ملفات وتقارير

تحويل مرضى غزة لمستشفيات الضفة والقدس يفاقم من معاناتهم

وقفة احتجاجية في غزة تضامنا مع المرضى في القطاع (أرشيفية) - الأناضول
وقفة احتجاجية في غزة تضامنا مع المرضى في القطاع (أرشيفية) - الأناضول
تفاقمت معاناة مرضى قطاع غزة بشكل بالغ التعقيد مع استمرار الحصار المفروض عليه، وإغلاق معبر رفح الحدودي، ما حدا بوزارة الصحة الفلسطينية بتحويل المرضى لمستشفيات الضفة الغربية والقدس المحتلة، وهو الأمر الذي يكبد المرضى عناء السفر، إلى جانب صعوبة الإجراءات الإسرائيلية بالسماح لهم بالمرور للعلاج.

من على سريرها في مستشفى "مسلم" التخصصي، في مدينة البيرة في الضفة الغربية المحتلة، كانت فيروز نبيل، (16 عاما)، تنتظر الطبيب بشغف كبير، فهو من يحمل لها البشرى، فيطمئن قلبها على إنقاذ بصرها، أو يجعله يفيض وجعا إن أقر بفشل المحاولة، بعد معاناة وصولها من قطاع غزة إلى الضفة الغربية.

وبحسب الفتاة، فقد عانت كثيرا في رحلة الانتظار والوصول، وقالت لـ"عربي21": "منع والدي من مرافقتي لأسباب أمنية، تذرع بها الاحتلال الإسرائيلي، وقبلها تأجل حصولي على التحويلة العلاجية مرات عدة"، موضحة أن التأخير أثر عليها سلبا، فهي لا تملك إلا الانصياع لموعد التنسيق الذي أتى في ذروة امتحاناتها الدراسية النهائية.

معاناة الطفلة فيروز لم تقف عند حد الوصول لإجراء العملية، بل تجاوزتها إلى الانتظار على قائمة العمليات، حيث أفادت بأنها اضطرت للانتظار مجددا بسبب إجازة الطبيب الذي سيجري لها العملية. 

ولم تقف أيضا معاناة تلك الطفلة الفلسطينية عند بطء إجراءات الاحتلال الإسرائيلي من أجل وصولها للمستشفى "مسلم" في الضفة الغربية المحتلة، ليضاف إلى ذلك بيروقراطية الإجراءات في الجانب الفلسطيني، الخاصة باستخراج تحويلة علاجها.

المنع لمرافقي المرضى

ويتعمد الاحتلال الإسرائيلي منع العديد من المرضى أو مرافقيهم بحجة الخطر الأمني، وتقول السيدة أم إيمان أبو مهرة، من بلدة جباليا شمال قطاع غزة، لـ"عربي21"، إن الاحتلال منع شقيقتها الأصغر من مرافقة والدتها السبعينية بذريعة "الخطر الأمني"، مضيفة: "الاحتلال يمعن في تعذيبنا وإذلالنا".

وقالت إن "رحلة العلاج معاناة كبيرة، وموت بطيء لنا وللمريض"، معبرة عن عدم مقدرتها على تحمل "التكاليف الباهظة" المرافقة للعلاج، وذلك على الرغم من حصولها على تحويلة علاج على نفقة وزارة الصحة.

وأوضحت أن تحويلة العلاج وإن كانت "كاملة التغطية"، فإنها تستثني العلاجات المترتبة على العمليات الجراحية والمبيت، ما يضطرهم لمعايشة ظروف قاسية. 

وتضطر السيدة التي أقامت فترة علاج والدتها -كما قالت- في مدينة نابلس، أن تقطع مسافة ساعتين تقريبا من أجل الوصول إلى المستشفى في رام الله، ما أثّر على صحة والدتها، واضطر الطبيب لتأجيل موعد إجراء العملية الثانية لها.

وبحسب تقرير صادر عن وزارة الصحة الفلسطينية في رام الله، فإنه خلال الربع الأخير من عام 2014 أصدرت دائرة العلاج (4942) تحويلة لمرضى في قطاع غزة، بتكلفة تقديرية قيمتها 8 مليون دولار. 

فيما بلغ عدد التحويلات لمرضى في قطاع غزة (5481) تحويلة، خلال الربع الأول من العام 2015، وقدرت تكلفتها بقرابة 7 مليون دولار، في مؤشر لضبط عمل التحويلات بحسب الوزارة.
التعليقات (0)