سياسة عربية

جدل بعد منع المنقبات من التدريس بالجامعات وسلفيون يؤيدون

السلطات المصرية تمنع المنتقبات من التدريس في الجامعة ـ صورة تعبيرية
السلطات المصرية تمنع المنتقبات من التدريس في الجامعة ـ صورة تعبيرية
أثار قرار جامعة القاهرة بحظر ارتداء عضوات هيئات التدريس النقاب أثناء إلقاء المحاضرات حالة من الجدل الشديد في مصر.

وكان رئيس الجامعة الدكتور "جابر نصار"، أصدر قرارا الثلاثاء نص على "منع عضوات هيئة التدريس والهيئة المعاونة بجميع كليات الجامعة ومعاهدها من إلقاء المحاضرات والدروس النظرية والعملية أو حضور المعامل أو التدريب العملي وهن منتقبات".

وأكد البيان الذي نشرته الجامعة، وحصلت "عربي21" على نسخة منه، أن القرار يأتي "حرصا على التواصل مع الطلاب وحسن أداء العملية التعليمية والمصلحة العامة".

القرار مخالف للدين والدستور

ويقول مراقبون إن هذا القرار يتماشى مع التوجه العام للنظام بعد انقلاب 3 يوليو في التضييق على المظاهر الإسلامية، مثل الاعتكاف في المساجد والملصقات الدينية ومراقبة المساجد وخطب الجمعة.

وأكد "ياسر برهامي" نائب رئيس الدعوة السلفية، أن قرار منع المنتقبات من التدريس بنقابهن هو قرار مخالف للدستور المصري والقانون والقرآن والسنة، كما أنه تمييز ضد فئة معينة من المجتمع بسبب مذهبها الديني، على حد قوله.

وأضاف برهامي، في تصريحات له الأربعاء، أن النقاب مستحب عند الجمهور، وواجب عند بعض العلماء، وأقل درجات حكمه أنه مشروع، ما يؤكد أنه لا يمكن اعتباره مخالفا للشريعة كما يدعي البعض.

وأضاف أن تدخّل جامعة القاهرة بقرار إداري يمنع المنتقبات من التدريس هو تجاوز فى حق المرأة المنتقبة التي يكفل لها الدستور حقها الكامل فى ارتداء ما تراه مناسبا لها.

وناشد "برهامي" رئيس الجامعة بالتراجع عن قراره، مطالبا المنتقبات في هيئة التدريس بالجامعة برفع قضية عاجلة أمام القضاء لتمكينهن من مباشرة حقوقهن والعودة لعملهن.

من جانبه، قال القيادي في "الدعوة السلفية"، المهندس عبد المنعم الشحات، إن قرار جامعة القاهرة بمنع عضوات هيئة التدريس المنتقبات من المحاضرة في مواد بعينها، "لا يخالف الشريعة الإسلامية، ولا يخالف الدستور"، على حد قوله.

وأضاف خلال مداخلة هاتفية لبرنامج "البيت بيتك" الذي يعرض على شاشة  "تيين"، الأربعاء، أنه موافق بشدة على القرار، خاصة بعدما أوضح رئيس جامعة القاهرة، الدكتور جابر نصار، أنه سيتم منح المدرسات حرية اختيار مواد أخرى لتدريسها لا تحتاج للتواصل مع الطلاب.

وحول اعتراض القيادي في الدعوة السلفية، الدكتور ياسر برهامي، على القرار، أوضح أن أحد الإعلاميين أبلغ برهامي القرار دون توضيحه، ما جعله يعترض على القرار بشكل مباشر.

قرار ظالم ومحاربة للإسلام

وقال "هاني الحسيني"، الأستاذ بكلية الطب، عضو حركة 9 مارس من أجل استقلال الجامعات، إن قرارات المنع لا تحل المشكلة، مشيرا إلى أنه يعتقد أن النقاب يمثل عائقا أمام توصيل المعلومة للطلاب، لكنه مع ذلك يفضل استخدام أسلوب الإقناع والضغط الاجتماعي للتوصل لحل لهذه القضية، خاصة أن لها أبعادا دينية حساسة".

واشتكت مدرسات بجامعة القاهرة -رفضن ذكر أسمائهن- من أن هذا القرار يمثل تفرقة وتمييز ضدهن، وأكدن أن الهدف الحقيقي من منع النقاب هو محاربة الإسلام ومظاهره في المجتمع.

وقالت أخريات إن القرار ظالم ولا يراعي الحريات الشخصية للسيدات في ارتداء ما يردن طالما لا يؤثر على أداء عملهن بشكل جيد، وتساءلت: كيف جزم رئيس الجامعة بأن النقاب يعيق التواصل مع الطلاب ويعطل العملية التعليمية؟

وأكدت أن هناك معايير علمية يعرفها العالم أجمع يمكن اتباعها للتأكد ما إذا كان المدرس ناجح في تدريس العلوم المختلفة لطلابه أم لا.

وقال الناشط الحقوقي هيثم أبو خليل إن النقاب حرية شخصية، وتسمح به دول غير إسلامية، فيما تمنعه مصر التي تعاني تحت حكم العسكر".

النقاب ليس من الإسلام


من جانبه، قال أسامة القوصي، الداعية السلفي المؤيد للانقلاب، إن قرار جامعة القاهرة بمنع السيدات المنتقبات من التدريس للطلاب "قرار صائب"، مؤكدا أن "النقاب ليس فريضة، ولا واجب، ولا حتى سنة، بل هو عادة بدوية لا علاقة لها بالدين الإسلامي".

وأضاف، في تصريحات صحفية: "إذا رأى ولي الأمر أن المصلحة تقتضي منع النساء من ارتداء النقاب وقت العمل يجوز له ذلك، وعليهن طاعته؛ لأنه لم يأمرهن بمعصية"، مشيرا إلى وجود قاعدة فقهية تقضي بأن "حكم الحاكم يرفع الخلاف".

وأضاف أن "التدريس لا يعتمد على توصيل المعلومة فقط، بل يحتاج إلى تواصل بصري بين المدرس والطالب؛ لذلك فإن وضع ارتداء المرأة مع النقاب يتعارض مع رسالة التعليم من الأساس".

وكانت الجامعات المصرية قد أصدرت لائحة منذ سنتين بالملابس الممنوع ارتداؤها داخل الجامعة، ومن بينها البنطلونات الفيزون والشورت والشبشب والجلباب والملابس العارية، باعتبارها لا تليق مع أماكن تلقي العلم.

وعلى الرغم من الانتقادات التي وجهت له، إلا أن "نصار" تمسك بالقرار، وأكد عدم السماح للمنتقبات بدخول قاعات المحاضرات نهائيا، وقال إن من حق الطالب أن يرى وجه من يشرح له، ليحدث التواصل بينهم، ولا يكون الشرح من وراء ستار".

وتوقع مراقبون أن يكون منع الطالبات المنتقبات من دخول الجامعة هو الخطوة التالية، لكن نصار أوضح في تصريحات صحفية الأربعاء، أن منع النقاب داخل الجامعات لن يطبق على الطالبات، لأنهن متلقيات للتعليم، ولا يوجد ما يمنع ارتداءهن النقاب أثناء المحاضرات".
التعليقات (2)
إ.م.ا
الخميس، 29-10-2015 01:09 م
القرارمخالف للشريعة الاسلامية ويرى كثيرمن العلماء وجوبه وهوليس عاده بدوية بل سنة حبيبنا(ص)
حكيم
الخميس، 01-10-2015 02:32 ص
وينك يا حزب النور أسف حزب الشيطان قول كلمة ولا خرصت .. منافقون