سياسة عربية

حرب إعلامية مصرية على الإخوان وحماس ... احتفالا بنصر أكتوبر

الإعلام المصري يجلد حماس في ذكرى أكتوبر ـ أرشيفية
الإعلام المصري يجلد حماس في ذكرى أكتوبر ـ أرشيفية
احتفل الإعلام المصري بنصر 6 أكتوبر على "إسرائيل"، بشن حملة شعواء على حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، وجماعة "الإخوان المسلمين"، في وقت لم يكتف فيه هذا الإعلام بموادعة العدو الذي تحقق الانتصار عليه (إسرائيل)، وخفت فيه صوت نقده، والتحذير منه، باعتباره خطرا على الأمن القومي، المصري والعربي والإسلامي، وإنما ذهب إعلاميون مصريون إلى حد اعتبار "إسرائيل" - بهذه المناسبة - ليست عدوا.

وكان أبرز تجليات تلك الحملة الشعواء تعليق مفتي الجمهورية السابق، علي جمعة -خلال برنامج "والله أعلم" على فضائية "سي.بي.سي" - على نصر أكتوبر بتأكيده أن مصر ستنتصر عليهم قريبا نصرا مؤزرا (يقصد جماعة الإخوان المسلمين، وفق مراقبين)، مشددا على أنه "سيتم خلاله حلق رؤوسهم، حتى نجتث كلاب أهل النار"!

إسرائيل ليست عدوا.. والإخوان أخطر

في البداية، اعتبر إعلاميون وسياسيون موالون لرئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي، أن "إسرائيل" ليست عدوا، وأن الإخوان المسلمين أخطر منها.

فقال الإعلامي توفيق عكاشة -في برنامج "مصر اليوم" عبر فضائية "الفراعين" الإثنين -إن عدو مصر مرحليا، ليس إسرائيل، مضيفا أن العدو هو من صنعته "بنو إسرائيل" لمحاربة مصر محاولة إسقاطها، وتقف من خلفه "إسرائيل".

وقال المحامي مختار نوح، في لقائه مع الإعلامي خالد صلاح ببرنامج "آخر النهار" عبر فضائية النهار الثلاثاء، إن الدولة المصرية عانت من عدو خفي، كان يتمثل في جماعة الإخوان، التي كانت أخطر من الكيان الإسرائيلي، مضيفا أن إسرائيل كانت عدوا ظاهرا على عكس جماعة الإخوان التي احتجنا إلىوقت لشرح عدائهم للوطن،  وخطرهم عليه"، وفق تعبيره.

وخرجت زوجة الرئيس الراحل محمد أنور السادات، جيهان السادات، بتصريحات -في حوار مع "التلفزيون المصري"، الثلاثاء- قالت فيها إن السادات كان يتوقع اغتياله بعد توقيع اتفاقية السلام مع إسرائيل، وإنه قال لها: "أنا محدش (لا أحد) سيقتلني إلا إذا كان صاحب عقيدة.. والإخوان أصحاب عقيدة".

لكن نشطاء علقوا بالقول إن من قتل زوجها لا علاقة لهم بالإخوان.

وفي المقابل، قال الخبير العسكري، اللواء رمضان عبد الرؤوف، في حواره ببرنامج "صباحك مصري"، عبر فضائية "أم. بي. سي مصر2"، الثلاثاء، إن مصر بدون القوات المسلحة، مطمع  للجميع، معتبر أن "الجيش هو مصر، ومصر هي الجيش".

مزاعم بكراهية "حماس" لأكتوبر

بدلا من توجيه دفة الهجوم تجاه العدو الإسرائيلي في ذكرى نصر أكتوبر، وجه إعلاميون وصحفيون وكتاب مصريون، بالغ نقدهم وهجائهم لحماس.

فاتهمت الإعلامية رولا خرسا، خلال تقديمها برنامج "وماذا بعد"، عبر فضائية "LTC"، مساء الإثنينن بأنها - ليس فقط- عزلت القطاع الأم، وهو فلسطين، بل وعزلت القضية الفلسطينية عن الأم العربية، زاعمة أن هذا العزل نتج عن فكر حماس نفسه، المستمد من فكر جماعة الإخوان المسلمين، وفق قولها.

