صحافة عربية

سر تدمير الاقتصاد المصري وتهريب الدولار.. مالك والإخوان

الصحافة المصرية السبت
الصحافة المصرية السبت
وقعت في شرِّ أعمالها، وقدمت دليلا جديدا على عدم مهنيتها، بتعاملها غير المسؤول مع بيان وزارة الداخلية، الذي أصدرته الجمعة، متضمنا عددا من الاتهامات إلى القيادي الإخواني حسن مالك، وقيادات إخوانية أخرى، بقيادة مؤامرة لتدمير الاقتصاد، وتهريب الدولار.

فقد تبنت الصحف المصرية الصادرة السبت 24 تشرين الأول/ أكتوبر 2015 رواية وزارة الداخلية التي تضمنت اتهامات للقيادي الإخواني حسن مالك، وقيادات أخرى، بقيادة مؤامرة لتدمير الاقتصاد وتهريب الدولار.

وتعاملت الصحف مع رواية الداخلية على أنها حقائق، وليست مجرد اتهامات، تخضع للتحقيق، والنفي أو الإثبات، وتوسعت في نقل القضية بشكل كبير، وادعت أن"مالك" و"الإخوان" هما سبب انهيار الجنيه، وصعود الدولار، فيما غردت صحيفتان فقط خارج سرب تخصيص مانشيتها لهذه الاتهامات، وهما: الأهرام، والدستور. 

وتبارت الصحف في إطلاق أسوأ الأوصاف بحق رجل الأعمال المصري، وبالتبعية "الإخوان"، ما بين "وزير مالية الإخوان ومسؤول الدعم المالي بالإخوان" (الأهرام)، و"زعيم مافيا الدولار" (الأخبار المسائي)، و"الذئب" و"شهبندر الإخوان" (البوابة)، و"مالك مافيا الدولار" (اليوم السابع).. إلخ.

و"ملكيا أكثر من الملك".. نسب عدد من الصحف اتهامات "الداخلية، وروايتها، إلى نفسها، وليس إلى الوزارة".. إذ لم تشر إلى أن هذه الاتهامات هي اتهامات الداخلية، وليس اتهاماتها.

وحاولت الصحف من خلال تغطيتها لقضية حسن مالك إيهام الناس أن ما عانته مصر طيلة الفترة الماضية، من تراجع للاقتصاد، وصعود للدولار، وانخفاض للجنيه، و"تدهور معيشي".. إلخ، إنما كان من تدبير "حسن مالك والإخوان"، ما يطرح السؤال: لماذا تُرك إذن، يفعل ذلك، تحت بصر الأجهزة الأمنية، والرقابية، من بيته، دون القبض عليه، سوى الآن؟

مانشيتات فريدة

"سقطت عصابة الدولار الإرهابية".. هكذا جاء مانشيت صحيفة "الجمهورية"، باللون الأحمر.

وأضافت الصحيفة: "مالك وسعودي (رجل الأعمال الإخواني عبدالرحمن سعودي) وقيادات إخوانية وراء تهريب النقد الأجنبي.. والنيابة تقرر حبس "وزير مالية" الجماعة 15 يوما.

في السياق نفسه، أشارت "الجمهورية" إلى "ضبط 7 قضايا لتجارة العملة في 6 محافظات"، مؤكدة أن "المطاردة مستمرة".

وبالطريقة نفسها، تعاملت "أخبار اليوم"، ثاني أكبر الصحف المصرية بعد "الأهرام"، مع الموضوع، فأشارت إلى أنه: "بعد ساعات من ضبط مالك و4 قيادات إخوانية.. الكشف عن مخطط لتهريب الدولار والإضرار بالاقتصاد".

وباللون الأحمر كذلك، قال مانشيت "اليوم السابع": "سقوط "مالك" مافيا الدولار". 

وأضافت الصحيفة: "الداخلية": سقوط حسن مالك يكشف مخطط التنظيم الدولي لضرب الاقتصاد بأكبر عمليات لتهريب النقد الأجنبي.. شركات الصرافة الإخوانية سحبت الدولار من الأسواق.. و"سعودي وكرم عبدالوهاب" قادا عمليات نقله للخارج.

رواية "اليوم السابع"

وجاءت رواية "اليوم السابع" للموضوع كالتالي: "أحبطــت وزارة الداخليــة أكبــر مخطــط إخوانــي لضــرب الاقتصــاد المصري خــلال الفتــرة المقبلة، بعدما فشــلت الجماعة الإرهابية في حرب الشــوارع والتفجيرات والحشــد، من خلال أبرز رجال الاقتصاد بالجماعة، والممول الرئيســي لهــا، القيادي الإخواني حســن مالك، وأصحاب شــركات الصرافة الإخوانية، عــن طريــق تجميــع العمــلات الصعبــة وتهريبهــا للخارج تارة، وإطلاق الشائعات التى تستهدف ضرب الاقتصــاد تــارة أخرى، فضــلا عن تمويــل العناصر الإرهابية"، وفق الصحيفة.

صحيفة "البوابة" لم تذهب بعيدا عن هذه الأجواء. وقالت - مع صورة "مشوهة" لحسن مالك: "الذئب في المصيدة.. سقوط شهبندر الإخوان".

وتابعت: "مفاجأة.. اتهام حسن مالك بتخطيط وتمويل اعتصام رابعة".

