سياسة عربية

نجاد البرعي: السيسي بلغ "الولاية" والإخوان سيعودون من جديد

الناشط الحقوقي المصري نجاد البرعي ـ أرشيفية
الناشط الحقوقي المصري نجاد البرعي ـ أرشيفية
وصف الناشط الحقوقي المصري، نجاد البرعي، "استئصال الإخوان من الحياة السياسية في مصر" بأنه "أمر صعب"، مشددا على أن من يعتقد أنه يمكن القضاء على الإخوان "واهم"، وأن "الجماعة ستدخل في مرحلة ضعف تستمر عشر سنوات، ثم تعود للمشهد من جديد".

واتهم البرعي (رئيس الإنقلاب) عبد الفتاح السيسي بأنه يسعى إلى بناء نظام تسلطي في مصر،  بحجة مكافحة الإرهاب.

وأكد أنه إذا وقف السيسي، وقال إنه ضد التعذيب، وإنه سيحاسب من يمارسه، فسيتوقف التعذيب، جاء ذلك في حوار أجراه البرعي مع صحيفة "النبأ" الورقية المصرية، بعددها الصادر هذا الأسبوع.

وحذر الناشط الحقوقي أيضا من أنه إذا استمر الحال على هذا المنوال، فمصر في طريقها لبناء نظام تسلطي بالفعل، من خلال توصيل الرئيس لمقام "الولاية"، التي لا يستطيع عندها أحد انتقاده، ثم يتم صناعة مجموعة من أصحاب المصالح حوله، وبالتالي هناك مساع لبناء نظام تسلطي بحجة مكافحة الإرهاب، على حد قوله.

وشدد على أن "كثيرا من محاكمات الإخوان لا تتمتع بمعايير المحاكمات العادلة، وفيما يتعلق بحقوق الإنسان قال: "نحن نتعرض لأكبر خديعة تاريخية في مصر".

وأضاف: "أوضاع حقوق الإنسان الآن أسوأ مما كانت عليه في عام 2010، خاصة في الأمور المتعلقة بحرية الرأي والتعبير، فضلا عن الانتهاكات في السجون والتعذيب".

وتابع: "دائما المسؤولون يعترفون بهذه التجاوزات، لكنهم يقولون إنهم مضطرون لذلك، ولكن لو وقف "السيسي"، وقال إنه ضد التعذيب، وإنه سيحاسب من يمارسه، فسيتوقف التعذيب".

ورأى أن تحول مصر إلى دولة ديمقراطية، أقرب مما نتصور، وأنه سيتم تقديم منتهكي حقوق الإنسان للمحاكمة، وأنهم سينالون جزاءهم وفق قوله.

واستطرد: "حتى الذين استولوا على حقوق المصريين أيام "مبارك" سيقدمون للمحاكمة، وسيحصل الضحايا على تعويضات، وستتمتع الصحافة بالحرية الكاملة".

واستدرك: "أمام "السيسي" فرصة عليه أن يستغلها لتحويل مصر لدولة ديمقراطية، وذلك عن طريق التخفيف من قبضته على الصحافة، وفتح المجال لمنظمات المجتمع المدني".

ورأى البرعي أن قانون "مكافحة الإرهاب" قانون سيئ جدا، مشيرا إلى أن به الكثير من العبارات الفضفاضة.

وأكد أن أهم شيء في محاربة الإرهاب، حرمانه من الحاضنة الإجتماعية، وجعل الناس لا يقدمون له أي دعم، مضيفا أنه من أجل تحقيق هذا الهدف؛ لابد أن يكون هناك دولة تحقق العدل، وتلبي احتياجات الناس المعيشية والحياتية، وتحترم كرامة الإنسان، وبالتالي فإن احترام حقوق الإنسان، وإقامة دولة القانون، جزء أساسي لمحاربة الإرهاب، حسبما قال.