وتساءل الكاتب كريم عبد السلام بجريدة "اليوم السابع" تحت عنوان "حماس وحرب أكتوبر"، الأربعاء: لماذا تكره حركة حماس حرب أكتوبر 1973؟

وأجاب: "هنيئا لحركة المرتزقة حماس أحضان الدولة العبرية، والعمالة الخسيسة لصالح عدو يغتصب الأرض الفلسطينية والعربية".

وفي السياق نفسه، قال الرئيس الأسبق لجهاز الأمن القومي، اللواء جمال أبو ذكري إن حماس أكثر كراهية لمصر ولانتصارات أكتوبر ربما من اليهود أنفسهم، زاعما أن جهاز الموساد الإسرائيلي هو الذي أنشأ حماس قبل 23 عاما، بهدف تقسيم فلسطين، وعزل قطاع غزة عن الضفة الغربية، واصفا ذلك بأنه كان خطوة على طريق تقسيم الدول العربية وتفتيتها، وتفريغ القضية الفلسطينية من محتواها، ليتحول النزاع العربي - الإسرائيلي، إلى صراعات بين الفصائل الفلسطينية.

وأضاف في تصريحات لصحيفة "الفجر"، أنه من الطبيعي أن تحقد حماس على مصر لأنها استعادت سيناء، وانتصرت في حرب أكتوبر، إذ كانت الحركة تخطط بالتعاون مع الإخوان إبان عهد محمد مرسي، لأن تستولي على سيناء، وهو مشروع الوطن البديل الصهيو - إخواني، الذي كانت ترعاه الولايات المتحدة، ومن أجله أوصلوا الإخوان لسدة الحكم، بحسب  تعبيره.

ومن جهته، قال خبير العلاقات الدولية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، سعيد اللاوندي - للصحيفة نفسها، إن حماس تريد أن تنتقم من مصر عن طريق إفساد فرحتها، مذكرا بأن مصر أغلقت جميع مراكز حماس في القاهرة، واعتبرتها "جماعة إرهابية".

تشويه سمعة الإسلاميين والإخوان

تصدر المشهد الإعلامي والصحفي خلال الساعات الماضية سعار في نشر مواد تنال من الإخوان، وتشوه سمعتهم، دون أن تترك أي فرصة لهم، للدفاع عن أنفسهم، أو عرض وجهات نظرهم.

فزعم المخرج خالد يوسف، المرشح للانتخابات المزمعة، في مداخلة هاتفية، عبر فضائية "النهار" مساء الثلاثاء، أن هناك محاولات من قبل جماعة الإخوان للتسلل إلى مجلس النواب تحت عباءة أحزاب أخرى، بهدف دخول أكبر عدد من أنصارها إلى البرلمان، مشددا على  أنه يجب عدم ترك الفرصة للإخوان.

واتهم الصحفي خالد صلاح، رئيس تحرير "اليوم السابع"، في برنامج "آخر النهار" على القناة نفسها، الإثنين، "تيار الإسلام السياسي" بأنه يميل دائما إلى العنف، زاعما أن العنف قائم في الضمير العام للتيار، خاصة عندما يحتشد أعضاؤه، وأن الأغلب عندهم العنف وفرض الرأي وهيمنة منطق القوة، لأنهم يفهمون أن تاريخ هذا الدين تاريخ من العنف، وفق زعمه.

وقالت مديرة ومؤسسة المركز المصري لدراسات الديمقراطية الحرة، داليا زيادة، إن الإصلاحات الاقتصادية والمشاريع التنموية العملاقة التي نفذتها الإدارة المصرية خلال الفترة الماضية دفعت أنصار الإخوان للكفر بفكرة عودة الجماعة، ومرسي للحكم مرة أخرى.

ومن جهتها، ادعت "بوابة الأهرام" أنها حصلت علي "print screen صورة ضوئية" من بعض بيانات الإخوان المسلمين التي تم نشرها على صفحة الإخوان، وصفحة "التحالف من أجل الشرعية"، ويظهر بالصفحة مكان نشر البيان "غزة".

