ملفات وتقارير

هيرست: إيران والدكتاتوريون السنة هم أكثر من يجند لداعش

هيرست: أطماع إيران في المنطقة من أسباب ظهور تنظيم الدولة - أرشيفية
هيرست: أطماع إيران في المنطقة من أسباب ظهور تنظيم الدولة - أرشيفية
قال الصحفي والكاتب البريطاني ديفيد هيرست، إن ظهور الإسلام السياسي في المنطقة كاد يصيب تنظيم الدولة والقاعدة معا في مقتل، إلا أن الانقلاب العسكري في مصر أعاد إنعاشها وإعادتها إلى الوجود، بدعم من "دكتاتوريات سنية"، مثل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، فيما كانت إيران تدعم الجماعات الشيعية الموالية لها عبر العالم العربي.

وأشار في مقاله في "هافنغتون بوست" والمنشور على "عربي21"، إلى أن بذور عقيدة التنظيم نبتت في محضن اجتماعي معين جاء إلى الوجود إثر انهيار القيادة السنية وبسبب السياسة التوسعية والانتهازية لإيران، وكذلك بفضل مسلسل متصل لسوء التقدير الأمريكي.

وتابع: "لقد تمكنت داعش من البقاء والاستمرار بعد عام كامل من القصف. نعم، لقد فقدوا بعض ما كانوا يسيطرون عليه من أراض، ولكننا (لم نر إضعافا ذا قيمة لقدراتها وأعداد منتسبيها) كما يقول مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية يحرص على إطفاء شعلة الحماسة التي تتقد بها تصريحات ألين. ويقدر هذا المسؤول أعداد منتسبي داعش ما بين عشرين وثلاثين ألفا، وهو نفس العدد تقريبا الذي كانت تحظى به في أغسطس من العام الماضي حينما بدأ القصف الجوي عليها".

ويتساءل: ما هو شكل النصر إذا كان ثمة نصر فعلا؟ هل هو العراق المقسم بشكل دائم ونهائي إلى ثلاثة أجزاء تحكم إيران قبضتها على واحد منها؟ أم إنه بقاء الأسد مسيطرا في دويلة علوية ساحلية خلفية بينما يقع ما تبقى من سوريا في قبضة المليشيات المحلية؟ وهل فعلا ترغب واشنطن في رؤية دمشق تسقط في أيدي الثوار؟

اقرأ المقال كاملاإيران والدكتاتوريون السنة هم أكثر من يجند لداعش

ولفت هيرست إلى كتاب الباحثين الأردنيين حسن أبو هنية ومحمد أبو رمان الصادر عن دار فريدريك إيبرت شيفتونغ بألمانيا بعنوان "تنظيم الدولة الإسلامية، والأزمة السنية، ونضال الجهاد العالمي"، والذي يسرد من المؤشرات ما لم يوفق آخرون إلى إدراكه أو ما ذهب البعض خطأ إلى التقليل من أهميته. ويرسم الكتاب ملامح العلاقة التكافلية بين أزمة السياسة العربية السنية والانتشار السريع لهذه المجموعة التي بدأت صغيرة جدا حينما انبثقت عن القاعدة.

وقال: "كيف يمكن لمجموعة لا يزيد عدد أتباعها عن ثمانين شخصا مع عائلاتهم كانوا يقيمون في معسكر في هيرات داخل أفغانستان أسسها وأدارها شاب أردني اسمه أحمد فاضل الخلايلة جاء من مدينة الزرقاء، أن ينتهي بها الأمر بعد خمسة عشر عاما وقد سيطرت على مساحة من الأرض تعادل مساحة بريطانيا بأسرها؟ وهي في مستوى آخر أشبه ما تكون بعمل روائي لتشيكوف – سوء تقدير يخفي وراءه سوء تقدير آخر، وهكذا".

وأضاف: "لقد فهم الزرقاوي، ذلك الجهادي الذي اتخذ من العراق مقرا له، شيئا لم يفهمه أسامة بن لادن ذو التوجه العولمي. لقد أدرك الزرقاوي الطبيعة الحقيقية لسياسات الهوية في عالم عربي يمر بمخاض ثوري تحولي على مستوى المنطقة بأسرها، حيث بدأت الدول في الانهيار، وحيث لم يعد زعماؤها يمثلون شعوبهم".

"انطلق الزرقاوي في تحليله من الحقيقة السياسية المركزية التي تفيد بأنه بينما وجد شيعة العراق سندا في إيران لم يكن ثمة سند للسنة فيه، الذين كان حكامهم إما نخبا أفسدتها الرشا أو طغاة مستبدين ولاؤهم ينحصر لعائلاتهم المقربة (الحاكمة)"، بحسب هيرست.

وختم هبرست: "ستجد الأزمة السياسية السنية طريقها إلى الحل فقط حينما يتم ملء الفراغ الحاصل في السياسة من قبل زعماء منتخبين بشكل ديمقراطي وقادرين فعلا على تمثيل الجماهير السنية، وحينما تدرك إيران أن ثمة حدودا جغرافية لأطماعها. إن وجود بديل سياسي للسنة وللشيعة على حد سواء هو شرط أساسي للتصالح والتعايش الذي لا مفر من إجرائه بين مكونات المنطقة. لكن، لا يبدو، على الأقل حتى الآن، أن أحدا في العراق أو في سوريا يحبس أنفاسه ترقبا لحدوث ذلك في الحال".
التعليقات (2)
ابوخالد
الأربعاء، 09-09-2015 04:06 ص
ايران هي المؤسس الحقيقي لداعش بداية من بعض خلايا القاعده التي كانت في ايران والتي لجأت لايران بعد مقتل زعيم القاعده والدليل ان داعش لم تطلق رصاصة واحده باتجاة ايران وهي التي عبثت في العراق وسوريا ودول الخليج بالتفجيرات في المساجد وكانت اهداف ايران اشغال العالم والرأي العام عن انقلاب الحوثيين والسيطره على اليمن
أسمراني
الإثنين، 03-08-2015 09:35 م
قال تعالى : ( قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُم بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا (103)الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا (104) أُولَ?ئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا (105) ذَ?لِكَ جَزَاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُوا وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَرُسُلِي هُزُوًا (106)