وعن تقويمه لأوضاع منظمات المجتمع المدني بمصر، وصفها الناشط الحقوقي بأنها "صعبة جدا"، مؤكدا أن هذه المنظمات "مطاردة"، ولا يتم الاستماع إليها من جميع النظم السياسية التي حكمت مصر.

وأضاف أن المشكلات التي تعاني منها هذه المنظمات، ليست مسؤولية "السيسي" وحده، لكنها مسؤولية كل الرؤساء السابقين، وفق رأيه.

وعن الإهمال الطبي داخل السجون، قال نجاد البرعي إن السبب الرئيس عن التكدس الموجود داخل "الزنازين"؛ النيابة العامة التي ترسل المتهمين إلى السجون، في الوقت الذي لا توجد فيه مستشفيات مجهزة للرعاية الصحية.

وأضاف: هناك حلان لهذه المشكلة: إما أن يظل المسجونون يموتون داخل "الزنازين"، أو تمتنع "النيابة العامة" عن إرسال المزيد منهم إلى "الزنازين"، حسب قوله.

واستطرد أن الوضع داخل السجون يمكن أن ينطبق عليه الحديث الشريف الذي يقول: "عذبت امرأة في هرة، سجنتها حتى ماتت، فدخلت فيها النار؛ لا هي أطعمتها، ولا هي سقتها إذ حبستها، ولا تركتها تأكل من خشاش الأرض".

وتابع: "بالتالي: المسؤولون لا يريدون توفير الرعاية الصحية للمساجين، ولا يريدون الإفراج عنهم، والنتيجة هي وفاتهم؛ لأن الإنسان أرخص شيء في هذا البلد، على حد تعبيره.

وأبدى اندهاشه من أن مصر "وقفت على رِجل من أجل وفاة كلب"، حتى تم الحكم على المتهمين بالسجن، بينما المصريون يتعرضون للضرب في الأقسام، "لما يطلع عينهم"، ثم نجد الرئيس يتحدث بعد ذلك عن أن هذه الإجراءات من أجل الوطن".

وعن التعذيب، قال: "لا يوجد تعذيب في السجون، لكن التعذيب يكون في مراكز الاحتجاز والأقسام.

وقال: "قدمنا 400 بلاغ عن حالات تعذيب، والحكومة اعترفت بوجود تعذيب أمام المجلس الدولي لحقوق الإنسان.

واستطرد: أمام الحكومة طريقان: إما تطوير الأمن، وإما تعذيب الناس، فالمواطنون يتعرضون للتعذيب؛ للحصول منهم على اعترافات، بدلا من تطوير الأمن، وبالتالي يتعاملون مع الناس طبقا لقاعدة: "العبد لا يتكلم إلا إذا تألم"، وحتى الآن لم يأت رئيس لمصر يؤمن بأن التعذيب جريمة، وفق رأيه.

واعتبر البرعي أن الهجوم على حزب "النور": "عبط" من قبل بعض المثقفين"، مؤكدا أن "النور" تأسس وفقا للدستور، وأن برنامجه لا يختلف عن برنامج أي حزب من الأحزاب المدنية، وأن شماعة الخوف من وصوله للحكم تدل على العجز، والفشل، وفق قوله.

وأضاف: "حزب النور جزء أساسي من البنية السياسية المصرية.. المهم أن يعلن الانفصال التام عن "الدعوة السلفية"، ولا يجب أن يستخدم شعارات دينية، فضلا عن أنه تخلى عن مطلب تطبيق الشريعة الإسلامية، وسيحصل على 20% من مقاعد مجلس النواب المقبل، كما قال.

عن حكومة "إبراهيم محلب" المقالة، اعتبر البرعي - أخيرا - أن "إبراهيم محلب كان مجرد "سكرتير"، ومنفذا جيدا لما يقوله رئيس الجمهورية، واصفا حكومته بأنها "لم تكن حكومة سياسية، أو صاحبة قرار"، وإنما كان محلب رجل المرحلة، لكنه لم يكن يصلح في حالة وجود برلمان"، على حد قوله.
التعليقات (0)