وبدأت جريدة "اليوم السابع"، الثلاثاء، في نشر "تفاصيل التحقيقات مع المتهمين بحرق مبنى الأمن المركزي بمدينة السادس من أكتوبر 2014، قائلة إن تحقيقات نيابة أول أكتوبر كشفت أن المتهمين شاركوا في اقتحام المبنى، واستهدفوا قوات الجيش والشرطة، فيما أنكروا ذلك.

كما نشرت "اليوم السابع" صورة شخص ملتحي مجهول الهوية، وقالت إنه شارك في احتفالات الذكرى الـ42 لانتصارات أكتوبر، في ميدان التحرير، برفع لافتة كتب عليها: "الإخوان والشيعة.. دواعش ووجهان لعملة واحدة".

وقالت الصحيفة إنه صرح لها بأن الصلح مع الإخوان بمثابة خيانة لله ورسوله وللوطن وللفطرة الإنسانية السوية.

كما نقلت الصحف، الثلاثاء، نبأ تشييع المئات من أهالي قرية بهنباي بمدينة القنايات بالشرقية، جثمان المجند إبراهيم محمود الهادي، 21 سنة، الذي قتل متأثرا برصاص أثناء عمله بمدينة العريش، قائلة إن ذلك جاء وسط ترديد هتافات: "الشعب يريد إعدام الإخوان".

حملة أمنية مستعرة على الإخوان

في ذكرى نصر أكتوبر كثفت الأجهزة الأمنية في مصر أيضا، حملتها على جماعة الإخوان، واعتقلت العشرات ممن هم أعضاء فيها بالفعل، أو من هم متهمون بذلك كذبا، مع تلفيق الاتهامات المعتادة للجميع، بالتورط في أعمال عنف، وهو ما توسع الإعلام المصري في نقله، وتسليط الأضواء عليه، متبنيا الروايات الأمنية، التي ذكرتها وزارة الداخلية.

وقد استبقت الوزارة ذكرى نصر أكتوبر، الأحد، بإعلان أن أجهزة الأمن التابعة لها ألقت القبض على 50 من معارضي السلطات الحالية، بتهم المشاركة والتحريض على الأعمال العدائية.

وقال بيان للوزارة إنه "تم ضبط 29 من القيادات الوسطى لجماعة الإخوان المسلمين، المتهمين في قضايا التعدي على المنشآت العامة والخاصة، والمشاركة في الأعمال العدائية، والتحريض عليها على مستوى محافظات الجمهورية".

وأضاف البيان أنه تم القبض على 21 آخرين ممن سماهم "لجان العمليات النوعية التي تستهدف قوات الجيش والشرطة والمنشآت المهمة والحيوية".

كما أعلنت الوزارة، الأربعاء، القبض على 40 شخصا من المعارضين للسلطات الحالية، المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين.

وذكرت صحيفة "البوابة" الثلاثاء أن النيابة العامة، قررت الإثنين، حبس 8 متهمين لمدة 15 يوما على ذمة التحقيقات لاتهامهم بتكوين خلية إرهابية لتنفيذ أعمال تخريبية في البلاد.

وقالت إن التحريات ذكرت أن المتهمين نجل شقيق صبحي صالح، وسبعة آخرين، تبين أنهم يمكثون داخل شقة بمنطقة العياط ملك شقيقة الشاطر، وتمت مداهمتها أثناء عقد المتهمين اجتماعا تنظيميا يستعرضون فيه خططهم الإرهابية.

وأشارت إلى أن التحقيقات كشفت مفاجآت، منها أن سيدتين تنتميان لأسرتي محمد بديع، نائب المرشد العام لجماعة الإخوان، ونائبه خيرت الشاطر، كانتا حلقة الوصل بين قيادات الجماعة في السجون وعناصر الخلية، وأن شقيقة الشاطر وفرت لهم الشقة التي تم ضبط المتهمين فيها، وأن قيادات الجماعة أصدرت تعليمات للخلية بتنفيذ أعمال إرهابية في مقار اللجان الانتخابية لإفساد انتخابات مجلس النواب.

