة على 450 مترا مربعا، وأنجزت في نهاية العام 2013.

وقال باي سونغ-سانف الناطق باسم المجموعة، إن الموظفين يلجأون إلى هذه الحديقة للتنفيس عن الضغوطات، كما أن المدراء يصطحبون الزبائن إليها لإثارة إعجابهم. لكن مساعدة البلدية لا تخلو من الشروط، إذ إنه ينبغي أن يتم الاعتناء بالحدائق وفق الأصول وأن يسمح للعامة بالدخول إليها بعد خمس سنوات من فتحها. وفي حال لم تحترم هذه الشروط، فإنه يجوز للبلدية أن تطالب باسترداد الأموال المقدمة.

ومنذ إطلاق هذا البرنامج في العام 2002، أنفقت السلطات المحلية أكثر من 60 مليار ون (48 مليون يورو) لتشجير أسطح أكثر من 650 مبنى في العاصمة الكورية الجنوبية.

وقال بانغ سونغ-ويون المسؤول عن برنامج "الأسطح الخضراء" في البلدية: "نحن بحاجة إلى المزيد من المساحات الخضراء. لكن ليس لدينا الموارد المالية الكافية لشراء الأراضي اللازمة لإنشاء حدائق عامة".

وأضاف: "في حال تم استحداث الحدائق على الأسطح، فإن الحاجة لا تدعو إلى شراء أراض". ويعيش في سول حوالي 20% من سكان البلاد البالغ عددهم الإجمالي 50 مليونا.

وسول مدينة حديثة ونشطة تتمتع بكثافة سكانية أعلى بمرتين من نيويورك وبثماني مرات من روما. وقد دمر الجزء الأكبر من العاصمة الكورية الجنوبية في حرب 1950- 1953، وتم إعمارها في فترة التصنيع المتسارع الوتيرة، فكانت النتيجة مجمعات من المباني السكنية والمكتبية المتشابهة التي تفتقر إلى حس ابتكاري. لكن خلال السنوات العشر أو الخمس عشرة الأخيرة، فقد بذلت جهود لضخ الحياة في التصاميم المعمارية ومراعاة البيئة.

ويتباهى بانغ سونغ-ويون بالمنافع الاقتصادية والبيئية للسطوح الخضراء التي تمتص الحرارة وتقوم مقام عازل حرارة في الوقت عينه. وتنخفض بالتالي مصاريف الطاقة لتدفئة القاعات في البرد القارس وتكييف الهواء في الحر الشديد.

و هان مو-يونغ، هو أستاذ يحاضر في الهندسة المدنية والبيئية في جامعة سول الوطنية وهو من كبار مؤيدي هذا المشروع.

وأنشأ مو-يونغ حديقة تمتد على 840 مترا مربعا على سطح أحد مباني الحرم الجامعي كلفت 200 مليون ون (198 ألف يورو) مولها من موارده الخاصة، بالإضافة إلى دعم من البلدية وشركات. وتضم الحديقة ست خلايا نحل ويعتني بها موظفو الجامعة وسكان المنطقة وجمعية تساعد المعوقين.

وقال الأستاذ الجامعي: "ننظم حفلات هنا ونحضر الأطباق التقليدية ونتفرج على النحل والفراشات، كما لو أننا كنا فعلا في الطبيعة". وتعتزم سلطات سول تحويل طريق سريع مهجور إلى متنزه مساحته 800 متر يضم حوالي 254 نوعا من الزهور ومشاتل أشجار توفر البذور للأسطح الخضراء الأخرى في المدينة.

التعليقات (0)
الأكثر قراءة اليوم

خبر عاجل