سياسة عربية

"سوريا مصغرة" في الخيم الرمضانية بإسطنبول (فيديو)

عراضة شامية تتغنى بالحرية وبسوريا الثورة ـ عربي 21
عراضة شامية تتغنى بالحرية وبسوريا الثورة ـ عربي 21
عمد السوريون في العديد من البلدان العربية والأجنبية التي لجأوا إليها، إلى نقل تقاليد المجتمع السوري وتراثه الثقافي؛ ليلازمهم في رحلة لجوؤهم، وليكونوا خير سفراء لبلدهم في تلك البلدان.

وتعد الخيم الرمضانية والعراضات الشامية؛ من أهم ما نقله اللاجئون السوريون من فلكلور بلادهم إلى مدينة إسطنبول التركية، ولقي إقبالا كبيرا ليس فقط من السوريين والعرب، وإنما من الأتراك أيضا.

يقول أحمد عبد الغني، أحد القائمين على تنظيم الخيم الرمضانية، إن هذه الخيم سعت إلى توفير الأجواء الرمضانية التي اعتاد عليها السوريون، وافتقدوها في بلدان الاغتراب واللجوء.

وأضاف أحمد عبد الغني لـ"عربي21": "نقدم باقة من عروض الرقص الشعبي، والعراضة الشامية والمولوية، ووصلات غنائية من القدود الحلبية والتراث السوري، بالإضافة إلى (حكواتي الشام)، و(مسحر رمضان)، في مزيج جميل فرضه واقع اللجوء، عدا عن تقديم الياسمين الشامي، والتمر الهندي، والقهوة العربية التي تعد من أساسيات الخيم الرمضانية في سوريا".

ووصف هشام عصران، الخيمة الرمضانية بأنها "سوريا مصغرة"، مضيفا أنه يشعر وكأنه يعيش في بلده الأصلي.

وقال عصران، القادم حديثا إلى تركيا من القاهرة، لـ"عربي21" إن "هذه هي المرة الأولى التي أعيش فيها هذه الأجواء الرائعة، وأكثر ما أعجبني هو العراضة الشامية، والمولوية"، متابعا: "السوريون لهم طابع مميز بكل ما يقدمونه".

العراضة الشامية

وتعد "العراضة الشامية" من أهم تقاليد الفلكلور الشعبي السوري، وهي تضم مزيجا من الأهازيج والزجل والشعر، ترافقه إيقاعات من الطبل والمزمار، وتقدمها فرق قد يتجاوز عدد أفرادها أحيانا 10 أشخاص، واشتهرت في الأعراس والاحتفالات بدمشق وريفها بشكل خاص، كما أنها تشتهر في بعض المناطق والأحياء القديمة بحمص وريفها.

وقال رئيس فرقة "سيف الشام" للعراضة الشامية لـ"عربي21": "قدمنا إلى إسطنبول منذ ثمانية أشهر، وشاركنا في العديد من الحفلات والأعراس، بالإضافة إلى الخيمات الرمضانية، التي حازت فيها مشاركتنا الأولى على إعجاب الجميع".

بدوره؛ قال عضو الفرقة أحمد سروجي، الملقب بـ"أبو عبدو الميداني"، إن عمل فرقته هو "تقديم فقرات السيف والترس والمولوية والغناء والرقص الشعبي"، مشيرا إلى أن "سيف الشام هي أول فرقة عراضة دمشقية تقدم عروضا في إسطنبول".

وتابع: "من الأهازيج الشهيرة التي نرددها في حفلاتنا: (زينوا المرجة.. والمرجة لينا)"، مشيرا إلى أن الفرقة "أدخلت أغاني جديدة تلائم الواقع السوري وآهات اللاجئين السوريين، مثل: (دخلك وديني ع الشام.. وخليني بوس ترابا.. تاريخ الدنيا بالشام.. وليكو غافي ع بوابا)".

القدود الحلبية

وعدا عن "العراضات الشامية"، يحرص اللاجئون السوريون ومواطنون أتراك في إسطنبول، على متابعة "القدود الحلبية" التي اشتهر بها الفنان السوري الشهير صباح فخري.

وقال المطرب الحلبي أحمد بدوي المتواجد حاليا بتركيا، إن فرقته تقدم فقرات غنائية وموسيقية من القدود الحلبية الشهيرة، وأخرى من الفلكلور السوري، إضافة إلى عدة فقرات تراثية، "كأول تجربة لفرقتنا في رمضان خارج سوريا، لنسترجع فيها الأيام الخوالي للشام".

وأشار بدوي في حديثه لـ"عربي21" إلى وجود كثير من المطربين السوريين وخريجي المعاهد الموسيقية وغيرهم من الفنانين، الذين انتهى بهم المطاف في دول اللجوء، دون أن يقدم لهم دعم من أية جهة كانت، مما جعلهم يبادرون بإقامة مثل هذه الخيمات الرمضانية، "لنوصل للعالم تراثنا وثقافتنا من خلالها" كما قال.

الرقصة المولوية

ومن الفقرات التراثية التي تقدم في خيم السوريين الرمضانية؛ الرقصة المولوية، وهي رقصة دائرية يلبس مؤديها "تنورة" واسعة، ويدور حول مركز الدائرة (التنورة) لمدة قد تمتد لساعات، وترجع نسبة هذه الرقصة إلى طريقة صوفية تُدعى "المولوية" منتشرة في سوريا وتركيا.

يقول السوري محمد منذر جنيد، الذي يقدم عرض "المولوية" إنه يقوم بتأدية (الميلوي الدرويش) على الطريقة السورية، لا التركية"، مشيرا إلى أنه اكتسبها عن أجداده وعلمها أولاده، ويقدمها منذ 20 سنة.

وقالت الإعلامية السورية رزان أمين، وهي تتابع "المولوية" في إحدى الخيم الرمضانية بإسطنبول، إن "السوريين استطاعوا أن يثبتوا وجودهم وإبداعهم في كل العالم، فالسوري ليس فقط مجرد لاجئ، وإنما هو تاريخ وإبداع وحضارة، كما هي سوريا".

وأضافت لـ"عربي21": "أنا سعيدة جدا لأنني أعيش الأجواء الشامية في رمضان، ويسعدني أكثر أن أرى السوريين سفراء لبلادهم أينما حلوا".

                        
التعليقات (1)
سلام جريان
الأربعاء، 07-07-2021 03:42 م
السلام عليكم عن قريب عرسي ان شاء الله فيني اتواصل معكن