ملفات وتقارير

علاقة السيسي بموسكو.. سياسة أم استجداء للشرعية؟

محلل سياسي: السيسي يعتبر بشار الأسد خط دفاعه الأول - أرشيفية
محلل سياسي: السيسي يعتبر بشار الأسد خط دفاعه الأول - أرشيفية
أثار التقارب المتسارع بين سلطة الانقلاب بمصر التي يقودها عبدالفتاح السيسي، وبين موسكو، تساؤلات عديدة حول أهداف هذا التسارع، وهل يأتي في سياق المصالح المشتركة، أم إنه لم يخرج عن سياق التبعية للأقوى.

وفي الوقت الذي يقول فيه المعارضون، إن نظام "السيسي الانقلابي" يسعى لاستجداء شرعية خارجية، مقابل منح روسيا نفوذا وهيمنة سياسية؛ يصر المؤيدون على أن "مصر لاعب استراتيجي بثقلها الإقليمي، ومن الطبيعي أن تسعى لعلاقات جيدة مع الجميع".
 
مصالح مشتركة

وقال سفير مصر الأسبق بموسكو، رؤوف سعيد، إن "العلاقات بين مصر وروسيا لا يوجد فيها عنصر استبدال الشركاء، فهذه العلاقات وما ينبثق عنها من مصالح؛ ليست على حساب علاقات كل منهما بأطراف ثالثة، كعلاقة القاهرة بواشنطن مثلا".

وأضاف لـ"عربي21" أن "العلاقات الدبلوماسية المصرية دخلت في مرحلة جديدة من إدارة المصالح، ففي الوقت الذي يوقع فيه الرئيس عبدالفتاح السيسي على صفقة سلاح في موسكو، يتفق على صفقة أخرى في باريس، ويدلي بتصريحات يؤكد فيها أن العلاقات مع الولايات المتحدة استراتيجية".

وذهب إلى أن "روسيا بما لها من رصيد قوي عند مصر؛ تدرك جيدا أن الدخول والخروج للشرق الأوسط يأتي من خلالها"، معتبرا أن أحداث 30 يونيو في مصر "مثلت انطلاقة حقيقية للعلاقة بين البلدين؛ بعد إزاحة حكم التيار الإسلامي".

استجداء الشرعية

على الجانب الآخر؛ قال رئيس لجنة العلاقات الخارجية بحزب الحرية والعدالة، عبدالموجود الدرديري، إن "قيادة العسكر في مصر لا تلعب سياسة، وإنما تستجدي الشرعية وحسب".

وأضاف لـ"عربي21" أن "نظام السيسي رأى في رغبة روسيا الاضطلاع بدور لها في المنطقة على حساب ضرب الشعب السوري؛ فرصة لتوطيد العلاقات معها بأي ثمن"، مشيرا إلى وجود "تاريخ مشترك بين السيسي وبوتين، فكلاهما يمتلك خلفية عسكرية استخباراتية".

خط دفاع

من جهته؛ رأى الكاتب الصحفي والمحلل السياسي، أحمد عبدالعزيز، أن "نظام السيسي الانقلابي يحاول تطوير علاقته مع أي دولة تدعمه"، ساخرا من "التحالف الهزيل الذي أقامه مع اليونان وقبرص".

وقال لـ"عربي21" إن نظام السيسي يعتبر بشار الأسد خط دفاعه الأول، "فإذا بقي هذا الرجل القاتل الذي يرمي شعبه بالبراميل المتفجرة في السلطة؛ فمن باب أولى أن يبقى الرئيس الانقلابي في سدة الحكم".

وأضاف أن "سلطة الانقلاب في مصر تدعم التدخل الروسي في سوريا، مقابل أن تدعم روسيا الانقلابيين في مواجهة أي ضغوط خارجية، سواء كانت سياسية أم حقوقية".


ولفت إلى "وجود تناغم بين "السيسي" و "بوتين" على مستويين، أولهما العقلية الأمنية المشتركة بينهما بطبيعة عملهما الأمني والاستخباراتي السابق، وثانيهما، انحدارهما من المعسكر الشمولي، الذي كان منبعه الاتحاد الروسي في فترة خمسينيات وستينيات القرن الماضي".

وتابع: "مصر تدعم روسيا في سوريا، مقابل أن تدعم روسيا مصر في مواجهة أي ضغوط خارجية سواء سياسية أو حقوقية".

وكان وزير خارجية سلطة الانقلاب في مصر، سامح شكري، قد أبدى في تصريحات لقناة "العربية" السبت الماضي، تأييده للغارات الجوية التي تشنها روسيا في سوريا، قائلا إنها "ستساهم في محاصرة الإرهاب والقضاء عليه".

ويشار إلى أن وزارة الدفاع الروسية، أعلنت مطلع تشرين أول/ أكتوبر الجاري، أن طيرانها قام بأولى ضرباته في سوريا، وقالت إن الغارات استهدفت مواقع لتنظيم الدولة، في الوقت الذي تؤكد فيه الولايات المتحدة وعدد من حلفائها والمعارضة السورية، على أن الضربات الجوية الروسية استهدفت مدنيين، ومجاميع مناهضة للأسد، ولا تتبع لتنظيم الدولة.
التعليقات (1)
وديع احمد عباس
الجمعة، 09-10-2015 02:31 م
اللهم دمرالظالمين بالظالمين واخرج سالمظلومين من بينهم غير خزايا ولا مهزومين وابتر اعداء الحق والعدل والدين ي