كما نقلت عن مصادر قضائية قولها إن السيدتين حرصتا على زيارة الشاطر وبديع، وتقابلتا على مدار الشهر الماضي مع قائد الخلية في أماكن عامة منها موقف أتوبيس المنيب ومحطة مترو الجيزة لنقل التعليمات، وأنه جار تحديد دورهما في القضية، إذ لم يتم القبض عليهما.

وأبرزت الصحف قرار محكمة جنح مستأنف السويس، الإثنين، برفض الاستئناف المقدم من 3 قيادات وكوادر في الإخوان، مع تجديد حبسهم 15 يوماً على ذمة التحقيق، بتهمة التحريض على العنف.

وأشادت الصحف بقيام الأجهزة الأمنية بمديرية أمن الجيزة، بتوجيه "ضربة قوية للجماعات الإرهابية التي تسعى لإسقاط الدولة وإرهاقها، بعد أن تمكنت من ضبط الصاوي نصار حامد أمين لجنة الشباب لحزب الحرية والعدالة المنحل بمنطقة كرداسة".

وكان الصاوي قد "تواجد داخل شقة بمنطقة كرداسة بعد عودته من قطر، والتقى عددا من عناصر خلية إرهابية لوضع الخطوط النهائية لتنظيمهم الساعي نحو عرقلة الانتخابات البرلمانية وتوزيع الأدوار بينهم"، وفق بيان الداخلية.

وفي دمياط ألقت قوات مباحث قسم ثان دمياط، القبض على مدرس مطلوب ضبطه وإحضاره على ذمة قضية "تظاهر من دون تصريح، والانضمام لجماعة الإخوان، وقطع الطريق والتحريض على مؤسسات الدولة، وإثارة العنف".

كما ألقت مباحث الإسكندرية بدائرة قسم مينا البصل، القبض على مراقب صحي، ونجله، وعامل آخر، بتهمة انتمائهم للإخوان، والتحريض على العنف.

وفي الإسكندرية أيضا نظرت الدائرة 24 جنايات بالإسكندرية، الأربعاء، أولى جلسات محاكمة 13 عضوا بجماعة الإخوان، لاتهامهم بالضلوع في أعمال عنف وشغب شهدتها دائرة المنتزه شرق محافظة الإسكندرية، والاعتداء على المواطنين ورجال الأمن.

وأسندت النيابة العامة للمتهمين ارتكاب جرائم الانضمام لجماعة أسست على خلاف أحكام القانون، والتحريض على العنف، واستهداف رجال الجيش والشرطة، وقطع الطريق العام، وحيازات مطبوعات ومنشورات تحريضية ضد مؤسسات الدولة.

وفي الغربية، اعتقلت الأجهزة الأمنية، الإثنين، ستة من أعضاء الإخوان، من بينهم عدد من قيادات الجماعة بمدارس الجيل المسلم "30 يونيو حاليا"، ومديرها، بتهمة حيازة منشورات ووثائق محرضة على الشغب والعنف وتكدير الأمن العام، واستهداف ضباط الجيش والشرطة والمنشآت الحكومية وشعارات رابعة.

وفي الغربية نفسها، قرر المحامي العام لنيابات شرق طنطا الكلية بالغربية، الإثنين، تجديد حبس 18 من الإخوان، المتهمين بالتحريض على العنف والشغب 15 يوما على ذمة التحقيقات.

وفي الشرقية، ألقى ضباط المباحث، القبض على "رياض. س. أ" عضو بجامعة الإخوان، هارب من حكم بالمؤبد في القضية رقم 17798/2013 جنايات ثان الزقازيق، وفق رواية الأمن.

وفي سوهاج، قررت محكمة الجنايات، الأربعاء، تجديد حبس "عامر.ث"، بدعوى أنه ينتمي إلى جماعة الإخوان، 15 يوما على ذمة التحقيق.

كما أمرت النيابة الكلية بتجديد حبس "هاني - ص" من جماعة الإخوان، 15 يوما كذلك، على ذمة التحقيق.
التعليقات (1)
رضا
الخميس، 08-10-2015 04:29 ص
طول مافية عداء لن يتواجد الاستقرار