ملفات وتقارير

محللون: تجاهل أوباما للعبادي رسالة ازدراء للنظام العراقي

أوباما أعطى ظهره لرئيس الوزراء العراقي والأخير ظل جالسا على أمل الحديث - عربي21
أوباما أعطى ظهره لرئيس الوزراء العراقي والأخير ظل جالسا على أمل الحديث - عربي21
رغم أن الادارة الأمريكية أنكرت ما أشيع مؤخراً في وسائل الاعلام العالمية حول اللقطات التلفزيونية التي ظهر فيها الرئيس الأمريكي باراك أوباما متجاهلا رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي خلال قمة "مجموعة الدول السبع الكبرى" التي عقدت في ألمانيا، فإن الكثير من المراقبين عاودوا التأكيد على أن ما حدث يمثل "ازدراء للمسؤول العراقي ونظامه".

وكان رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي قد ظهر خلال قمة "مجموعة الدول السبع الكبرى" التي عقدت في ألمانيا مؤخراً وهو يحاول استجداء العطف واستمالة الرئيس الأمريكي أوباما والحديث معه، إلا أن الأخير بدا منشغلاً مع المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستين لاغارد ورئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزي، في اللحظة التي اقترب فيها العبادي وجلس إلى يسار أوباما الذي أدار ظهره للعبادي.

وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إيرنست، إن أولئك الذين رأوا في المشهد سلوكاً متعالياً من جانب الرئيس الأمريكي يعانون من "نقص في الثقة يرجع إلى أيام المدرسة"، مؤكدا أن أوباما والعبادي تحدثا بالقدر الكافي خلال القمة. 

ورآى الكثير من المحللين أن تصرف أوباما يدل على تجاهل للعبادي، فيما قال البعض إن أوباما ربما كان غاضباً من رئيس الوزراء العراقي في أعقاب حديثه –أي أوباما- في المؤتمر عن أهمية المشاركة الفعلية والحقيقية للمكون السني والأكراد في العملية السياسية بالعراق. 

وقال الخبير والباحث السياسي العراقي مكي النزال لـ"عربي21" إن "السيادة العراقية انتهت في التاسع من نيسان/ أبريل 2003، وحلت بدلاً عنها سيادة الولايات المتحدة وتساعدها إيران – ذراع أمريكا في العراق – فلا سيادة لبلد تحت الاحتلال". 

وأضاف النزال أن "تجاهل أوباما المهين لرئيس وزراء هو الذي قام بتنصيبه على العراق يمثل رسالة للجميع مفادها: (إنكم – أيها العراقيون وكل المعنيين بالشأن العراقي – لا شيء ومجرد بيادق نحركها متى شئنا ونهملها، أو حتى نكسرها – متى رأينا ذلك يصب في مصلحتنا)". 

ويتابع الباحث السياسي العراقي قائلاً: "لا ننسى أن من كان يرافق العبادي هو أحد أهم ممثلي السنّة في العملية السياسية، وهذا يؤكد أن كل مجريات السياسة في العراق مجرد مسرحية تغطي على فاعل أمريكي هو الوحيد المؤثر على الأرض".

ويرى النزال أن "إهانة أوباما للعبادي هي رسالة انتخابية للداخل الأمريكي أيضا، فأوباما الذي خسر الكثير من شعبيته لأسباب أحدها العراق، يبين لشعبه أنه ذلك الرئيس المتغطرس"، معتبرا أن أوباما وفريق عمله يعرفون أن "الأمريكان يحبون الرئيس المتغطرس على غيرهم لأن الشعب الأمريكي عموما له نزعة متغطرسة"، على حد تعبيره.

ويقول النزال: "لقد كان التجاهل واضحا ولا مجال فيه للإنكار"، وهو الأمر ذاته الذي يؤكده المحلل الاستراتيجي في القضايا العراقية حارث الأزدي الذي قال إنه "يمكن قراءة هذا التجاهل والإهمال من زوايا متعددة، فهو تصرف مقصود وإن نفته الإدارة الأمريكية أو حاول العبادي وحكومته وأبواقه تبريره". 

وقال الأزدي في حديث خاص لــ"عربي21" إن التجاهل الأمريكي للعبادي يؤكد أن "هؤلاء ليسوا في مركز القوي بل التابع الذليل، وقد بدا ذلك بخطواته المتعثرة ليجلس بقرب سيده ثم محاولة سلمان الجميلي حثه للاقتراب، وقد اقترب وقد أظهر الفيديو إصرار أوباما على التجاهل وإعطاء ظهره لهما زيادة في التنكيل". 

أما الأمر الثاني الذي يشير له الأزدي فهو أن "الحادثة أثبتت جهلاً مطبقا بالبروتوكولات الدبلوماسية المتبعة في لقاءات كهذه، فهي ليست جلسة تعارف يتحرك فيها من يحضر بأي اتجاه يراه"، كما أن الأزدي يؤكد أيضاً أن الفيديو أظهر جهلاً كبيراً في تلافي الإحراج ما يدل على انعدام البديهية القيادية لدى من قام بهذا الخطأ الجسيم، على حد تعبيره.
التعليقات (0)

خبر عاجل