ونقلت عن تقارير للبنك المركزي اتهام مالك بأنه "أمر بتهريب "العملة الصعبة" إلى الخارج".

وادعت الصحيفة أن وزارة الداخلية اطلعت السيسي على فيديوهات الاجتماعات التنظيمية، وأن "مالك شكل خلية لسحب الدولار من الأسواق"، مشيرة إلى "حبس "إمبراطور الإخوان" 15 يوما بتهمة الإضرار بالاقتصاد"، على حد تعبيرها.

وصف آخر أطلقته "الأخبار المسائي" في مانشيتها، على مالك، بقولها: "مالك" زعيم مافيا الدولار".

أما صحيفة "المساء" فنقلت أن: "تحقيقات نيابة أمن الدولة العليا تؤكد: العثور على نصف مليار دولار في منزل مالك".

وأكدت الصحيفة "الكشف عن مفاجآت جديدة خلال أيام، وسقوط رجال أعمال آخرين".

لم تغرد "الشروق" بعيدا عن السرب، وإن كانت التزمت بنسبة الاتهامات إلى وزارة الداخلية، فقالت في مانشيتها: "الداخلية: إحباط مخطط "إخواني" لتدمير الاقتصاد المصري".

وأشارت إلى حبس مالك وعبدالوهاب (كرم عبدالوهاب صاحب شركات صرافة)، 15 يوما.. ونقلت عن وزارة الداخلية ادعاءها أنهما استغلا شركات الصرافة لتهريب الأموال للخارج.

وكشفت "الشروق" أن نيابة أمن الدولة واجهت "القيادي الإخواني" بمستندات عن تهريبه الدولار لخفض الجنيه المصري، وفق وصفها.

أما مانشيت جريدة "الوطن" فقال: "أزمة الدولار تكشف مؤامرة مالك وندا (يوسف ندا)".. وأضافت: "ضبط 20 مليون دولار مع القيادي الإخواني.. ومصادر: كان يخطط للهرب إلى السودان".

وكتبت "الوطن" مقدمة ملتهبة للموضوع كالتالي: "في الوقت الذي تعاني فيه البلاد من نقص حاد في الدولار، كشفت مصادر مطلعة لـ"الوطن" أن الأمن عثر على مبالغ ضخمة، من العملات الصعبة، بمنزل الإخواني حسن مالك، الذي ضبط مساء أمس الأول، بالتجمع الخامس".

وبحسب الصحيفة: "أشارت مصادر إلى أن المبالغ تجاوزت 20 مليون دولار، بخلاف عملات أخرى".

ومن جهتها، حاولت "المصري اليوم" أن تتحلّى بالمهنية في التعامل مع القضية، فقال مانشيتها: "الحكومة تتهم الإخوان بضرب "الجنيه".. القبض على "مالك" بتهمة الإضرار بالاقتصاد".

وكشفت الصحيفة عن مفاجأة هي أن: شركة "النوران للصرافة" - التي اتهمتها الداخلية بالتورط في المخطط  - قد تبرعت لصندوق "تحيا مصر"، وحفل "قناة السويس".

وفي التفاصيل قالت "المصري اليوم": "اتهمت وزارة الداخلية القيادي الإخواني حسن مالك و4 من قيادات الجماعة الذين يمتلكون شركات صرافة، والذين ألقي القبض عليهم أمس الأول، بمحاولة ضرب الاقتصاد القومي عن طريق التلاعب في جمع الدولارات من السوق، وتهريبها إلى الخارج".

صحيفتان غردتا خارج السرب

في المقابل، غردت صحف خارج السرب، فلم تخصص مانشيتها لقضية "مالك والإخوان"، وتمثل ذلك تحديدا في: "الأهرام"، و"الدستور".

فقد  تحدثت الأولى في مانشيتها عن: "اجتماع فيينا يفشل فى الاتفاق حول مصير الأسد.. روسيا تنسق عسكريا مع الأردن وتؤيد الحوار بين الرئيس السوري  والمعارضة".

فيما تصدَّر الثانية تصريحات رئيس الانقلاب عبدالفتاح السيسي، أول أمس، لوفد إعلامي دولي، ومنها قوله: "ملتزمون بآليات السوق الحرة.. والدولة مهتمة بمكافحة الفساد".

وفي سياق تغطية "الأهرام" لقضية مالك قالت: "التحقيقات مع حسن مالك.. القيادي الإخواني خطط للإضرار بالاقتصاد بتهريب العملات الأجنبية للخارج".

وبأسلوب مشابه، قالت الدستور: "الأمن الوطني يسقط أخطر خلية إخوانية استهدفت ضرب الاقتصاد القومي.. نيابة أمن الدولة العليا تتهم حسن مالك بتهريب العملة الأجنبية وتدمير الجنيه أمام الدولار".
التعليقات (1)
ابو تركي
الأحد، 25-10-2015 12:26 ص
الم ينتهي الاعلام العكاشي وأعلام الانقلاب من الكذب والفجور، وهل تؤثر 20 مليون في اقتصاد دولة بحجم مصر، وإذا فرضنا وصدقناهم، ما هي الكذبه القادمه إذا استمر الانحدار الاقتصادي في مصر وسيستمر، فعلى من سيلقى اللوم ايها الانفلابيون الفاشلون.