صحافة دولية

لوموند: ما حصيلة سنة من عمليات التحالف ضد تنظيم الدولة؟

هل أضعفت الضربات قوة تنظيم الدولة؟ أرشيفية
هل أضعفت الضربات قوة تنظيم الدولة؟ أرشيفية
نشرت صحيفة "لوموند" الفرنسية تقريرا عرضت فيه حصيلة عام كامل من العمليات العسكرية للتحالف الدولي ضد تنظيم الدولة في العراق وسوريا، وقيمت أداء القوات العراقية في مواجهة التنظيم، ومدى فعالية الدعم العسكري الأمريكي للفصائل السورية.

وقالت الصحيفة، في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن تنظيم الدولة يمتلك حاليا قوة بشرية تتراوح بين 100 و125 ألف مقاتل، منتشرين بين العراق وسوريا، من بينهم 15 ألف مقاتل أجنبي. ويتواجد أغلب المقاتلين الأجانب على الأراضي السورية، فيما يقدر عدد المقاتلين الفرنسيين بحوالي 800 عنصر، يضطلعون هناك بمهام مختلفة، منها الإدارية والمالية والإعلامية، كما يشرفون على عمليات الاستقطاب والتجنيد.

وذكّرت الصحيفة بأن الولايات المتحدة بدأت حملة عسكرية في 8 آب/ أغسطس 2014 في المنطقة، بطلب من الحكومة العراقية، ليتشكل في أيلول من العام ذاته، تحالف واسع ضد تنظيم الدولة يضم 60 بلدا، من أهمها فرنسا وبريطانيا العظمى وبلجيكا وهولندا وأستراليا والدنمرك وكندا.

وأضافت أن القوات الأمريكية قامت بتوسيع عملياتها في الـ23 من أيلول/ سبتمبر 2014، لتشمل الأراضي السورية. واستهدفت الضربات الأمريكية معاقل تنظيم الدولة وتنظيم "خراسان" المقرب من القاعدة.

وأشارت الصحيفة إلى أن دولا عربية مثل المملكة العربية السعودية والأردن والإمارات وقطر والبحرين، أوقفت مشاركتها في هذا التحالف، وتعللت بانشغالها بالعمليات العسكرية التي يشنها التحالف العربي بقيادة السعودية، ضد الحوثيين في اليمن.

وذكرت الصحيفة أن كندا انضمت إلى الحملة الدولية في شهر نيسان/ أبريل الماضي، وتلتها لاحقا تركيا، التي استهدفت معاقل تنظيم الدولة والمليشيات الكردية. ثم أعلنت بريطانيا في شهر أيلول/ سبتمبر أنها "وجهت ضربات جوية دقيقة، ضد مواقع لتنظيم الدولة تمثل تهديدا لمصالحها وأمنها".

وقالت الصحيفة إن آخر المعطيات تشير إلى أن التحالف شن 7085 ضربة جوية خلال 415 يوما، منها 506 ضربة في العراق، و2579 ضربة على الأراضي السورية.


ولاحظت أن الدعم العسكري الذي توفره الولايات المتحدة للفصائل السورية يعتبر شحيحا ومحدودا، وهو أمر يعلله الأمريكيون بصعوبة التمييز بين المعتدلين والمتطرفين وسط عدد كبير من الفصائل المسلحة.

وقال التقرير إن الولايات المتحدة الأمريكية بدأت في ربيع العام الجاري برنامج تدريب وتجهيز للثوار السوريين في معسكرات في تركيا، بغرض إعدادهم لمجابهة تنظيم الدولة، وذلك على غرار مشروع مماثل أطلق سابقا في الأردن لتدريب ثوار الجبهة الجنوبية في سوريا.

وقالت الصحيفة إن الجنرال لويد ج.أوستن، قائد القيادة المركزية الأمريكية، اعترف بأن أربعة أو خمسة مقاتلين ممن دربتهم أمريكا يقاتلون الآن على الأرض، من أصل 75 مقاتلا تلقوا تدريبات على يد الأمريكيين، وهو رقم يبتعد كثيرا عن الهدف المعلن سابقا لتدريب 15 ألفا خلال ثلاث سنوات، وهو ما يعد فشلا ذريعا، بحسب الصحيفة.

وأشار التقرير إلى أن التحالف الدولي قتل أكثر من 15 ألف مقاتل من تنظيم الدولة منذ بداية الحملة الدولية، كما تم اغتيال 19 من أصل 43 قياديا بارزا في التنظيم.

ورغم مسارعة تنظيم الدولة بتعويض القتلى بقيادات جديدة، فإن المراقبين يرجحون أنه لا يمتلك مخزونا كبيرا من القيادات المؤثرة والقوية، التي سبق أن خاضت تجربة "جهادية" طويلة، مثل قيادات تنظيم القاعدة.

ولاحظت الصحيفة أن ضربات التحالف الدولي منعت تنظيم الدولة من التوسع على حساب إقليم كردستان العراق، ولكنه في المقابل يسيطر حاليا على منطقتي الموصل وسنجار.

وقد تم مؤخرا دحر مقاتلي التنظيم من محافظتي صلاح الدين وديالى، بعد أن سيطروا على هذه المناطق التي تبعد 100 كيلومتر شمال العاصمة بغداد، منذ حزيران/ يونيو 2014.

وذكرت الصحيفة أن القوات العراقية تواجه صعوبات كبيرة في مواجهة تنظيم الدولة، رغم الدعم الأمريكي الكبير لها، إذ لم تتقدم شبرا واحدا في منطقة بيجي، الواقعة على بعد 200 كيلومتر شمال بغداد، منذ شهر نيسان/ أبريل الماضي، بعد أن قامت سابقا بتحرير تكريت عاصمة محافظة صلاح الدين.

ومنيت القوات العراقية بانتكاسة كبيرة في منطقة الأنبار السنية، في شهر أيار/ مايو الماضي، بعد أن سيطر تنظيم الدولة على الرمادي، مركز المحافظة.

وقالت الصحيفة إن وحدات حماية الشعب الكردية، المدعومة من قوات التحالف الدولي، قد تمكنت من دحر تنظيم الدولة من عين العرب (كوباني) وتل أبيض ومناطق في سوريا متاخمة للحدود التركية.

وذكرت أن مسلحي تنظيم الدولة يستمرون في التوسع نحو دير الزور، شرقا، حيث تدور معارك مع قوات النظام السوري، كما يحاول التنظيم التوسع في محافظة حلب باتجاه الحدود التركية، وجنوب دمشق، إضافة إلى محيط تدمر التي سقطت بيد التنظيم في أيار/ مايو الماضي.

وفي الختام، حذرت الصحيفة من أن التوسع المتواصل لتنظيم الدولة، يشكل تهديدا لفصائل المعارضة، لأن هذه الفصائل تعاني من الإنهاك والتشتت بسبب مواجهتها لتنظيم الدولة وقوات بشار الأسد في آن واحد.
التعليقات (0)