اقتصاد عربي

كاتب الاستدعاءات في الأردن.. مهنة رأس مالها قلم

يمارس العديد من الأشخاص بدون ترخيص- عربي21
يمارس العديد من الأشخاص بدون ترخيص- عربي21
طاولة بلاستيكية و قلم جعلت من أبو بلال (52 عاما) كاتب استدعاءات مأجور أمام الدوائر الرسمية الأردنية في العاصمة عمان بالرغم من عدم إجادته للقراءة والكتابة.
 
يمارس أبو بلال المتقاعد من السلك العسكري مهنة كتابة الاستدعاء منذ 15 عاما، ويفترش الطريق أمام دائرة الجوازات والأحوال المدنية في العاصمة حيث يستلم النموذج الذي يريد تعبئته الزبون ويستعين بزملائه لفعل ذلك مقابل مبلغ مالي دينار أردني.
 
يحاول أبو بلال من خلال كتابة الاستدعاءات الحصول على دخل مالي إضافي إلى جانب راتبه "الهزيل" حتى يتمكن من الإنفاق على متطلبات دراسة أبنائه الجامعية، ولمواجهة غلاء المعيشة في عاصمة صنفت من أغلى عواصم الشرق الأوسط و في المرتبة 48 عالميا من حيث غلاء المعيشة حسب مجلة "الايكونمست" الاقتصادية.
 
وعلى الرغم من عدم وجود  تصنيف "لمهنة كاتب استدعاءات" في جدول المهن الأردنية إلا أن هذه المهنة ازدهرت أمام اغلب الدوائر الحكومية التي تحتاج لملء بيانات و طلبات خاصة، إذ يقوم كاتب الاستدعاءات الذي يجلس أمام الدوائر الحكومية بنسخ نماذج عن طلبات تلك الدائرة و تعبئة الطلب للمواطنين والتأكد من كافة الأوراق مقابل مبلغ مالي لا يتجاوز الدينار الواحد.
 
الحكومة تغض الطرف
 
و تغض الحكومة الأردنية الطرف عن تواجد كتاب الاستدعاءات "غير المرخصين" أمام الدوائر الحكومية، ويقول رئيس قسم التراخيص في أمانة عمان الكبرى طارق قهيوي لصحيفة "عربي21"، إن" أغلب كتاب الاستدعاءات غير مرخصين ومنهم من هون حاصل على رخصة كشك لبيع القرطاسية، لكن أمانة عمان تغض الطرف عنهم مراعات للأوضاع الاقتصادية شريطة ألا يتسببوا بمكرهة صحية أو أزمة مرور في أماكن تواجدهم".
 
بينما يؤكد الناطق باسم دائرة الأحوال المدنية والجوازات مالك الخصاونة لصحيفة "عربي21" أن " الدائرة لا ترتبط بكتاب الاستدعاءات ولا علاقة لها بهم، إذ يتواجدون بشكل فردي ولا تشترط الدائرة على المراجع أن يعبئ الطلب  لديهم حيث توفره مجانا لجميع المواطنين".
 
و على النقيض من ذلك يرى أبو علي الذي يعمل كاتبا للعدل أمام دائرة الأحوال أن " الكُتاب هم المساند الأول لموظفي الدوائر الحكومية، ويقدمون خدمة ليست بالبسيطة تساهم في إرشاد المراجعين و تخفيف الضغط عن موظفي الدوائر الحكومية".
 
يقول أبو علي لصحيفة "عربي21" إن " اغلب المراجعين لا يعرفون ما هي الوثائق المطلوبة آو كيفية تعبئة الطلب، حيث يقوم كاتب الاستدعاءات - الذي لا يجبر أحد على مراجعته – بمساعدة المراجع وتجهيز معاملته من جميع النواحي مقابل مبلغ مالي زهيد يدفعه صاحب المصلحة".
 
و حسب أبو علي يبلغ عدد كتاب الاستدعاءات في العاصمة عمان 300 كاتب، منهم "من يحمل موافقة أمنية من وزارة الداخلية الأردنية للعمل أمام الدوائر الحكومية"، مطالبا  الحكومة "بترخيص و تنظيم عمل هذه الشريحة من الناس بعد أن دخل عليها بعض المتطفلين ممن يستغلون الناس مقابل مبالغ مالية كبيرة، الأمر الذي أضر بسمعة كتاب الاستدعاءات".
 
و يجد المواطن موسى السطري في كتاب الاستدعاءات " فائدة للمواطن بسبب معرفتهم بكل الوثائق المطلوبة في الدائرة المعنية، مما يجنب المواطن الأردني عناء المجازفة و العودة مرة أخرى للدائرة في حال لم تكن أوراقه مكتملة".
 
ولا تحكم هذه المهنة أي ضوابط معينة أو شروط، حيث تحتاج فقط إلى طاولة وأقلام وشخص مطلع على طبيعة عمل الدائرة الحكومية  ليجذب بعدها الزبائن.
 
وحول الأرباح المادية لكتاب الاستدعاءات فهي "متفاوتة"  حسب أبو علي "فالبعض يجمع ما يقارب الخمس مائة دولار شهريا" بينما "يجمع آخرون مبالغ مالية أكبر من ذلك بسبب اعتمادهم أيضا على نسخ المعاملات و بيع الطوابع".
 
الغلاء يدفع الأردنيين للبحث عن مصادر دخل جديدة
 
المحلل الاقتصادي حسام عايش يرى في حديث لصحيفة "عربي21" أن "الأردنيين أصبحوا يبتكرون مهنا مختلفة ويلجؤون لأكثر من عمل لمواجهة غلاء المعيشة والتضخم الكبير في الأسعار وبغية الحصول على  المزيد من الدخل لمواجهة الإنفاق الزائد بسبب التنوع في المشهد الاستهلاكي وارتفاع الأسعار وعدم زيادات الدخل ".
 
يقول عايش إن " الأردنيين باتوا يبحثون عن مهن و مصادر دخل جديدة ذات تكلفة قليلة و بدون رأس مال ومعفية من الضرائب، كالمهن المتعلقة بخدمات يقدمها الشخص كإعداد الطعام والشراب آو شرح الدروس عبر الانترنت".

و ويتوقع عايش انقراض مهنة " كاتب الاستدعاءات" بعد التطور التكنولوجي والالكتروني لاستخراج الوثائق".
 
وبين استطلاع أجراه مركز الفينيق للدراسات الاقتصادية والمعلوماتية  أن 85.6% من الأردنيين يتقاضون رواتب تقل عن خمسمائة دينار.
 
 و كشف الاستطلاع أن 37.5% من الأردنيين يحصلون رواتب شهرية تقل عن ثلاثمائة دينار  بينما يحصل 34.4% منهم على رواتب تقل ما بين ثلاثمائة وأربعمائة دينار.
 
وأظهر أن 13.7% يحصلون على رواتب ما بين أربعمائة وخمسمائة دينار في حين بلغت نسبة من يحصلون على رواتب تتراوح بين خمسمائة دينار.
التعليقات (1)
ابو اشرف المشاقبه
الأربعاء، 27-12-2017 07:40 م
انا اعمل كاتب استدعاءات حميعها للمحاكم الصلح والشرعي وعملي يساعد الكثير من الاشخاص الذين لايستطيعو توكيل محامين وارشدهم الى الصح واقوم بكتابه جميع الشكاوي والدعاوي وكتابه الانذارات والوكالات العدليه وابرام العقود بالاضافه الى جميع استدعاءات المحاكم الشرعيه وغيرها وعملنا يسهل الكثير على الدوئر الحكوميه